«نتنياهو».. كلاكيت ثمانى حكومات برئاسته خلال عقد ونيف

«نتنياهو».. كلاكيت ثمانى حكومات برئاسته خلال عقد ونيف
شريف عطية

شريف عطية

7:17 ص, الخميس, 8 أبريل 21

فى 1996 أصبح «نتنياهو»- لأول مرة- رئيسًا لحكومة إسرائيل، معلنًا تشدده السياسى حين وصف المصريين، من بعد 17 عامًا من معاهدة كامب ديفيد بـ«أعداؤنا الذين فى الجنوب»، إلا سرعان ما جرى إقصاؤه عن المنصب لإخفاقه فى تنفيذ ما وعد به (..)، حيث لم يعد إليه إلا فى العام 2009، بعد «باراك»- «شارون»- «أولمرت»، ليظل مستمسكًا به لاثنى عشر عامًا متتالية، متغلبًا لأسبابه عن منافسيه الحزبيين، ما يشكل ظاهرة حكومية فى تاريخ إسرائيل السياسى، تعود استمراريتها إلى مهارته الخطابية فى العزف على مشاعر سيكوباتية لدى جماهير الناخبين (صوَّت له ما يزيد على مليون نسمة فى الانتخابات الأخيرة)، وحيث لم تفلح محاولات خصومه على تنوع مشاربهم الأيديولوجية والسياسية فى الحلول محله، سواء على رأس الحكومة أو حزب الليكود، بسيان، ذلك رغم ملاحقات قضائية تتهمه بالفساد وسوء استخدام السلطة.. إلخ، الأمر الذى بإزائه كان وصف الرئيس «ريفلين» تكليفه- مرغمًا- بتشكيل الحكومة الجديدة بأنه «الأصعب أخلاقيًّا»، ذلك فيما وصفه زعيم المعارضة «ليبيد» بأنه «وصمة عار» تشوه مكانة إسرائيل، ومع ذلك فقد تمكّن «نتنياهو» فى ظل عدم وجود مرشح بديل لرئاسة الحكومة.. هزيمة خصومه من اليسار (كتلة اليسار)، فيما تفوَّق على خصمه اليمينى (17 مقعدًا مقابل 30 لحزب الليكود)، ما يلقى نجاحه- بحسب ليبيد- ظلالًا عن التزام إسرائيل بالقانون، إلا من رهان هؤلاء المتنافسين على عدم قدرة «نتنياهو»- فى ظل حالة الجمود السياسى التى تخيِّم على إسرائيل- من تشكيل الحكومة خلال المهلة المسموح له بها، ما يدعو الأخير- لأسباب سياسية وقانونية وشخصية للبقاء فى السلطة- إلى الإعلان عن عزمه تشكيل حكومة من «اليهود والعرب.. إلخ»، ضمن محاولاته تشجيع كل من «الحركة الإسلامية» و»القائمة العربية» الانضمام إلى ائتلافه الحكومى المزمع، الذى من المشكوك التئامه فى ظل رئاسة رجل يمثل أمام القضاء فى ثلاث تهم خطيرة بالفساد، لولا أن الأداء السياسى السيئ لخصومه قد دفع بالرئيس الإسرائيلي- على مضض- بتكليفه بتشكيل الحكومة، ما يشير- بحسب الأخير- إلى أزمة سياسية خطيرة تهدد الحصانة القومية لإسرائيل، ذلك فى غياب «القامات السياسية» التى تدرك المخاطر المحيطة بالبلاد، وكيفية التصرف على أساسها، إلا أن مؤازرة «نتنياهو» من جانب النواب فى معسكر اليمين (52 نائبًا)، ولأسباب أيديولوجية انتهازية واضحة، أدت إلى التوصية بتكليفه الائتلافي، ذلك برغم تذمر بعضهم إزاء طول العهد الحكومى به الذى يجب أن ينتهى، خاصة مع غلبة حساباته الشخصية عن الحسابات الوطنية، ذلك فى الوقت الذى تشهد مختلف المعسكرات الحزبية الأخرى خلافات شديدة بين قياداتها، بحيث تصب من ثم لصالح «نتنياهو»، حتى ولو فشل فى تشكيل ائتلافه المرتقب.. فإن الجميع سيضطر إلى الدخول فى انتخابات خامسة جديدة خلال الشهور المقبلة، كضرورة لملء الفراغ السياسى الذى تعانيه إسرائيل خلال العامين الأخيرين جراء أزمة القيادة التى تفتقر لقامات سياسية، إلا فى اللجوء- ولو بالغصب- إلى «نتنياهو».. فى كلاكيت لثامن حكومة برئاسته خلال عقد ونيف من الزمان