رانيا المشاط: لدينا برامج كثيرة ناجحة في الزراعة والتنمية المحلية ومصر لم تشهد أي تعطيل أو معوقات في سلاسل الامدادات خلال كورونا
دينا صالح المديرة الإقليمية للشرق الأدنى وشمال أفريقيا ووسط آسيا وأوروبا: تجربة مصر في برنامج حياة كريمة تجربة رائدة يجب نقلها لباقي الدول الافريقية
كريستين فانو: نسعى للتعاون مع الدولة المصرية بمساعدتنا تحقيق التنمية في القطاع الزراعي لتحديد الآليات التي تمكنا من تحسين الحياة في الكونغو
استعرض المشاركون في ورشة العمل الرابعة لمنتدى مصر للتعاون الدولي والتمويل الإنمائي، Egypt ICF، الذي تنظمه وزارة التعاون الدولي، وانطلقت أعماله أمس تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، التحديات الرئيسية والفرص المتاحة لتعزيز الأمن الغذائي في أفريقيا، وكذلك أحدث التطورات التي شهدتها التنمية الزراعية في مصر وأفريقيا، وأهمية تعزيز تبادل المعرفة بداخل أفريقيا وبين بلدان الجنوب لتعزيز الأمن الغذائي بالقارة .
وأكد المشاركون في ورشة العمل التي عقدت تحت عنوان: “الأمن الغذائي والتشغيل في أفريقيا في عصر الرقمنة “، وأدارها منجستاب هايلي المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي لمنطقة جنوب أفريقيا، أن مصر تتمتع بشراكات قوية مع عدد من شركاء التنمية من بينهم برنامج الأغذية العالمي، من أجل تعزيز جهود تحقيق الأمن الغذائي، ولديها خبرات وتجارب ناجحة في العديد من البرامج التي يمكن أن تمثل انطلاقة نحو تعزيز التعاون الإقليمي لتحقيق الأمن الغذائي، وأن مركز الأقصر للابتكار الذي دشنته مصر بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي يمكن أن يمثل مركز هاماً لتبادل الخبرات والتجارب بين البلدان الأفريقية ونقل التجربة المصرية للعمق الأفريقي.
وقالت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي خلال كلمتها بورشة العمل: إن ما تحدثنا عنه خلال الأيام الماضية هو ضرورة الاقتداء بتجارب الدول الأخرى من أجل تحقيق التنمية المستدامة لم يكن في مصر أي تعطيل أو معوقات في سلاسل الامدادات فلدينا برامج كثيرة ناجحة مع الزراعة والامداد والتنمية المحلية.
وأضافت ما قمنا به اليوم في برنامج الأغذية العالمي بزيارة عدد من القري ومنها الأقصر وشاهدنا كيف يتم التطوير في إمكانيات المزارعين وتنمية قدراتهم وهو نتيجة للتعاون بين وزارات الزراعة والتجارة والصناعة والري، وشاهد الجميع الجهد الكبير في مركز الأقصر للإبداع وكم هو مركزاً للإبداع وتبادل الخبرات.
وأشادت دينا صالح، المديرة الإقليمية للشرق الأدنى وشمال أفريقيا ووسط آسيا وأوروبا في الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد)، بما رأته في مصر حيث قالت إن في مصر تطور كبير في تحول الظروف المعيشية للمواطنين وهذا نموذج يجب الاقتداء به في افريقيا وأن منتدى التنمية الاقتصادية في افريقيا يعمل على تعزيز المناطق الريفية ويمكنها من وصول الخدمات إليها.
وأضافت نحن الأن في المنظمة الأفريقية للتنمية الاقتصادية نعمل على رقمنة البرامج وتعزيز الابتكار ولدينا مشاركات كثيرة متعلقة بإدارة الموارد التنموية والافريقية وإن منظمة إيفاد تنظم المنتدى الثالث في افريقيا لتحديد ودعم التحول في المناطق الريفية وأحد أهم ما نقوم به هو تعزيز وتقديم الدعم الاستشاري ونشكر مصر لعقد مثل هذا المنتدى الذي يساعدنا على تحقيق التعاون مع الدول الافريقية.
