تستهدف شركة ترافكو هوليدايز (ذراع مجموعة ترافكو القابضة فيما يخص سياحة الأعمال والمتخصصة فى السفر والمؤتمرات)، تحقيق أرباح تتراوح بين 40 إلى 50 مليون جنيه بنهاية العام الجارى، من خلال نمط سياحة الأعمال الذى يعد من أهم الأنشطة التى تعمل بها المجموعة.
وقال معتز صدقى، المدير العام للشركة، ونائب رئيس لجنة السياحة بالغرفة الأمريكية بالقاهرة، إن سياحة الأعمال شهدت خلال الفترة الماضية تباطؤا كبيرا بسبب تداعيات أزمة جائحة كورونا التى تسببت فى عمليات إغلاق لدول أوروبا.
فتح الحدود الأوروبية ساهم فى تنشيط حركة سياحة الأعمال
وأضاف – فى حواره مع «المال»- أنه بعد فتح الحدود الأوروبية بدأت شركات البترول والأدوية والغاز فى إجراء تعاقدات كبرى مع الشركات العاملة فى هذا النشاط مما أدى إلى تنشيط حركة سياحة الأعمال مرة أخرى.
وأوضح أن دور الشركة يتمثل فى توفير تذاكر الطيران والإقامة بالفنادق داخل مصر وخارجها مع تسهيل جميع الخدمات المتعلقة بالسفر من أجل العمل للشركات المتعاقدة معها وللأفراد، عبر أكثر من 19 فرعا موزعين فى مختلف أنحاء الجمهورية.
وتابع إن «ترافكو هوليدايز» تقدم تلك الخدمات مع مراعاة جميع معايير الصحة للمسافرين بغض النظر عن الميزانية أو الإطار الزمنى.
حصلنا على 6 عقود جديدة مع مشغلي الاتصالات محليا
وأشار إلى أن شركته استحوذت فى أواخر العام الماضى على 6 عقود جديدة مع شركات الاتصالات العاملة فى مصر، لافتا إلى أن المجموعة خرجت من عام 2021 بدون تكبد أى خسائر وذلك بعد ضغط مصروفاتها.
ولفت «صدقى» إلى أن الشركة تستهدف زيادة حجم أعمالها من سياحة الأعمال بنسبة %25 خلال العام الحالى، لكن ذلك متوقف على مستوى السفر والإجراءات الاحترازية الخاصة بكورونا.
دول أمريكا الشمالية وأوروبا الغربية وإنجلترا.. أبرز الأسواق الرئيسية
وقال إن الأسواق الرئيسية التى تعمل عليها المجموعة فيما يخص سياحة الأعمال هى دول أمريكا الشمالية، وأوروبا الغربية ، وإنجلترا، مشيرا إلى أن عدد العاملين بالشركة يصل إلى 200 موظف.
فى سياق متصل، قال إن مجموعة ترافكو القابضة تمتلك وتدير العديد من الفنادق فى مختلف المقاصد السياحية المصرية بنحو 45 فندقا ومنتجعا.
نمتلك 22 مركبا عائما نصفها متوقف عن العمل بسبب ضعف التوافد على الأقصر وأسوان بفعل الجائحة
وتابع «صدقى» إن المجموعة تمتلك أيضا 22 مركبا عائما بمختلف الأحجام تعمل ما بين أسوان والأقصر، وأسوان وأبو سمبل، مشيرا إلى أنه يتم تجديد تلك المراكب سنويا دون أن يحدد التكلفة.
وأشار إلى أن هناك 10 مراكب فقط هى التى تعمل حاليا وتستقبل السائحين من إجمالى 22 مركبا، مرجعا ذلك إلى أن أعداد السائحين الوافدين إلى الأقصر وأسوان ضعيفة.
وقال إن السياحة الثقافية أصيبت بوعكة خلال الفترة الماضية جراء تداعيات أزمة فيروس كورونا.
ونوه بأن المجموعة قامت موخرا بضم مركبين جديدين لأسطولها على أن يبدآن فى العمل خلال العام الجارى، مشيرا إلى أنها تمتلك أيضا نحو 5 دهبيات وهى عبارة عن مراكب صغيرة بشراع.
