انضمت مجموعة من موزعى السيارات إلى ماراثون خفض الأسعار لكسر حالة الركود التى تعانى منه شريحة سيارات الركوب الملاكى وإحجام المستهلكين على الشراء فى وضعف السيولة المالية لديهم.
وقال عدد من مسئولى شركات السيارات إن معظم الموزعين أقدموا على بيع طرازاتهم بأسعار منخفضة عن القوائم الرسمية الصادرة عن الوكلاء فى إطار تحريك المبيعات وإعادة دورة رأس المال، مؤكدين أنه على الرغم من تكبد الخسائر بسبب تقديم تلك الخصومات إلا أنها تعتبر السبيل الوحيد لتدبير السيولة المالية التى تمكنهم من سداد الالتزامات والتى من أبرزها الفوائد والقروض البنكية.
ورصدت «المال» عينة عشوائية من خصومات الموزعين والتى كان من أبرزهم شركات هى « المصرية للسيارات، أباظة أوتو تريد، شرين كار، الطارق أوتوموتيف، أوتو سمير ريان» على بعض الطرازات بمقدار يتراوح بين 7 و35 ألف جنيه لمختلف الفئات.
وأكد منتصر زيتون، رئيس مجلس إدارة شركة «زيتون أوتو»، الموزع المعتمد لسيارات «جيلى»، أن موزعى السيارات أقدموا على إطلاق عروض وخصومات على طرازاتهم بأسعار مخفضة عن القوائم السعرية الخاصة بالوكلاء بهدف تصريف المخزون من موديلات 2019 إضافة إلى القدرة على تدبير السيولة المالية التى تمكنهم من سداد التزامتهم مع الجهات المختلفة والتى من أبرزها البنوك.
وأوضح أن الخصومات التى أطلقها الموزعون على طرازاتهم كانت العامل الرئيسى فى تحرك مبيعات سيارات الركوب نسبيًا بداية من الأسبوع الماضى، متوقعًا أن ينضم موزعون جدد لسباق الخصومات لتعويض الخسائر التى تكبدوها من الركود.
ولفت إلى أن تجار السيارات يعانون حاليا من أزمة جديدة تتعلق بتهديد بعض وكلاء السيارات بإلغاء رد الفروقات السعرية على طرازاتهم التى تم تخفيضها سابقًا، وذلك فى حالة الامتناع عن تسليم الحصص الشهرية المتعاقد عليها.
وأشار إلى أن الموزعين لجأوا إلى الاعتماد على تسويق الطرازات الأكثر مبيعًا، والتى تتراوح أسعارها بين 300 و500 ألف جنيه لتعويض الخسائر التى يتلقونها من الفئات الاقتصادية، والتى تعانى من ضعف الطلب من جانب السمتهلكين.
من جانبه، قال أشرف عبد المنعم، رئيس شركة «شرين كار»، الموزع المعتمد لسيارات أوبل وشيفروليه وهيونداى وشيرى وجيلى، ومازدا، إن شركته اضطرت إلى تقديم خصومات سعرية على بعض الطرازات بنحو 5 و20 ألف جنيه عن السعر الرسمى للوكيل؛ بهدف تخفيض الأسعار وتشجيع المستهلكين على الشراء.
وأضاف أنه على الرغم من تكبد خسائر من تلك الخصومات إلا أنها تعتبر الوسيلة الوحيدة لتدبير سيولة مالية تمكن الموزعين من سداد الفوائد والقروض البنكية.
كان «عبد المنعم» قال فى تصريحات سابقة إن المبيعات الإجمالية لشركته تراجعت لمتوسط يتراوح بين 50 و60 سيارة شهريًا، مقابل 300 وحدة سابقًا.
فى سياق متصل، أكد مصدر بشركة أباظة أوتو تريد، الموزع المعتمد للعديد من العلامات التجارية، أن شركته اضطرت لإطلاق خصومات سعرية على بعض طرازاتها كرد فعل عن المنافسة التى تشهدها سوق السيارات حاليا، من خلال إطلاق بعض الموزعين تخفيضات لتنشيط المبيعات.
وأضاف أن الشركة قررت تقديم حزمة من الخدمات الائتمانية والتمويلية الخاصة بعمليات التقسيط، بهدف استقطاب أكبر شريحة من مستهلكى تلك الفئة والتى تمثل النصيب الأكبر من مبيعات سوق السيارات بنسب تتراوح بين 70 و%80.
على الجانب الآخر، قال محمود حماد، رئيس شركة حماد موتورز، المتخصصة فى مجال بيع السيارات المستعملة، إن أداء سوق المستعملة تشهد تحركًا فى المبيعات نسبيًا بالتزامن مع اقتراب الإجازات والأعياد الرسمية والتى تشهد فيه إقبالا متزايدًا من جانب المستهلمين على شراء السيارات.
وأضاف أن شركته بصدد التعاقد مع بعض البنوك لتقديم برامج متعددة لتقسيط السيارات المستعملة، وذلك فى ضوء تخفيض الأسعار، وفتح العديد من القنوات والتسهيلات للعملاء الراغبين بشراء تلك الفئة.
ولفت إلى أن القرارات الشرائية للمستهلكين تتجه لاقتناء سيارات الركوب المستعملة ذات السعات اللترية المنخفضة فى ضوء تخفيض تكاليف التشغيل، خاصة مع الزيادات السعرية المرتقبة بأسعار الطاقة.