أشاد عدد من الشركات الكبرى العاملة فى تصنيع منتجات الألبان بتوجيهات الرئيس السيسى بتطوير صناعة الألبان فى مصر، وتوفير كل المتطلبات اللازمة لها. وكان السيد القصير وزير الزراعة قد أعلن، أمس الأول، أن القيادة السياسية وجهت بتطوير مشروع مراكز تجميع الألبان، لاستهداف توفير غذاء صحى وآمن للمواطنين، إذ تم حصر مراكز تجميع الألبان على مستوى الجمهورية، والتى بلغت 826 مركزًا، وتحديد احتياجاتها.
وتم التوجيه بتطوير هذه المراكز وترخيصها لإنتاج ألبان ذات جودة عالية، كما تم توفير التمويل اللازم للتطوير بفائدة وشروط ميسرة، بالإضافة إلى إنشاء مراكز جديدة فى المحافظات التى لا تتوافر بها مراكز.
كما تحملت الدولة تكلفة شهادة الاعتماد الدولية «HACCP»، بالإضافة إلى التنسيق مع وزارة الإنتاج الحربى لتصنيع المعدات والأجهزة اللازمة محليًّا.
وقال القصير إنه تم الانتهاء من تطوير 212 مركزًا حتى تاريخه، وجارٍ إنشاء وتجهيز 46 مركزًا ضمن المبادرة الرئاسية “حياة كريمة” بالمرحلة الأولى في قرى الريف المصرى التي لا يتوافر بها مراكز تجميع ألبان.
جدير بالذكر أن قطاع الألبان فى مصر احتل النصيب الأكبر من اهتمام القيادة السياسية، على مدار الأعوام الماضية، إذ وجهت بتطوير صناعته نظرًا لأهميته فى عملية التصدير، وتوفير العملة الصعبة، وفرص العمل للشباب.
وأكدت عدة شركات للألبان العاملة فى السوق المحلية أن التوجيهات الرئاسية لتطوير صناعة الألبان ستساعد المصنعين على زيادة الإنتاج وجودته، ومن ثم المنافسة أيضًا فى الأسواق الخارجية خلال العام الأول من التطوير، ومع التقدم فى الوقت تصبح مصر أول الدول المصدرة للجبن والألبان للدول الخارجية والعربية.
وأكد عبد الحميد غنيم، رئيس مجلس إدارة شركة «تشيز إمباير»، أن المصنعين كانوا ينتظرون توجيهات القيادة السياسية الأخيرة، خاصة أنها تساعد فى زيادة عملية التصنيع.
وأضاف لـ«المال»، أن أهم المشاكل التى تواجه المصنعين هى تجميع الألبان من الفلاحين، واليوم اهتمت وزارة الزراعة بتوفير مراكز التجميع، والعمل وفقًا لمعايير الجودة والسلامة الخاصة بالألبان.
وأشار إلى أن أهم متطلبات المصنعين فى الوقت الحالى هى زيادة توفير مراكز تجميع الألبان بشكل آمن، والوصول إلى المصنعين بطريقة سليمة.
وتابع أن الشركة كانت أوقفت علمية التصدير بسبب ما يسمى بالقائمة البيضاء، ما دفعها لاستهداف السوق المحلية، مضيفًا أن شركته كانت استثمرت 15 مليون جنيه لإضافة منتجات ألبان مختلفة عن الموجودة حاليًّا.
وأوضح أن الشركة تنتج 90 طن جبن مختلفة شهريًّا، بإجمالى حوالى 600 طن سنويًّا، نظرًا لأن صناعة الجبنة لها مواسم، وتختلف من فصل الصيف للشتاء.
من جانبه قال عبد الرازق الشيمي، رئيس مجلس إدارة طيبة لمنتجات الألبان، إن توجيهات القيادة السياسية جاءت استجابة لمطالب المصنعين، آخرها تطوير صناعة الألبان، لأنها تعود بالنفع على الفلاحين والمصنعين.
«الشيمى»: 200% زيادة مرتقبة في الألبان بعد التطوير
وأضاف لـ«المال»، أن التوجيهات الأخيرة تسهم فى زيادة نسبة الألبان بمصر حوالى 200% أول عام من عملية التطوير، ومع التقدم فى التطوير تصل لـ300%.
ولفت إلى أن إحدى المشكلات التى تواجه المصنعين دائمًا هى عدم الرقابة على الألبان، ولا بد أن يكون هناك فهم للمواصفات القياسية، وأخذ العيّنات من المنتج فى مرحلة التصنيع.
وأكد أن العديد من المصنعين طالبوا باستخدام المنفحة الجافة، ومشروع المادة الحافظة للألبان لمدة 6 ساعات، خاصة أن تجميع الألبان يتم فى الأرياف، ويحتاج لوقت طويل للنقل نظرًا لعدم تمهيد الطرق الموجودة فى القرى.
ولفت إلى أن مبادرة الـ%5 التى أصدرها رئيس الجمهورية ساعدت صغار المصنعين على التصنيع مرة أخرى، واستهداف السوق المحلية والخارجية.