ولفت إلى أن تلك الدهبيات تحظى بإقبال كبير من عدة أسواق أجنبية وعلى رأسها السوق الأمريكية.
وعن حجم الأسطول، قال إن المجموعة تمتلك حوالى 700 أتوبيس سياحى مختلف الأحجام من علامات «تويوتا» و«مرسيدس» مشددا على اهتمامها بعنصرى النظافة والجودة حيث تطور وتحديث الجراجات والأتوبيسات بشكل دورى.
«القابضة» استحوذت على %33 من حركة السياحة الوافدة لمصر قبل «كورونا»
وأضاف «صدقى» أن مجموعة شركات ترافكو القابضة والبالغ عددها 40 كانت تستحوذ على %33 من حجم الأعداد السياحية الوافدة لمصر قبل جائحة كورونا، مشيرا إلى أن تلك النسبة تراجعت بشكل عام على الجميع بسبب كورونا.
وعن خطة لجنة السياحة بالغرفة الأمريكية خلال الفترة المقبلة، قال «صدقى» إن دور اللجنة يتمثل فى الترويج للحضارة المصرية، والسعى لزيادة حجم الحركة السياحية الوافدة من أمريكا إلى مصر.
وأضاف أن اللجنة تقوم بتوجيه دعوة للمؤثرين فى الرأى بالمجتمع الأمريكى من أجل السفر، ويتم استضافتهم فى مصر وتنظيم جولات لهم بالمقاصد السياحية بهدف الترويج للسياحة المصرية.
وأكد أن الغرفة ساهمت فى نجاح تلك التجارب على مدار عدة أعوام سابقة بالتعاون مع هيئة تنشيط السياحة ووزارة السياحة والآثار، إلى جانب بعض الفنادق العالمية التى قدمت عددا من الغرف لاستضافة هذه المجموعات داخل مصر.
الغرفة تسعى لزيادة أعداد الوافدين من أمريكا ومساعدة مشروعات المساواة ودعم المرأة المصرية
وتابع:” نعمل أيضا على تقديم عدد من الخدمات الإجرائية والتنشيطية من أجل مساعدة صناعة السياحة والعاملين بها والمهتمين بهذا الشأن فى الحفاظ على أعمالهم، كما نشترك فى مساعدة مشروعات المساواة ودعم المرأة المصرية فى سوق العمل والتعليم لدى شباب العاملين فى الفنادق المصرية لتقديم خدمة أفضل لزوار مصر.
ولفت إلى أن اللجنة تتعاون مع الجهات المنوط بها رفع مستوى وتحديث مناهج التعليم السياحى لتطويره، كما تعمل على تدريب العمالة الموجودة بالقطاع السياحى لدى العديد من الهيئات المنضمة للجهات المانحة لمنح التعليم ورفع الكفاءات التى لم تحظ بالتدريب الكافى بالتنسيق مع وزارة السياحة والآثار.
وأكد أهمية ملف التدريب لتحسين مستوى الخدمة المقدمة فى الفنادق والمنتجعات السياحية خاصة بعد هجر الكوادر للقطاع الذى فقد عددا كبيرا من العمالة المدربة فى الفنادق والمراكب مما أثر بالسلب على مستوى الخدمة المقدمة عندما عادت حركة السياحة.
وحول تأثير المتحور الجديد (أوميكرون) على حركة السياحة، قال «صدقى» إن الحاجة إلى السفر لن تنتهى ودائما ما يبحث السائح فى ظل الجائحة عن المقاصد السياحية ذات الكثافة السكانية المنخفضة بالإضافة إلى عنصر الأمان وهو ما يتوافر فى مقاصدنا السياحية وعلى رأسها مدينة مرسى علم.
وأضاف أنه قبل أزمة كورونا كانت الأمور تسير بشكل طبيعى ولكن مع غياب اللاعبين الأساسين فى استجلاب الحركة السياحية الوافدة للمقصد السياحى المصرى، وهم الروس والإنجليز خاصة وأنه بعد سقوط الطائرة الروسية تراجعت أعداد السائحين الوافدين لمصر.