وألمح وزير الزراعة الناميبي في كلمته إنه من من الصعب التحدث بعد هذه الكلمات الرائعة ولكن لدينا أمورا كثيرة نريد التحدث عنها مثل الأمن الغذائي الذي يجب التأكيد بأن هذا الأمر يكون على كافة المستويات المحلية والإقليمية والدولي ولذا يجب تناول هذا الأمر على جميع المستويات فالأمن الغذائي لا يكون دون أمن المياه لأن المياه والغذاء هما جوهر الحياة وهام أيضا لتحسين الأحوال المعيشية.
وقال: “قبل التحدث عن التعددية وكيف تدعم هذا الأمر فإذا وضعنا حالة تجارية فيجب وضع قواعد بمن يقوم بالاستهلاك وأيضا من أجل وضع قواعد تساعدنا على الشراكة بين دول افريقيا فيجب وجود قواعد ولوائح وقوانين تنظيمية لهذا التعاون والدعم ويجب أيضا أن نكون حذرين في منطقة التجارة الحرة الأفريقية فلا يجب أن تكون هناك قوي تستحوذ على كل شيء وهذه هي أم النقاط التي نتوصل من خلالها للأمن الغذائي وخلال الجائحة توقفت الحياة ومات الناس وكانت الحالة سيئة وهذا الأمر ليس بسبب عدم وجود اللقاحات ولمن لأنها لم تستخدم ولم يتم إعطائها للناس فيجب أن نقوم بدعم بعضنا البعض ودعم التعددية”.
اما فيما يتعلق بالتجارة أكد انه يجب أن تتم في التعددية فهناك أهداف متساوية لتحقيق ذلك فهناك أنظمة تتطلع لوجود تجارة حرة وعادلة ونأمل بهذا التطبيق من خلال حماية حقوق المنشأ بما يدعم حقوق التجارة الحرة لأن التجارة الحرة تسهم في الحد من وجود مجاعات. مع التأكيد على أن يكون هناك بنية تحتية قوية لدعم النمو الاقتصادي ودعم المزارعين لأنهم أصل هذه العملية مثل مساعدتهم على توصيل محاصيلهم للأسواق بما يحقق تنميتهم وتحقيق النمو الاقتصادي.
ولافت إلى ضرورة رقمنة العملية الزراعية وتقديم الدعم التكنولوجي وهذه مشكلة كبيرة تواجه الحكومات لإيجاد وسيلة من اجل التحول الحضري وع وجوب وجود دعم لخطوط الإنتاج في عمليات الحصاد وما بعدها. موضحاً أن أفريقيا لديها فرصة كبيرة لتحقيق التعاون من خلال رصد البيانات مما سيكون لدينا توقعات أفضل وتوفير الأموال برصد هذه البيانات والتوقعات للحصد الزراعي والجوانب البيئية فإن وجود قاعدة بيانات هو أمر ضروري لمساعدة المزارعين لتحقيق الأمن الغذائي والأمن المائي.
وأعرب كريستين فانو نائب رئيس التخطيط بجمهورية الكونغو الديمقراطية في كلمته عن خالص الشكر على تنظيم مثل هذا المحفل وعلى وجه الخصوص الوزيرة رانيا المشاط. وقال: يأتي هذا المنتدى في ظروف استثنائية بسبب تفشي وباء كورونا وقد أعطي رئيس الكونغو التوجيهات لعمل رؤية للحياة والتحديات التي يواجهها قطاع التنمية في دولتنا بصفة خاصة وأفريقيا بصفة عامة.
وأضاف: “لأن مساحة الكونغو الكبيرة يجعلها من أكبر الدول الافريقية مساحة مما يسمح بتربية المواشي ولكن هناك فجوة بين ما يجب أن يكون وبين ما هو كائن فـ67% من الشعب يعيش في فقر مائي نتيجة للنزاعات المسلحة فضلا عن الكوارث الطبيعية مثل الفيضانان وعدم وجود بنية تحتية مثل الطرق. ولذا فإن النازحين واللاجئين وخاصة المرأة هم الأكثر تضرراً بهذه العوامل ووضعت الدولة برامج وخطط لتخطي هذه العقبات كما تم توجيه البرامج لمحاولة حل النتائج السلبية لجائحة كورونا مع المحاولة بالحفاظ على بعض الوظائف التي تم فقدها عن طريق تقديم الدعم المادي بالتعاون مع منظمة الفاو والبنك الدولي”.