وتابع أن الشركة تقوم حاليًّا بعملية تطوير جديدة بحوالى 8 ملايين جنيه مبدئيًّا، لافتًا إلى أن معدل إنتاج الشركة 40 طن شهريًّا، بحوالى 120 طنًّا سنويًّا.
وأشار إلى الشركة تستهدف السوق المحلية بنسبة 20%، والخارجية 80%، ومع التطوير الجديد يتم استهداف التصدير بنسب أعلى من الموجودة حاليًّا.
«خليل»: يجب أن يحصل الفلاحون على تراخيص
فى السياق نفسه قال عماد خليل، رئيس مجلس إدارة شركة دمياط لصناعة منتجات الألبان، إن المشكلة الرئيسية لدى الفلاحين هى عدم توفير مكان آمن ومطور لتجميع الألبان، لافتًا إلى أنه لا بد أن يحصل الفلاحون على رُخص لأماكن تجميع الألبان.
وأضاف خليل، لـ«المال»، أنه لا بد أن يتم تجميع اللبن فى أماكن آمنة تتناسب مع اشتراطات سلامة الغذاء، خاصة أن الأماكن المتواجدة حاليا لا تصلح لاشتراطات سلامة الغذاء.
ولفت إلى أن عملية التطوير تسهم فى زيادة عملية تصنيع الألبان بنسبة 200%، بالإضافة إلى المنافسة للأسواق الخارجية.
وأشار إلى أن توجيهات الرئيس أيضًا بتغيير سلالات المواشى باستيراد أبقار وجاموس تنتج ألبانًا أكثر يصبح لدينا كمية إنتاج أكبر نستطيع من خلالها تصدير منتجات الألبان للخارج.
وأكد أن الشركة تعمل حاليًّا على خطة تطوير جديدة تشمل التوسع فى صالات الإنتاج، واستيراد خطوط من الخارج، بالإضافة إلى بعض الخطوط التى يتم تصنيعها فى الشركة الهندسية المصرية بتكلفة حوالى 30 مليون جنيه مبدئيًّا.
ولفت إلى أن هذه الخطوط تساعد فى زيادة إنتاج المنتج لاستهداف الأسواق الخارجية والداخلية، مشيرًا إلى أن الغرض من التطوير هو التواكب مع التكنولوجيا الحديثة، وتنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية التى تحرص على تطوير صناعة الألبان فى مصر.
وأضاف أن الشركة تنتج حوالى 200 طن سنويًّا من مختلف أنواع الجبن، باستهلاك حوالى 360 طن ألبان سنويًّا، لافتًا إلى أنه مع التوسع الجديد يتم الوصول إلى 400 طن جبن سنويًّا.
وأشار إلى أن أكثر المناطق الأكثر استهدافًا لمنتجاتهم هى الصعيد، نظرًا لنقص منتجات الألبان فيها، مشيرًا إلى أن الشركة تستهدف السوق المحلية بنسبة 70%، والخارجية 30%، ومع التطور الجديد يتم التوسع أكثر فى التصدير لتوفير العملة الصعبة، والترويج لمنتجاتهم.
وتابع أن الشركة قامت بتوفير الأرض المجاورة لمصنع دمياط لتصنيع الألبان، وجارٍ الانتهاء من الحصول على الموافقات اللازمة لترخصيها، والبدء فى تنفيذ التوسع الجديد، لإضافة خطوط إنتاج تنتج منتجات عالية الجودة بنسبة 100%.
وأكد على إبراهيم منتصر، رئيس مجلس إدارة شركة الأصدقاء لتصنيع الألبان، أن الحديث عن تطوير صناعة الألبان جاء فى الوقت المناسب، خاصة أن كل المصنعين يواجهون تحديات كبيرة، أبرزها ارتفاع أسعار الذرة، والتى تسببت فى ارتفاع أسعار الألبان ومنتجاتها.
«منتصر»: التغذية العامل الرئيسى لوفرة الإنتاج
وأضاف، لـ«المال»، أن التغذية للأبقار والجاموس هى العامل الرئيسى لزيادة إنتاج الألبان من الأبقار المستوردة، خاصة أنها تنتج كميات كبيرة فى هولندا، وفى مصر تنتج النصف بسبب سوء التغذية، لافتًا إلى أنه للحصول على منتج جيد لا بد أن تتم التغذية بطرق صحيحة.
وتابع أن تطوير صناعة الألبان يحتاج إلى عدة أمور أولها هى قرارات اشتراطات الغذاء، لافتًا إلى أن مصر تمتلك أنواعًا من الجبن لا تتواجد فى الدول العربية والأوروبية، وهى «القريش»، ويتم تصديرها للدول العربية، لكن لم يتم الوصول إلى الدول الأوروبية بسبب قرارات اشتراطات الغذاء.
وأكد أن عملية تطوير صناعة الألبان تسهم فى تصدير المنتجات للخارج تتخطى الـ100%، ومع التقدم فى عملية التطوير نصل لـ150%، خاصة أن مصر تمتلك كمًّا كبيرًا من الماشية لم تتم الاستفادة منها بقدر كبير.
ولفت إلى أن الشركة تقوم حاليًّا بخطة تطوير جديدة بتكلفة حوالى 10 ملايين جنيه، بالإضافة إلى الاستثمار فى المعدات من خلال مبادرة الـ5%.