تعد المنصات الرقمية الحديثة مثل شاهد ونتفلكيس وواتش إت وغيرها حاليا، وسيلة مختلفة لعرض الأعمال الفنية الجديدة للجمهور بعيدا عن شاشات القنوات الفضائية .
والقائمون على هذه المنصات الحديثة لهم رؤية مختلفة وفكر جديد في المشاركين في هذه الأعمال الفنية، ومن يمكنه أن يحقق مشاهدة عالية فيها وبالتالي يتحمس له المنتجون لتقديمه للمشاهدين حتى لو كان شخصا غير مشهورا او ممثلا معروفا مسبقا الأهم ان يحقق المشاهدة المتوقعة، وذلك بسبب تحقيقه لانتشار على مواقع التواصل الاجتماعي بطرق مختلفة من خلال نشر بعض الفيديوهات له التي تحقق مشاهدة كبيرة .
وذلك كله سيصعب الأمور على فنانين كثيرين الفترة المقبلة الذين مازالوا يعملون بطريقة نمطية أو تقليدية منذ سنوات، بأنهم لن يكونوا مصدرا للجذب الجماهيري في غالبية المسلسلات والأفلام التي ستعرض على تلك المنصات الحديثة لكونهم لا يعملون بلغة السوق الجديد .
محمد قناوي: هذه المنصات هي المستقبل القادم للدراما وتشترط موضوعات بعينها
يرى الناقد الفني محمد قناوي ان هذه المنصات الحديثة يكون لها شروطا معينة في الموضوعات المقدمة في الاعمال الفنية ، مثلا عن الاكشن او اعمال فيها دجل وشعوذة واخرى تتعلق بالمرأة وحقوقها في المجتمعات العربية والشرقية ، لكن لاتشترط تواجد فنان معين في اي عمل فني مثل الموزع العربي الذي كان يطلب فنانين بعينهم مثل نبيلة عبيد في فيلم سينمائي معين ويتم تفصيل موضوع خاص لها .
وتابع قائلا إنه شارك في أكثر من جلسة لصناع هذه المنصات الحديثة سابقا، وكانوا يتحدثون في هذا السياق بان لهم شروطا في الموضوعات المقدمة عليها .
وأكد أن هذه المنصات ستبحث الفترة المقبلة على الفنانين الموهوبين الذين يتقاضون أجورا ليست كبيرة التي يتقاضاها السوبر ستارز، لأن تكلفة الأعمال الفنية التي تقدم عليها ليست ضخمة وغالبا تكون المسلسلات مكونة من 7 أو 15 حلقة فقط بحد أقصى، لافتا إلى أن مسلسل أمينة خليل الجديد ” ليه لا ” عبارة عن 15 حلقة فقط لأنه لا يمكن تصور أن تتحمل مسلسل مكونا من 30 حلقة ، وكذلك فريق العمل معها شيرين رضا او هالة صدقي اجورهم ليست كبيرة ايضا وليست بالملايين .
ويضيف أن المنصات الرقمية الحديثة هي مستقبل الدراما الفترة المقبلة ، لأن فكرة مشاهدة مسلسل 30 حلقة كل حلقة مدتها 30 دقيقة يتم عرضها في ساعة وربع بسبب كثرة الاعلانات ، ادى لنفور الجمهور منها .
وليد يوسف: لن يوجد فضائيات في المستقبل وهذه لغة السوق وعجلة الاإتاج الجديدة
ويرى المؤلف وليد يوسف انه لن يوجد في الفترة المقبلة فضائيات وتلفزيون واهتمام كبير بهما من المشاهدين .
وأكد أن الفضائيات ستتحول فيما بعد لنشرات اخبار ومباريات كرة القدم فقط ، لكن المسلسلات والافلام سيشاهدها الجمهور على هذه المنصات حسب ظروفهم ومواعيدهم المناسبة .
وأوضح أنها لغة السوق وحركة الإنتاج والميديا القادمة ، ومن لايستطيع تنظيم نفسه واسلوبه على هذه اللغة الجديدة سيتراجع ويختفي من السوق تماما .
ونوه إلى أن أكثر من منصة عربية او عالمية جذبت الانظار لها مؤخرا ، واصبحت تحقق مشاهدة كبيرة بالاعمال التي تعرضها كل فترة ، ويجب ان ينتبه الفنانون الفترة القادمة لما تقدمه هذه المنصات واهتماماتها .
قدري الحجار : ستقوم باستقطاب الفنانين الموهوبين بعد انتشارهم مثلما حدث مع مسرح مصر
ويرى الناقد الفني قدري الحجار أن هذه المنصات الحديثة تعتبر وسيلة جديدة لعرض الأعمال الفنية قليلة التكلفة الإنتاجية من أجل تحقيق منتج المسلسل إيرادات كبيرة وذلك تطور طبيعي للدراما ، مثلما حدث تطور في القنوات الفضائية منذ سنوات من المشفرة الى المفتوحة وكان وقتها صعب ان يدفع الجمهور اشتراكات في القنوات المشفرة مثل اوربت واي ار تي وغيرها وحدث بالفعل ذلك .
وتابع أنها لن تؤثر ابدا على أي فنان موهوب موجود في السوق ، لان لها جمهورها والفنانين الذين سيتواجدون في الاعمال الفنية المعروضة على اي منصة رقمية حديثة يجب ان يكون لهم انتشارا حقيقيا مسبقا .
وأكد أن المنطقة العربية تحتاج لزخم كبيرمن المسلسلات والافلام ،وهذه الاعمال الفنية تتطلب توافر عناصر جيدة من الممثلين والمخرجين وغيرهم للاستعانة بهم فيها ، ولديهم خبرة فنية كبيرة ، اما المنصات فستقوم باستقطاب الفنانين الجدد مثلا لكن بعد ظهور موهبتهم بصورة كافية مثلما حدث مع ابطال مسرح مصر حينما قدمهم اشرف عبد الباقي منذ سنوات لم يكونوا معروفين للجمهور ،وحينما اتشهروا بداو المشاركة في الكثير من الافلام والمسلسلات .