مرتضى المراغى شاهدًا على حكم فاروق (40)
مصرع حسن البنا
يبدأ مرتضى المراغى هذا الفصل بأن أيدى كثيرة كانت تتربص بحسن البنا لقتله، وأنه كان يعرف ذلك، ويحتاط أشد الاحتياط، ولا يسير إلاَّ بصحبة أحراس شداد، بينما شاع بين الرءوس الكبيرة الخطر الناجم عنه بعد أن أطاح بالخازندار والنقراشى وأحمد ماهر، فى الوقت الذى تعرض فيه النحاس مرتين للإغتيال بمعرفة الحرس الحديدى.
ولا يسمى المراغى الراغب تحديدًا فى قتل النبا، ولكنه يفصح عن أن المكلف بالمهمة ضابط بوليس كبير. كان يقتل المجرمين أو ذوى الشبهة. وأصبح الإقليم الذى يديره نظيفًا منهم واستحق على ذلك ثناء ومكافأة. ولقد تنبه إليه رجال الحاشية، فعهدوا إليه أمر الشيخ حسن البنا . ولم يتردد هو بدوره فى القيام بالمهمة الموكولة اليه.
ويروى المراغى أنه ذات ليلة خرج حسن البنا لزيارة أحد أصدقائه، وعلى خلاف عادته وحذره لم يصحبه حرسه لأنه خرج على عجل استجابه لإستعجال صديقه، وقد طلب البنا حرسه فلم يجده، فخرج بغير حرس، ولم يلتفت إلى أن سيارة كانت فى انتظاره وأنها أخذت تتبع سيارته. ويشاء سوء حظه أن يكون منزل صديقه فى جهة غير آهلة بالسكان وغير محروسة بالشرطة. وهم البنا بالنزول فتقدم أحد الذين كانوا فى السيارة الثانية وأطلق عليه النار. أصيب البنا إصابة بالغة ولم يمت. وأسرع المارة الى مركز البوليس يخطرونه بالحادث وانتقل البوليس. ولكن الاسعاف لم يحضر إلاَّ بعد مرور ساعة على إصابة حسن البنا ، وكان دمه قد نزف كله. فهل أبطأ البوليس فى إخطار الاسعاف أو أبطأ الاسعاف الذى نقله إلى المستشفى فى حال ميئوس منها؟ الجواب عند الحرس الحديدى الثانى والرؤوس الكبيرة.وقد حدثت ليلة قتل حسن البنا قصة طريفة. فقد كان يوسف رئيس الحرس الحديدى يسمع الراديو فى آخر نشرته الاخبارية. فسمع خبر الاعتداء على حسن البنا. فذهب الى التلفون وطلب جناح الملك فى القصر. فرد عليه أحد أتباع الملك. فأخبره بأنه يريد التحدث الى الملك. وعاد رجل الحاشية يقول :
قل لى ماذا تريد لأن الملك مشغول.
فقال له : أرجو أن يكون جلالته مسرورًا منا.
رجل الحاشية : مسرور على ماذا؟
يوسف : على قتل حسن البنا.
فضحك رجل الحاشية وذهب وأخبر الملك. وعاد يقول :مولانا يقول لك إتلهى على عينك ما شأنك أنت… إنهم غيرك !!.
الهضيبى يطلب مقابلة المراغى
يذكر مرتضى المراغى أنه فى منتصف مايو 1952 اتصل به صديق هو الأستاذ محمود عبد اللطيف ، وكان يشغل منصب رئيس نيابة وفى الوقت نفسه كان عضوًا بارزًا فى جماعة الإخوان المسلمين . ويعنى هذا طبعًا أنهم لم يكونوا يخافون على أنفسهم من أن تنكل بهم حكومة الهلالى الذى كان المراغى وزيرًا فيها.
قال الاستاذ عبد اللطيف : انه يريد مقابلة المراغى. ولما تقابلا قال : إن غرضه من زياته للمراغى أن يجمعه فى منزله بالأستاذ الهضيبى خليفة حسن البنا.
واتفق على أن يكون اللقاء عصر أحد الأيام بمنزل محمود عبد ىاللطيف فى شارع الهرم، وفى حديقة المنزل وجد مرتضى المراغى عدة أشخاص عرف منهم الشيخ الباقورى وعبد الحكيم عابدين فضلاً عن الهضيبى، حيث إنتقلوا إلى الداخل ليبدأ اللقاء الذى طلبه حسن الهضيبى مع وزير مهم فى وزارة نجيب الهلالى.
www. ragai2009.com
rattia2@hotmail.com