وأكد”صدقي” أهمية السوق الروسية؛ إذ كانت تستقبل مصر منها نحو 3.5 مليون سائح سنويا.
كانت روسيا علقت رحلات الطيران من وإلى مصر فى أكتوبر 2015، بعد تحطم طائرة ركاب تابعة لإحدى شركات الطيران الروسية فوق سيناء، مما أدى إلى مقتل جميع ركابها البالغ عددهم 224 شخصا وطاقم الطائرة المكون من 7 أفراد.
واستأنفت موسكو بعد ذلك رحلاتها الجوية إلى القاهرة فى أبريل 2018 عبر رحلات طيران منتظمة، بينما استقبل مطارا شرم الشيخ والغردقة فى أغسطس الماضى أولى الرحلات الجوية الروسية التابعة لشركة” Rossiya Airlines “ من طراز” B747 “ قادمة من مطار “شيريميتييفو” بالعاصمة الروسية موسكو.
وأوضح «صدقى» أن %80 من حركة السياحة الوافدة لمصر تأتى إلى البحر الأحمر وجنوب سيناء، ولكن بدأت مؤخرا السياحة الثقافية وأنواع أخرى من الرياضات منها السفارى والتسلق تلفت أنظار السائحين إليها.
وعن توقعاته لأعداد السائحين الوافدين لمصر فى عام 2022، قال إن 8 ملايين سائح توافدوا خلال العام الماضى، متوقعاً أن يزيد العدد عن هذا الرقم العام الحالى وذلك بسبب وجود التطعيمات والإجراءات الاحترازية.
على صعيد آخر، أشاد رئيس لجنة السياحة بالغرفة الأمريكية باحتفالية طريق الكباش والتى كان لها صدى عالمى، متوقعا أن ترتفع أعداد السائحين الوافدين لمدن السياحة الثقافية خلال الفترة المقبلة.
وأكد أن مصر كانت من الدول التى تفتقر إلى سياحة الاحتفالات والأحداث، مشيرا إلى أن إطلاق فعاليات مثل طريق الكباش وموكب المومياوات يعطى رسالة إيجابية لدول العالم بأن الدولة تساند قطاعات السياحة والآثار وتهتم بهذا النوع من السياحة ومن الممكن أن تنافس دبى فى ذلك.
جدير بالذكر أنه تم افتتاح طريق الكباش بالأقصر، والذى يعد أقدم طريق أثرى فى العالم بعد الانتهاء من مشروع تطويره فى نوفمبر الماضى، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسى، ورئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى، بالإضافة إلى عدد كبير من الوزراء والشخصيات العامة والسفراء.
وطريق المواكب الكبرى (الكباش) يربط بين معبدى الكرنك والأقصر مرورًا بمعبد موت،ويبلغ طوله 2700م، ويتكون من رصيف من الحجر الرملى تتراص على جانبيه تماثيل على هيئة أبو الهول برأس كبش (أحد الرموز المقدسة للمعبود آمون) فى المسافة بين الصرح العاشر بالكرنك حتى بوابة معبد موت.
مشروع الهوية البصرية يساهم فى الترويج للمقصد المصرى
ولفت «صدقى» إلى أن مشروع الهوية البصرية والذى تم إطلاقه برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى، سوف يساهم فى الدعاية والترويج السياحى لمصر وخلق «براند» جديد ومختلف للمقاصد السياحية.
ويستهدف مشروع الهوية البصرية الترويج لمقاصدنا السياحية وفقًا للإستراتيجية الجديدة، كمقصد سياحى نابض بالحياة، دولة شابة منطلقة ومعاصرة من خلال الأنشطة السياحية المتنوعة والاحتفالات الكبرى، التى تعطى للسائح سببا جديدا للحديث عن مصر، وزيارتها اليوم وليس غدا، والبقاء لفترة أطول، حيث يتم تنفيذ المشروع بتوجيه من رئيس الجمهورية وتنفيذ الجامعة الألمانية والهيئة الهندسية للقوات المسلحة.