شهد السباق الرمضاني الحالي 2020 الكثير من المسلسلات الكوميدية للعديد من الفنانين، منها فلانتينو للفنان الكبير عادل إمام، ومسلسل عمرو دياب الذي يقوم ببطولته كل من مصطفى خاطر وعلي ربيع؛ أبطال مسرح مصر.
وأيضًا مسلسل رجالة البيت بطولة أكرم حسني وأحمد فهمي معًا، ومسلسل اثنين في الصندوق بطولة كل من حمدي ميرغني، وأوس أوس، ومسلسل اللعبة بطولة هشام ماجد وشيكو معًا، و”100 وش” بطولة نيلي كريم وآسر ياسين، ومسلسل سكر زيادة لنبيلة عبيد ونادية الجندي، وغيرها من المسلسلات الكوميدية التي تشارك في ملحمة رمضان هذا العام.
لكن يرى كثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي والجمهور أن مستوى الكوميديا المقدمة في تلك الأعمال لم يرقَ لمستوى فني جيد، ومعظمها عبارة عن إفيهات أقرب للقلش وليس الكوميديا الحقيقية.
نرصد في هذا التقرير آراء بعض النقاد وتقييمهم لمستوى الأعمال الدرامية الكوميدية في شهر رمضان.
ماجدة خير الله : نيلي كريم وآسر ياسين و«اللعبة» الأفضل كوميديًّا
ترى الناقدة ماجدة خير الله أن مستوى المسلسلات الكوميدية في شهر رمضان ليس جيدًا، حيث لا توجد أفكار جديدة؛ لأن الكوميديا كتابتها صعبة للغاية، ومعظم من يقدمون الكوميديا يعتمدون على نوعية التهريج المنبعثة من مدرسة مسرح مصر.
وأكدت أن الكوميديا ليست عبارة عن إفيهات و”الترْيقة” على بعضنا وتقديم مقالب سخيفة، لافتة إلى أن مسلسل اللعبة هو الوحيد من الأعمال الدرامية الكوميدية الذي يحوي فكرًا مختلفًا، وكذلك مسلسل 100 وش لنيلي كريم وآسر ياسين، حيث وراءه تفكير نوعًا ما ومجهود حقيقي في الإخراج والكتابة.
وأوضحت أن مسلسل فلانتينو لعادل إمام يفتقر للكوميديا أيضًا، حيث شاهدت مشهدًا فيه وهو يمسك عصا ليضرب الناس، مؤكدة “هذه أمور قام بها الراحل فؤاد المهندس منذ 20 عامًا في أحد أعماله الفنية فهي أساليب عفا عليها الزمن”.
وتضيف: ما الذي يُضحك في أن يقوم شخص بضرب سيدات بالقلم على وجوههن في مسلسل سكر زيادة لنبيلة عبيد ونادية الجندي؟! مشيرة إلى أن ذلك عبارة عن تهريج حقيقي وليس كوميديا جادة تُقدَّم للجمهور وليس فيها أي مجهود ولا يصح أن تُقدَّم لنا في 2020.
واستطردت خير الله قائلة: للأسف الكوميديا ضعيفة جدًّا، وبعض الممثلين يبذلون مجهودًا لتقديم شيء جديد لكن ما دام لايوجد نص جيد فلن تكون النتيجة مُرضية.
فايزة هنداوي : مجموعة «مسرح مصر» تعتمد على الإفيهات السطحية.. وعادل إمام مستواه ضعيف
وقالت الناقدة فايزة هنداوي إن أغلب المسلسلات في شهر رمضان تنتمي لطبيعة الكوميديا، حيث لم تتأثر المسلسلات بأزمة فيروس كورونا الفترة السابقة بسبب عدم الاحتياج لمواقع تصوير خارجية، وكان أغلبها كوميديًّا.
ولفتت إلى أن مسلسلي 100 وش لنيلي كريم وآسر ياسين، واللعبة، هما الأفضل كوميديًّا في رمضان، مشيرة إلى أن أصعب مسلسل يمكن تقديمه هو الكوميدي؛ لأن الدراما التراجيدية المبنية على مواقف ومشاهد “أمي ماتت وأبويا اتشل” أصبحت موجودة بصورة كبيرة وتجذب الجمهور، لكن الأصعب حقيقة إضحاك الناس.
وأوضحت أن مسلسل عادل إمام ليس جيدًا أيضًا، ولا سيما أنه لم يعد قادرًا على أن يتحمل مسئولية عمل كامل بمفرده مثل الماضي، لذلك يضطر إلى أن يتواجد معه ممثلون آخرون بجانبه، لكن مستواهم أقل بكثير من أن يتحملوا عملًا كوميديًّا كبيرًا للزعيم.
وأشارت أيضًا إلى أن مجموعة مسرح مصر يقدمون فقط اسكتشات لا تصلح سوى للمسرح، ولا يمكن أن ينقلوها للدراما، وما يقدمونه طيلة الوقت في مسلسلاتهم قلش رخيص، وكذلك أحمد فهمي وأكرم حسني مستواهما جاء أقل من المتوقع بكثير، ومسلسلهم مكتوب باستسهال وغير مقنع.
وأضافت أن نيللي كريم تتألق دائمًا مع المخرجة كاملة أبو ذكري، سواء قدمت مسلسلًا تراجيديًّا أو كوميديًّا، وهي قدمت هذه النوعية سابقًا في فيلم “بشتري راجل” وحققت فيه نجاحًا، لكن في مسلسل 100 وش تقدم أداء وشخصية مميزة، مضيفة “أبطال مسلسل اللعبة هشام ماجد وشيكو لم يفاجئوني لأنهم دائمًا يقدمون أفكارًا جيدة ولهم حضور كبير، والكوميديا التي يقدمونها قريبة من القلب وبسيطة وسلِسة رغم اقتباسهم من الأعمال الأجنبية، لكن هناك ذكاء في الكتابة، والكوميديا مبنية على مواقف وليست إفيهات وقلش، بالإضافة لحضورهم”.
أشرف صقر : يجب أن تتطور الكتابة الكوميدية في الفترة المقبلة
ويقول المنتج أشرف صقر إن أغلب الأعمال الكوميدية في السباق الرمضاني ليس فيها ضحك حقيقة، وكان الفنانون يحاولون بأي طريقة أن يقدموا إفيهات وقلش لكي يضحك المشاهدون دون فائدة.
وتابع أن مستوى المسلسلات الكوميدية بصورة عامة أصبح ضعيفًا للغاية في الدراما المصرية، باستثناء بعض المسلسلات التي يكون فيها جهد حقيقي في الكتابة والإخراج وأداء الممثلين.
وأوضح أنه يجب أن يتم تطوير كتابة النصوص الكوميدية في الفترة المقبلة؛ حتى نرى أعمالًا تستحق المشاهدة.