وذكر أن الدولة تسعي لإرساء الأمن والسلام والحد من النزاعات المسلحة وإعادة بناء الطرق والكباري في المدن التي تأثرت بهذه النزاعات العرقية وأيضا مجابهة الإرهاب فللأسف لدينا ناشطين في هذا المجال ولذا فإن الأمن الغذائي لديه تحديات كبيرة مؤثرة في تحقيقه فنحن نحاول زيادة الاحتياطي من المحاصيل الزراعية على المدى البعيد ولذا تقوم الدولة بعمل نظام ضريبي قوامه 50 مليون دولار.ومؤكدا إننا بالإرادة السياسية سننجح في ذلك فاقتصادنا يقوم على الصناعات بجانب الزراعة واعتقد أن دولتنا ستنجح في ذلك. ونحتاج لتحديد وتقييم النظم الزراعية الجديدة لتحقيق الأمن الغذائي فدولتنا مقتنعة تماما بالتعاون مع دول الجنوب.
واختتم كلمته بمناشدة الدولة المصرية أن ترافقنا في الدعم الفني وأدعو وزير الزراعة المصري بزيارة الكونغو لمساعدتنا في تحقيق التنمية في القطاع الزراعي لتحديد الآليات التي تمكنا من نحسين الحياة في الكونغو.
وبعد انتهاء الوزراء من كلماتهم تم فتح باب المناقشة والتي استهلها الوزير محمود شعراوي معلقاً على استفسار من السيدة نعيمة القصير ممثلة منظمة الصحة العالمية في مصر حول وجبات تغذية الأطفال فقال: إن عملية تغذية الأطفال في المدارس تعد تداركا للنقص في تكوين الطفل وأرجع أن النقص لعدم وجود عادات اجتماعية سليمة لتغذية الأطفال ولذا فإن الحكومة المصرية وبعد الدراسات وجدنا إن عملية وجبات الأطفال فإنها غير متكاملة حيث تتنوع احتياجات النمو لدي الأطفال باختلاف مراحل نموهم ولذا عملنا دراسة جيدة لإعداد الأجيال القادمة واهتمت الدولة بهذا الأمر وتم افتتاح المدينة الغذائية التي تقدم للطفل وجبات غذائية متناسقة ومتكاملة تعطيه الكفاية من احتياجاته للنمو.
ولكنه يحتاج إلى قدر اخر من الألبان وفيتامينات أخرى وعليه فقد تم عمل البحوث لإنتاج مادة شبيهة بالبسكويت تحتوي على هذه الاحتياجات اللازمة لبناء أطفالنا ونموهم بشكل سليم، وفي السنة المقبلة ستكون عملية تغذية الأطفال في المدارس مختلفة تماما.
وتسأل علاء عز الأمين العام للغرف الأفريقية على إن ما نشاهده في الكثير من الدول الأفريقية من إهدار 30% في الثروة الغذائية فلا بد أن يكون هناك أي إنفاق بشكل افقي ورأسي والتنسيق لحل مشكلة الغذاء في المنطقة.
وتوافق المشاركون في ورشة العمل على أن قارة أفريقيا تمتلك إمكانيات استثنائية تمكنها من تحقيق الأمن الغذائي بل وتأمينه للعالم، حيث تضم 65% من الأراضي الصالحة للزراعة ويعمل في القطاع الزراعي 60% من القوى العاملة في القارة وتوفر 16.5% من الناتج المحلي للقارة، وأنه يجب تحقيق الأمن الغذائي بما ينعكس بشكل مباشر على انخفاض معدلات الفقر وزيادة فرص العمل، وتحقيق العديد من أهداف التنمية المستدامة.