قال الإعلامي محمد علي خير، إن الشكل التقليدي للإعلام تغيّر لصالح السوشيال ميديا، فالوقت الحالي يستطيع أي شخص أن يخرج للناس كمقدم خدمة إعلامية عبر صفحته على السوشيال ميديا.
جاءت تلك التصريحات خلال انعقاد ندوة بعنوان “تحديات الإعلام المصري”،على هامش فعاليات معرض مكتبة الإسكندرية للكتاب في نسخته الثامنة عشر.
وأكد خير أن هناك عدة تحديات تواجه الإعلام منها حرية تداول المعلومات والتدريب الجيد لمقدم المادة الإعلامية فضلاً عن تغير أنماط تلقي المعلومات خاصة الأجيال الجديدة وتراجع الدور المصري في المشهد الإعلامي في المنطقة المحيطة.
وأشار إلى أننا في ظرف سياسي مستقر ويسمح بأن نفتح ملف الإعلام، لافتاً إلى أن خريجي كليات الاعلام بالآلاف كل عام وليسوا على مستوى الكفاءة لتقديم الخدمة الاعلامية.
وقال إن هناك إشكالية حول قدرة الإعلام التقليدي على مواجهة الشكل الجديد للإعلام الذي يعتمد على الموبايل والانترنت.
وأضاف أن أكبر تحدٍ هو كيف أصل لكتلة كبيرة من الشعب المصري بالمفهوم المناسب لهم ومن خلال الأدوات التي يستخدمونها، مشيراً إلى أن هناك تراجع في تأثير مصر للمشهد الإعلامي ف المنطقة العربية.
جاء ذلك بحضور الكاتب الصحفي أكرم القصاص، رئيس تحرير جريدة اليوم السابع والإعلامي محمد علي خير، والكاتب الصحفي علاء الغطريفي، رئيس التحرير التنفيذي لمؤسسة أونا للصحافة والإعلام، وأدار اللقاء الكاتب الصحفي علاء عبد الهادي، رئيس تحرير جريدة أخبار الأدب.
وقال الكاتب الصحفي علاء عبد الهادي، إن التحديات التي تواجه الإعلام تهم كل مواطن وليس فقط المتخصصين في مجال صناعة الإعلام، مؤكداً أهمية الإعلام وأحقية المواطن في المعرفة من خلال وسائل إعلام تقدم الحقيقة.
وأوضح أن الإعلام بشكله التقليدي تراجع لصالح عصر السوشيال ميديا الذي أطاح بالشكل التقليدي المتعارف عليه.
وقال إن خطورة الاعلام في الوقت الحالي تكمن في أنه لم يصبح في يد شخص واحد فأي إنسان الآن يستطيع أن يطل على الجمهور من خلال منبره الخاص.
وأشار إلى أن الإعلام في أي دولة هو أمن قومي وبالتالي مناقشة التحديات التي تواجه المشهد الإعلامي أمر هام.
من جانبه، قال أكرم القصاص، إن الموبايل حل مكان التليفزيون والإعلام التقليدي، لافتاً إلى أن التكنولوجيا الحديثة ساهمت في تطور الإعلام.
وأضاف أننا طوال الوقت نسمع عن أزمة الاعلام وعدم رضا من المواطن تجاه الإعلام ولكن لكل زمان ” ترنده “الخاص به.
وتساءل القصاص هل الصحافة هي انعكاس للمجتمع أم أن الصحافة تؤثر فيه؟، مضيفاً “الصحافة التقليدية تراجعت في العالم كله وليست في مصر”.
وأوضح القصاص أن الخطورة الحقيقية في وجود وسائل إعلام غير خاضعة للمحاسبة ولا تلتزم بمعايير الاعلام.
وأشار إلى أن دور الإعلام المصري لم يتراجع ولكن هناك أنماط مختلفة وجديدة لتقديم الخدمة الإعلامية، لافتاً إلى أن الازمة ليست في الصحافة ولكن في القنوات الفضائية فهناك اختيارات كثيرة في العالم الآن.
بدوره قال علاء الغطريفي، إن اهتمام الناس بالأخبار تراجع بشكل كبير خلال السنوات الماضية، فخلال عام ٢٠١٨ تراجع اهتمام الناس بالأخبار إلى ٦٣% في مقابل ٤٣% في الوقت الحالي.
وأوضح الغطريفي أن هذا التراجع سببه الحمل الزائد للمعلومات التي يتلقاها الجمهور من الوسائط المختلفة والتي تتسبب في الشعور بالقلق والتوتر والعجز.
وقال إن هناك نوعان من مقدمي الخدمات الإعلامية أحدهما أساء لها من خلال تقديم معلومات مضللة ولا تلتزم بمعايير والنوع الآخر هو الإعلام التقليدي الذي تلكأ في استخدام منصات ووسائط جديدة للإعلام، فالصحافة على سبيل المثال تواجدها خجول على منصة تيك توك.
وأشار إلى أن هناك تحدٍ يواجه وسائل الإعلام في العالم وهو تحدي البقاء أمام تراجع اهتمام الناس بالأخبار.
وأوضح أن من يقوم بتحريك الجمهور هم الأجيال الأصغر سناً، فوسائل الإعلام تعمل من خلال وسيطين هما محركات البحث السوشيال ميديا ومواقع الاخبار المجمعة.
وتابع ” هناك تحديات اقتصادية وهذا التحدي يؤثر على المحتوى واستدامة المنصات”، مشيراً إلى أن هناك احتكار ثنائي من السوشيال ميديا ومن محركات البحث للوصول للمواقع الإخبارية.