مع إقتراب عيد الأضحى المبارك – الذي يوافق الأحد المقبل – رفع سائقو ميكروباصات الوجه القبلي تعريفة الركوب “الأجرة”، بشكل مبالغ فيه، إذ تراوحت قيمة الزيادة من 50 إلى 100 جنيه للراكب، و50 جنيها يدفعها الراكب عن كل كرتونة بعد تجاوزه حمولته المحددة من قبل السائقين، بواقع 2 كرتونة وشنطة، الأمر الذي نتج عنه حالة من الغضب بين الأهالي والركاب.
جولة لـ”المال” في مواقف عبود ورمسيس والمرج
فى جولة لـ”المال”، بموقف منطقة “المرج الجديدة وتحت ـ الدائري” تتلاصق سيارات الميكروباص المتجهة إلى محافظات: « المنيا وأسيوط وسوهاج وقنا»، وتسمع أصوت السائقين ينادون على الركاب «سوهاج قنا منيا”، بسبب انخفاض أعداد الركاب فى الساعات الأولي من اليوم.
في إحدى السيارات المنطلقة لمحافظة سوهاج اخبر السائق الركاب قبل ركبهم الميكروباص قيمة الاجرة 250 جنيه، الأمر الذي جعل احد الركاب يسأله قائلا: “انت رافع الأجرة 100 جنيه يا سطي”، فبرر السائق قائلا: “الاجرة كويسة علي الجو اللي احنا شغالين في، وكفاية علينا أسعار التصليح النار وقطع الغيار والبنزين وأجرة الناس اللي شغالة علي العربية”.
حاول عدد من الركاب إقناع السائق خفض الاجرة، وإضافة 40 جنيها علي قيمتها العادية البالغة 160 جنيه، لتكون 200 جنيه، إلا أن السائق رفض، وخيَر الركاب بين البقاء فى الميكروباص أو النزل فورا.
60 جنيها زيادة في أجرة المنيا
علي بعد خطوات قليلة فى نفس الموقف تجد ميكروباصات محافظة المنيا، وبلغت قيمة الزيادة في أجرة الفرد 60 جنيها، لتصل الي 150 جنيها بدلا من 90 جنيها فى الاوقات العادية، وكان عدد كبير من الركاب متوجهين الي مركز بني مزار.
لم يختلف الأمر كثيرا فى موقف رمسيس وعبود عن سابقيه، فى قيمة الزيادة، غير ان المتحكم في قيمتها عدد الركاب الراغبين فى السفر الي محافظات الوجه القبلي، إذ ضاعف السائقون الأجرة بزيادة وصلت 120 جنيها لمحافظة سوهاج وقنا و80 جنيها للمنيا، لاسيما امس الخميس، حسبما قال احد الركاب.
وقال احمد ابو اليزيد، إن اسرته دفعت أمس أجرة بلغت 270 جنيها حتي موقف طهطا بمحافظة سوهاج، وهي زيادة كبيرة جدا تتعدى الضعف اذ تبلغ فى الاوقات العادية 150 ألي 170 جنيها فى المواسم، لافتا إلي انه اضطر للسفر بالميكروباص بعد عجزه عن شراء تذاكر فى القطارات.
ويبرر رفعت العارف، سائق بموقف رمسيس الزيادة فى الاجرة، قائلا: “الزيادة فى البنزين واجرة السائق اللي علي العربية بقيت الضعف، انا لسة جاي من عند الميكانيكي دافع 500 جنيه عشان عداد الحرارة بسب سخونة الجو”.
فى سياق متصل، أشار حسن ابراهيم، من ركاب موقف “عبود” إلى محافظة المنيا، إلى أن أصحاب الميكروباصات معروف عنهم مضاعفة الاجرة فى فترة العيد: “قائلا هو حاسب اني العربية بترجع فاضية من غير ركاب بيخلي الاجرة الضعف عشان تعوض معاه”.
وقال عبدالله احمد ابو اليزيد، أحد ركاب موقف المرج إلي محافظة قنا، “إن الأجرة ارتفعت من 175 جنيها، الي 300 جنيها، بنسبة تقترب من 100% مقارنة بباقي فترات السنة، واضطررنا للدفع، بعد عجز الحجز فى احد اتوبيسات السياحة، وأرغب في قضاء العيد مع أسرتي”.
يشار إلي أن وزارة النقل انتهت مطلع العام الجاري من إعداد مخطط متكامل لشبكة خطوط نقل الركاب بالسيارات بين المدن وتقسيمها، بهدف تحسين منظومة نقل الركاب، وإحكام السيطرة على عشوائية النقل، وتقنين وضع الميكروباص فئة 14 راكبًا، والجهة التي تتولى الإشراف على الخدمة.
وأشار المخطط والذي نشرته ” المال”، خلال الفترة الماضية، إلى أن المشغلين الحاليين للنقل الجماعي بين المحافظات، 4 فئات، الأولى وهى شركات نقل الركاب التابعة لقطاع الأعمال العام، وهي 3 شركات: ” شرق الدلتا للنقل والسياحة، الصعيد للنقل والسياحة، غرب ووسط الدلتا للنقل والسياحة، الثانية، شركة الاتحاد العربي للنقل البرى، والثالثة: شركات القطاع الخاص، الأخيرة، هم الأفراد القائمون على تشغيل سيارات 14 راكبا”.
وأوضح المخطط أن الفئات المذكورة سلفا تعانى عددا من المشاكل، على رأسها صعوبة توافر الاستثمارات اللازمة لإحلال وتجديد اسطول الحافلات الحالية.
وجاء ذلك المخطط بعد حديث عن أن منظومة سيارات 14 راكبًا، العاملة فى نقل الركاب بين الأقاليم “سرفيس أجرة”، يجب أن تدخل تحت مظلة تنظيمية سواء كانت جمعيات إنتاجية أو شركات مساهمة، للقضاء على العشوائية وإحكام السيطرة على تعريفة النقل.
وعن الوضع القائم حاليا لمنظومة النقل، أوضح مخطط وزارة النقل، أنها تعانى من تدنى فى الخدمة المقدمة للمواطنين، بسبب تعدد الأجهزة الحكومية المشرفة على قطاع النقل فى شكلة الحالي.