بعد ساعات قليلة من الآن، تبدأ الرحلة الأخيرة والفريدة لملوك وملكات مصر القديمة في موكب ملكى مهيب ينتظره العالم بأكمله، ليشهد عظمة وحضارة المصريين القدماء، في حدث لن يتكرر مرة أخرى في التاريخ.
ويتحرك موكب المومياوات الملكية والذي يضم 22 مومياء لملوك وملكات مصر، من المتحف المصرى بالتحرير ليجوب شوارع القاهرة العريقة إلى المتحف القومى للحضارة بالفسطاط.
ورصدت “المال” في هذا التقرير رحلة المومياوات الملكية منذ الكشف عنها في عام 1881م وحتى يومنا هذا.
خبيئة الدير البحري
في عام 1881م عثر علماء الآثار على المقبرة رقم TT320 والمعروفة أيضًا باسم “الخبيئة الملكية”، وهي مقبرة أثرية تقع بجوار الدير البحري في (جبانة طيبة) غرب الأقصر.
وعثر في المقبرة على 10 مومياوات من الـ 22 مومياء التي سيتم نقلها اليوم السبت، في خبيئة الدير البحري (الخبيئة الأولى).
خبيئة وادي الملوك
في عام 1898 عثر عالم المصريات الفرنسي فيكتور لوريه، على خبيئة آخرى للمومياوات الملكية في مقبرة الملك أمنحتب الثاني KV35، بوادي الملوك بالأقصر، حيث عثر على 10 مومياوات داخل هذه الخبيئة من الـ 22 مومياء المقرر نقلها.
رحلة المواومياوات من الأقصر للتحرير
يقول الدكتور أحمد صالح مدير عام آثار أسوان سابقاً، إن المومياوات الملكية خاضت رحلة طويلة من التنقلات منذ أن تم دفنها بالأقصر وحتى يتم نقلها إلى متحف الحضارة في عين الصيرة.
وأضاف أنه في البداية كان كل ملك مدفون في المقبرة التى شيدت من أجله حتى عصر الأسرة الـ 19، ولكن في أواخر هذه الأسرة والتي تليها بدأ اللصوص في الهجوم على المقابر الملكية في وادي الملوك.
وتابع أن الكهنة قاموا في البداية بتشديد الحراسة على المقابر ولكن مع صعوبة حراستها قرروا جمع المومياوات ونقلها من مقبرة لأخري، وكان من ضمن المقابر: مقبرة سيتي الأول، ومقبرة حورمحب، ومقبرة انحابي في الدير البحري علي بعد 2 كم من المقابر الملكية.
وأشار صالح إلى أن اللصوص استطاعوا الوصول لهذه المقابر وهنا قرروا أن ينقلوها إلى موقعين الأول، مقبرة امنحتب الثاني في وادي الملوك وتضم 16 مومياء، والثاني مقبرة كبير الكهنة بانجم الأول في الدير البحري.
وأوضح أن المومياوات ظلت موجودة في تلك المواقع لمدة أكتر من 2700 عام، وذلك لحين العثور على خبيئة الدير البحري من قبل عيلة عبد الرسول.
ولفت صالح إلى أنه خلال الفترة ما بين عامي 1881 و 1899، تم نقل المومياوات الملكية إلى المتحف المصري ببولاق، ولكن نظراً لحالة المتحف تم نقل المومياوات للمتحف بالجيزة، ثم المتحف المصري بالتحرير.
وفيما يلي نرصد أبرز المعلومات عن ملوك وملكات مصر القديمة المقرر نقلهم في الموكب اليوم.
الملك (سقنن رع تاعا)
ملك من ملوك الأسرة السابعة عشر، وكان حاكمًا لطيبة (الأقصر حاليًا)، وهو الذي بدأ حرب التحرير ضد الهكسوس وأكمل الحرب من بعده إبناه كامس وأحمس الأول.
ومومياء الملك سقنن رع تاعا واحدة من الـ22 مومياء الملكية التي سيتم نقلها اليوم، وتم العثور عليه في خبيئة الدير البحري، غرب الأقصر عام 1881.
الملكة أحمس نفرتاري
واحدة من المومياوات الملكية التي سيتم نقلها، وكانت الملكة أحمس نفرتاري ملكة قوية ومؤثرة خلال حياتها، وتم تقديسها مع ابنها أمنحتب الأول في جبانة دير المدينة غرب الأقصر بعد وفاتها.
وتم العثور على مومياء الملكة في خبيئة الدير البحري غرب الأقصر عام 1881.
الملك أمنحتب الأول
ثاني ملوك الأسرة الثامنة عشرة، وتولى الملك أمنحتب الأول العرش وهو لا يزال طفلًا، فحكم مصر بمساعدة والدته الملكة أحمس نفرتاري.
وقاد حملات عسكرية، وبدأ وأكمل العديد من مشروعات البناء، كما تم إحياء ذكرى الملك أمنحتب الأول كحاكم عظيم، وتم تقديسه بعد وفاته إلى جانب والدته.
وعثر على مومياء الملك في خبيئة الدير البحري عام 1881.
