بيّن تقرير أخير لشركة ميونخ ري العالمية لإعادة التأمين أن إنتاج الهيدروجين الأخضر، على الصعيد العالمي، يعد بشارة بتحول أسرع عن المصادر الأحفورية واستقلال أكبر للطاقة وتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، بينما يجب أن تقدير أبعاد الوضع، وإذا كان تحقيق هدف الحياد الصفري لعام 2050 يتطلب تحقيقه، تفترض الدراسات أن ما بين 4% و11% من إجمالي الطلب على الطاقة سيتعين تغطيته بحوالي 100-400 مليون طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا، وهو ما يعادل تقريبًا محتوى الطاقة من 2.5 إلى 10 مليارات برميل من النفط، وبعبارة أخرى، هناك هوة بين الواقع الحالي وطموحات المستقبل.
وكشف التقرير أن إنتاج الهيدروجين الأخضر باستخدام الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة عنصرًا أساسيًا في إزالة الكربون عن الصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة، بما في ذلك المواد الكيميائية الصناعية وصناعة الصلب وإنتاج الحديد، بالإضافة إلى ذلك، يعد الهيدروجين نقطة البداية لإنتاج وقود إلكتروني يستخدم في حلول النقل التي يصعب تزويدها بالكهرباء، خاصة في مجال الطيران والشحن البحري، وبالتالي فإن الهيدروجين يحمل إمكانات كبيرة في اقتصاد الحياد الصفري.
وأوضح أن المشهد المتعلق بمخاطر الهيدروجين مألوف إلى حد كبير لشركات التأمين، حيث تتيح الخبرة والخبرة الفنية نقل المخاطر، حتى في حالة مشاريع النظم والمرافق والبنية التحتية الكبيرة.
دعم حكومي وتحفيز السوق
وذكر التقرير أن هناك عامل نجاح مهم، يتمثل في استعداد المشترين لإبرام اتفاقيات شراء طويلة الأجل، حيث إن هذه هي الطريقة الوحيدة لضمان الجدوى الاقتصادية للإنتاج والتوزيع، وبمعنى آخر، تمويل مشاريع الهيدروجين، ولا يقتصر تحديد النقص في الطاقة المستدامة على مجرد حسابات.
وبيّن أن الإنتاج الذي يقتصر على الهيدروجين الأخضر يتطلب توسعًا كبيرًا في قدرات إنتاج الكهرباء الخضراء ومرافق التحليل الكهربائي اللازمة، ويتطلب توزيع الهيدروجين كوقود استثمارات كافية في البنى التحتية للنقل، بينما ستقوم السفن ذات المهام الخاصة بشحن الهيدروجين السائل لمسافات طويلة، ويتطلب النقل لمسافات متوسطة بناء بنية تحتية جديدة للخطوط الأنابيب، وكذلك تحديث وإعادة استخدام خطوط أنابيب الغاز الطبيعي الموجودة.