رحل أسطورة الكوميديا سمير غانم عن عالمنا بجسده فقط ولكنه سيظل الحاضر دائما بأعماله الفنية الممتعة وتاريخه السينمائى الحافل، فلديه أيضا تاريخ كبير وعميق فى الدراما التليفزيونية حيث وصلت أعماله على الشاشة الصغيرة إلى 66 مسلسلا، و12 مسلسلا إذاعيا.
ونستعرض في هذا التقرير آراء المتخصصين في انطلاقة نجومية سمير غانم في السينما المصرية ومقارنتها بنجومية الفنان عادل إمام اللذين يعتبران من نفس الجيل الفني في ذلك الوقت.
سمير الجمل : بدايات سمير غانم في السينما مختلفة عن عادل إمام فلم يملك التخطيط وكان رائعا
وقال الناقد الفني سمير الجمل، إن الفرق بين عادل إمام وسمير غانم برغم أنهما كانا يدرسان بكلية الزراعة معا ومن نفس الجيل الفني ، لكن سمير غانم لم يخطط في حياته بل كان يأخذ الأمور ببساطة والدليل أنه كان يقوم ببطولة فيلم سينمائي مرة ومرة ثانية يأخذ “دور ثان” أو “ثالث” في فيلم سينمائي آخر ، لم يكن لديه التخطيط مثل عادل إمام لكنه كان قيمة فنية كبيرة وتاريخا فنيا طويلا.
وأضاف أنه لو اقتصرت أغلب أعماله على الضحك فذلك مطلوب وشىء رائع والجمهور أحبه منها وارتبطت به بصورة كبيرة ، وفي تاريخه الفني بطولاته كانت في المسرح.
وأشار إلى أن ظروف بدايته الفنية مختلفة عن ظروف عادل إمام، حيث حينما بدأت فرقة ثلاثي أضواء المسرح يقدمون حفلات على المسرح أصبحت لهم علاقة مباشرة مع الجمهور ، وحينما بدؤوا يعملون بالمسرح كانت الأمور بالنسبة لهم سهلة، لذلك غامر بهم محمد سالم في بدايات التلفزيون وقدم بهم الفوازير في شهر رمضان الثلاثي بالأبيض والأسود في فترة الستينيات تقريبا عام 68 والأفضل منهم كان الضيف أحمد وكلهم أخذوا من بعضهم سواء سمير أو جورج سيدهم أو الضيف أفادوا بعضهم.
وتابع قائلا: حينما بدأ في تكوين فرقة الثلاثي كان الجمهور قد أحبهم جدا وسط فرق أخرى لإسماعيل ياسين والريحاني وفؤاد المهندس ، لكن الجمهور استقبلهم بصورة جيدة بسبب أرضيتهم التي بنوها من المسرح والحفلات ، فكان يملكون خفة الدم بصورة غير مسبوقة.
فايزة هنداوي : لم يستغل موهبته في السينما مثل عادل إمام وترك نفسه لفطرته
وترى الناقدة فايزة هنداوي، أنه لا يمكن مقارنة انطلاقة سمير غانم في السينما بعادل إمام سواء في الاختيارات أو التعامل مع المؤلفين أو المخرجين.
ونوهت بأن سمير غانم كان يقدم الضحك من أجل الضحك فقط ولم يكن يهتم بتقديم رسالة في الكوميديا التي يقدمها ، كان هدفه فقط إضحاك الجمهور لذلك كانت الكوميديا الخاصة به راقية وغير مبتذلة ومعتمدة على الارتجال بدرجة كبيرة ولا يمكن الاختلاف أبدا أن عادل إمام رقم 1 في الكوميديا بالوطن العربي.
لكن سمير غانم كانت له منطقته الخاصة في الكوميديا ، وكانت لديه موهبة فطرية لإضحاك الناس وقدم في المسرح ومسيرته الفنية به بدرجة أكبر من السينما ، ولم يستغل موهبته بصورة كافية فيها مقارنة بعادل إمام، حيث استغل الأخير علاقاته وموهبته في التعامل مع كثيرين مثل وحيد حامد وسمير سيف وغيرهم ، أما سمير غانم فكان يترك نفسه لم يرد وضعه في دور كوميدي فقط ولم يستغل موهبته مثل عادل إمام في السينما برغم أنه كان موهبة كوميدية فطرية عظيمة.