الملكة مريت آمون
هي ابنة الملك أحمس والملكة أحمس نفرتاري، عثر عليها عام 1930 في مقبرة “TT358” بالدير البحري.
الملك تحتمس الأول
من الأسرة الـ 18 وهو عصر الدولة الحديثة، أصبح ملكًا بعد وفاة الملك أمنحتب الأول، وقد اعتلى العرش في سن الأربعين تقريبًا.
في عهده امتد الحكم المصري ناحية الجنوب وقد فتحت حملاته العسكرية فرصاً جديدة للتبادل التجاري والعلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع الدول المجاورة لمصر، كما أنجب العديد من الأبناء منهم الملكة حتشبسوت.
الملك تحتمس الثاني
هو ابن الملك تحتمس الأول، وأخذ شرعيته في الحكم من خلال زواجه من أخته غير الشقيقة حتشبسوت، خلفه على العرش ابنه تحتمس الثالث.
وتم العثور على مومياء الملك تحتمس الثاني في خبيئة الدير البحري، غرب الأقصر عام 1881.
الملكة حتشبسوت
هي ابنة الملك تحتمس الأول، وتعد واحدة من أشهر الشخصيات في تاريخ مصر القديمة، وتزوجت من أخيها غير الشقيق تحتمس الثاني، فأصبحت حتشبسوت الوصية على عرش مصر، والحاكم الفعلي للبلاد، وحكمت لعدة سنوات نيابة عن ابن زوجها تحتمس الثالث الذي كان صغيراً عندما اعتلى العرش.
ومنعت التقاليد في مصر القديمة المرأة من أن تصبح ملكاً، إلا أن حتشبسوت أكدت أنه باعتبارها ابنة ملك وزوجة آخر، أنها ذات دم ملكي نقي، وسرعان ما أعلنت نفسها ملكاً.
وتم العثور على مومياء الملكة حتشبسوت عام 1903 في مقبرة (KV 60)، بوادي الملوك بالأقصر.
الملك تحتمس الثالث
بدأ عهده كملك بالاسم فقط؛ لكونه صغيراً جداً على الحكم عند وفاة والده، حينها لعبت زوجة أبيه حتشبسوت دور الوصي على العرش لعدة سنوات، ثم أعلنت نفسها ملكاً بشكل رسمي.
أصبح تحتمس الثالث واحدًا من الملوك المحاربين في الدولة الحديثة وقام بعد وفاة حتشبسوت بسلسلة من الحملات العسكرية التي عززت موقف مصر، كواحدة من القوى العظمى في العالم القديم.
وتعتبر معركته الشهيرة في “مجدو” نموذجاً للتخطيط الاستراتيجي العسكري، وتم العثور على مومياء الملك تحتمس الثالث في تابوت من خشب الأرز في خبيئة الدير البحري عام 1881.
الملك أمنحتب الثاني
اشتهر بأنه رياضيا عظيما، كان الأكثر طولاً من بين أسرته، ويتباهى ببراعته الرياضية، وغالباً ما يمثل نفسه وهو يؤدي تدريبات رياضية تعكس القوة والمهارة.
تمتع هذا الملك بقدرة كبيرة في قيادة العجلات الحربية، وأداء مذهل في رياضة القوس والسهم، وهو ابن الملك تحتمس الثالث من الأسرة 18.
وقام بشن حملات لتأمين الثروة والقوة لمصر، تم العثور على مومياء الملك عام 1898 في مقبرته (KV 35) بوادي الملوك بالأقصر.
الملك تحتمس الرابع
تروي لنا “لوحة الحُلْم” التي أقامها الملك بين أقدام تمثال أبي الهول بالجيزة، أنه عندما كان أميراً صغيراً، نام في ظلال هذا التمثال الضخم.
وأثناء رحلة صيد في الصحراء القريبة، فظهر له أبو الهول في الحلم، وأمره بإزالة الرمال التي تغطي جسمه، مقابل أن يصبح الملك التالي على عرش البلاد.
وهو ابن الملك أمنحتب الثاني، من الأسرة الثامنة عشرة عصر الدولة الحديثة، وعثر على مومياء الملك تحتمس الرابع عام 1898 في مقبرة أمنحتب الثاني (KV 35) بوادي الملوك.
الملك أمنحتب الثالث
عندما تدخل المتحف المصري بالتحرير يقابلك تمثال ضخم رائع للملك أمنحتب الثالث وزوجته “تي” جالسَيْن في ثبات، رمزا لقوتهما الأبدية.
وفي الأقصر يتقدم معبده الجنائزي في (كوم الحيتان) تماثيل ضخمة، تعرف الآن باسم تمثالي ممنون، لقد ترك الملك أمنحتب الثالث العديد من الآثار والتماثيل.
وهو ابن الملك تحتمس الرابع، من الأسرة الثامنة عشرة، عصر الدولة الحديثة، وعثر على مومياء الملك عام 1898 في مقبرة أمنحتب الثاني (KV 35) بوادي الملوك بالأقصر.
