تعود الدراما الصعيدية للجمهور في الموسم الدرامي القادم لعام 2021 بعد غيابها لفترة طويلة، وذلك بمسلسل موسى الذي يقدمه الفنان محمد رمضان، وتشاركه البطولة الفنانة سمية الخشاب، وإيمان العاصي، وهبة مجدي، وإنتاج سنيرجي، وإخراج محمد سلامة، وتأليف ناصر عبدالرحمن، ويقدم أيضًا الفنان محمد إمام لأول مرة مسلسل صعيدي في أعماله الدرامية بعنوان “الملك” إخراج شيرين عادل، وإنتاج سنيرجي أيضا.
كذلك يعود الفنان احمد السقا للدراما بمسلسل ينتمي للطابع الصعيدي “نسل الأغراب”، ويشاركه بطولته لأول مرة في الدراما التلفزيونية الفنان أمير كرارة، والعمل إخراج محمد سامي، وإنتاج سنيرجي، وتشارك فيه أيضا مي عمر، وأحمد السعدني.
محمود عبدالشكور: يجب أن تكون هناك معايشة لصناع هذه المسلسلات للشخصية الصعيدية
أوضح الناقد الفني محمود عبد الشكور ان المسلسلات الصعيدية استطاعت خلال السنين الماضية ان ترسخ مكانتها كنوع من انواع الدراما المصرية التي لها خصوصية معينة ، حيث تتحدث عن تقاليد وطقوس وتركيبة في الشخصيات والعلاقات الاجتماعية بشكل معين وكل ذلك له خصوصية شديدة في الصعيد ، بالاضافة ان العنصر الاساسي في الدراما وهو الصراع وذلك يكون متوافرا بصورة كبيرة في التيمات التي تركز عليها المسلسلات الصعيدية مثل التار وجرائم الشرف والتهريب والعنف برغم انه ليست كل مجتمعات الصعيد بها هذه الظواهر السيئة لان ذلك يسطح الدراما الصعيدية كثيرا ويشعر المشاهد انه سيرى شيئا متوقعا مسبقا ويمل من ذلك .
وتمنى عبد الشكور ان تكون المسلسلات الصعيدية القادمة سواء موسى او نسل الاغراب وغيرها ، تكون مختلفة في معالجتها ومكتوبة عن معرفة بمجتمع الصعيد لانه تطور كثيرا ، ولم يعد مجتمع احادي الجانب او ابيض واسود برغم ان التقاليد به مازالت موجودة ، لكن المجتمع اصبح مختلفا تماما وازمة هذه المسلسلات انها تاخذ من بعضها كاننا نقدم دراما صعيدية من مسلسلات اخرى وليس من واقع الصعيد نفسه .
وأشار إلى أن ذلك عيب كبير يفقدها بريقها ويجعلها مسلسلات مكررة دراميا ، ومن ناحية تنفيذ المسلسلات الصعيدية فبعضها يفتقد للدقة في ذلك لان هناك مسلسلات صعيدية تتحدث عن لهجات معينة في الصعيد مثل لهجة ملاوي الذي قدمها احمد السقا سابقا في مسلسله ” ولد الغلابة ” منذ سنوات لكن لم تكون اللهجة سليمة للاسف في المسلسل ، لان لهجة ملاوي مختلفة عن لهجة قنا او اسوان ويجب الالتزام بتقاليد ولهجة القرية الصعيدية المقدمة في العمل الدرامي ، متمنيا ان يكون هناك اتقان للعناصر الفنية بالدراما الصعيدية سواء السيناريو او اللهجة او الملابس وطريقة تحدث الناس .
وتساءل ما سبب عدم معايشة صناع المسلسلات الصعيدية للقرية التي سيتحدثون عن قضاياها في المسلسل وأن تكون هناك معايشة فعلية ، مثلما قدم المخرج خيري بشارة قرية مغاغة في الطوق والاسورة وظهر العمل بصورة جيدة، لانه مهما بلغت قدرة الممثل في تقديم الاداء الصعيدي فمرجعيته ستعود لدور صعيدي معين شاهده فهو سيقلده فقط ولن يستطيع ترجمة الشخصية الصعيدية الحقيقية ، فشيريهان حينما قدمت عرق البلح لم تكن صعيدية لكن بمعايشتها للشخصية الصعيدية استطاعت ان تقدمه باتقان شديد.
فايزة هنداوي: وجود المسلسلات الصعيدية مكسب للدراما بشرط أن تكتب بصورة جيدة
وقالت الناقدة فايزة هنداوي إن المسلسلات الصعيدية دائما تكون جاذبة للجمهور، فلو عدنا للوراء لسنوات واسترجعنا تاريخ الأعمال الدرامية الصعيدية مثل ذئاب الجبل، والضوء الشارد وغيرها كانت الكاتب محمد صفاء عامر يكتبها ببراعة شديدة، لافتة إلى أن مسلسل ذئاب الجبل وقت عرضه كانت الشوارع تكون فارغة تماما في مصر.
وأضافت أن الجمهور يحب التعرف على عالم الصعيد لأنه بالنسبة للقاهرين والإسكندرانية والمحافظات الأخرى بالجمهورية عالم أساطير يسمعون عنه حكايات كثيرة لكن لا يرون منه شيئا.
وتابعت حينما يكتب المسلسل الصعيدي بصورة مميزة ويكون فيه صراع درامي متماسك ، وقضايا الصعيد الحقيقية يكون جاذبا للجمهور بصورة كبيرة لذلك تقديم هؤلاء الفنانون لمسلسلات صعيدية الموسم الدرامي القادم سواء احمد السقا او محمد امام او محمد رمضان سيكون مكسبا للدراما بشرط ان تكون مكتوبة بصورة جيدة.