مارلون براندو اسم كبير جدًّا فى عالم السينما، عاش حياة حافلة منذ مولده فى 3 أبريل 1924 فى أوماها بنبراسكا، حتى وفاته بفشل تنفسـى فى 1 يوليو 2004 فى مركز رونالد ريجان الطبى فى لوس انجلوس بكاليفورنيا.
عُرف بأنه الممثل الأعظم والأكثر إلهامًا على الإطلاق، وأنه أشهر الممثلين الأمريكيين فى القرن الماضى، ومعروف بالواقعية المثيرة فى التمثيل السنيمائى.
على أنه لم يكن ممثلاً سينمائيًّا فقط، وإنما كان مخرجًا وممثلاً مسرحيًّا وتليفزيونيًّا، وعاش حاصدًا لأرفع الجوائز لما حققه فى عالم السينما بأدائه المميز فى كل ما اضطلع به من أدوار.
من أشهر أفلامه التى تابعناها «العراب» أو الأب الروحى ـ The God father ، والقيامة الآن، وعربة اسمها الرغبة عن الرواية المشهـورة لتنيســى وليامز، وفيلـم «على الواجهة البحرية»، وفيلم التانجو الأخير فى باريس Last tango in Paris.
حصد العديد من الجوائز بنبوغه فى التمثيل بالذات، فنـال عــام 1979 جائـزة «إيمى برايم تايم» عن الأداء المؤهل لممثل مساعد عن فيلم Roots : the next generation.
وكان قد نال جائزة المسرح العالمى سنة 1946، وجائزة على أدائه فى فيلم الرجال عام 1950، وأوسكار أحسن ممثل سنة 1954 عن دوره فى فيلم «على الواجهة البحرية».
ثم حصل عام 1972 على جائزة «جولدن جلوب» لأفضل ممثل عن دوره فى فيلم «العراب» أو «الأب الروحى».
ونال فى نفس العام، عن دوره بنفس الفيلم، جائزة الأوسكار لأحسن ممثل فى أدائه لدور «فيتو كورليونى» ـ ولكنه رفض استلام الجائزة احتجاجًا على هضم حقوق الهنود الحمر أهل البلاد الأصليين، وأنتدب فتاة منهم للحضور عنه وقراءة بيان احتجاجه ورفضه قبول الجائزة، وكان لهذا الحدث دوى كبير.
والذى لا يعرفه كثيرون، أن مارلون براندو كان ناشطًا سياسيًا عظيمًا ضد التفرقة العنصرية فى بلاده، ومؤيدًا لحركة الهنود الحمر أهل البلاد الأصليين لشجب هضم حقوقهم، وصديقًا لمارتن لوثر كينج مؤيدًا لحركته بالجهد والمال، كما لم يخف معاداته للسامية، وأعلن اعتراضه على سيطرة اليهود على النشاط الفنى فى هوليود.
ومنذ ذلك بدأ التجبيه ضده، والعزوف عن إسناد الأدوار إليه، وامتحن فى قيام ابنه كريستيان بقتل «داج دروليت» خطيب أخته تشين، وحكم عليه بالسجن عشر سنوات، وأبدى فى محاكمته أن «دروليت» كان يسىء معاملة شقيقته الحامل، والتى كانت تعانى من متاعب نفسية، وتمسك بأنه قتل خطأ أثناء تصارعهما فى الشجار الذى شــب بينهمـا. أما أختـه «تشين» فقد انتحرت شنقًا فى 16 أبريل 1995.
ومع أن براندو اشتهر بأمجاده فى السينما، وظل أيقونة الفن السينمائى وأشهر نجوم هوليود فى القرن العشرين، فإن الجدير بالالتفات إليه،هو موقفه الإنسانى الرفيع، ووقوفه ضد التفرقة العنصرية، وضد هضم حقوق الهنود الحمر أهل أمريكا الأصليين، ومناصرته لحركتهم وحركة مارتن لوثر كينج بالجهد والمال، ورفضه السامية ومقاومته سيطرة اليهود فى هوليود.
لا شك كان فنانًا رائعًا.
ولكنه فى المقام الأول إنسان عظيم.
rattia2@hotmail.com
www. ragai2009.com