الملكة تي
هي الزوجة الملكية العظيمة للملك أمنحتب الثالث وابنة يويا وتويا، عثر على مومياء الملكة عام 1898 في مقبرة أمنحتب الثاني (KV 35)، بوادي الملوك بالأقصر.
الملك ستي الأول
في وادي الملوك مقبرة من أجمل المقابر الملكية التي مازالت تحتفظ بألوانها الزاهية، هي مقبرة ستي الأول وهو ابن الملك رمسيس الأول مؤسس الأسرة التاسعة عشر، عصر الدولة الحديثة، والذي قاد معركة ضد الحيثيين.
وتم تسجيل هذه الانتصارات العسكرية في معبد آمون بالكرنك، حيث عُثِر على مومياء الملك عام 1881م في خبيئة الدير البحري، غرب الأقصر.
رمسيس الثاني
صاحب أول معاهدة سلام معروفة في التاريخ مع ملك الحيثيين، مسجلة على جدران معابد الكرنك، وقد سجل أحداث معركة (قادش) التي دارت في السنة الخامسة من حكمه ضد مملكة الحيثيين- على آثار متعددة.
الملك رمسيس الثاني أشهر ملوك الدولة الحديثة، من أعظم محاربي مصر، وحكم رمسيس الثاني لنحو سبعة وستين عامًا وبنى معابد في كل أنحاء مصر، من أشهرها معبد أبي سمبل، والرامسيوم -المكرس لعبادته الجنائزية.
كانت زوجته الرئيسة هي الملكة العظيمة نفرتاري، والتي بنى لها معبدًا بالقرب من معبده بأبي سمبل، عُثِر على مومياء الملك عام 1881 في خبيئة الدير البحري، غرب الأقصر.
الملك مرنبتاح
هو ابن الملك رمسيس الثاني من الأسرة التاسعة عشر، تولى العرش في سن كبير وشارك في عدد من الحملات العسكرية، وترجع لعهده (لوحة النصر)، وهي واحدة من أهم القطع الأثرية وهي معروضة بالمتحف المصري بالتحرير.
عثر على مومياء الملك عام 1898في مقبرة أمنحتب الثاني (KV 35) بوادي الملوك بالأقصر.
الملك ستي الثاني
تم العثور على مومياء الملك ستي الثاني، خامس ملوك الأسرة 19، عام 1898 في مقبرة أمنحتب الثاني (KV 35) بوادي الملوك بالأقصر، داخل لفائف كثيرة من الكتان الناعم المميز، وقد تم الحفاظ على ملامح وجه الملك ستي الثاني بشكل جيد.
الملك سبتاح
جاء إلى العرش وهو صبي، على يد رجل من كبار رجال الدولة الأقوياء يدعى باي، وبسبب صغر سنه أصبحت زوجة أبيه تاوسرت زوجة الملك ستي الثاني هي الوصي على العرش.
الملك رمسيس الثالث
يُعتبر آخر الملوك المحاربين في الدولة الحديثة، ورغم الانتصارات والإنجازات العظيمة التي حققها، فقد وقع ضحية لمؤامرة دبرتها زوجته الثانوية تي؛ من أجل تنصيب ابنها بينتاؤور على العرش.
تخبرنا العديد من البرديات عن هذه المؤامرة التي عرفت باسم “مؤامرة الحريم”، والتي شارك فيها العديد من الضباط، وأفراد من بلاط الحريم الملكي وقضاة من المحكمة العليا.
والأشعة المقطعية الأخيرة التي أجريت للمومياء كشفت أن القصبة الهوائية والمريء والأوعية الدموية الكبيرة في رقبته قد قُطعت مما أدى إلى مقتله.
وقد وضع المحنطون القدماء تميمة حورس على الحافة السفلى اليمنى للجرح للتأكد من شفاء الملك في العالم الآخر.
وعُثر على الملك رمسيس الثالث عام 1881 في خبيئة الدير البحري (TT 320) غرب الأقصر.
الملك رمسيس الرابع
اغتيل والده الملك رمسيس الثالث على يد متآمرين، إلا أن ولي العهد الشرعي رمسيس الرابع نجح في الحفاظ على العرش، وخلال فترة حكمه القصيرة قام بالكثير من الأعمال من أجل تكريم ذكرى والده، ومواصلة سياسته.
عثر على مومياء الملك عام 1898 في مقبرة أمنحتب الثاني (KV 35) بوادي الملوك بالأقصر.
الملك رمسيس الخامس
قام الملك رمسيس الخامس بفتح محاجر الحجر الرملي في جبل السلسلة، وأرسل بعثات استكشافية للمناجم في سيناء للحصول على النحاس والفيروز، هو ابن الملك رمسيس الرابع من الأسرة العشرين، عصر الدولة الحديثة.
تم العثور على مومياء الملك عام 1898 في مقبرة أمنحتب الثاني (KV 35) بوادي الملوك بالأقصر، وهي في حالة جيدة من الحفظ، وأشارت الدراسات إلى أنه توفى بين سن الخامسة والعشرين والخامسة والثلاثين.