توفى أمس الكاتب الصحفى، مكرم محمد أحمد، نقيب الصحفيين الأسبق والرئيس السابق للمجلس الأعلى للإعلام، بعد صراع مع المرض عن عمر يناهز 86 عاما، وستقام صلاة الجنازة عليه عقب صلاة الجمعة فى مسجد آل رشدان بمدينة نصر.
كان الراحل قد شغل مناصب مهمة عدة، أهمها، نقيب للصحفيين فى 5 دورات مما يجعله ثاني أكثر الصحفيين فوزًا بالمقعد، كما شغل منصب الأمين لاتحاد الصحفيين العرب، كما شغل أيضا من قبل منصب رئيس المجلس الاعلى لتنظيم الإعلام.
جمال عبد الرحيم: مكرم محمد أحمد هو أكثر نقيب مهني رغم الاختلاف فى أكثر من قضية
وعن الراحل مكرم محمد أحمد، يقول الكاتب الصحفى جمال عبد الرحيم، عضو مجلس نقابة الصحفيين السابق، إن الراحل مارس مهنة الصحافة عبر مساره المهني الطويل بشكل محترم، بل إنه حتى عندما كان رئيسا لمجلس إدارة مؤسسة دار الهلال فإنه لم يكتف بذلك المنصب، بل ظل يعمل كمحرر صحفى فى مجلة “المصور” إلى أن أحيل للتقاعد عام 2005.
وأشار عبد الرحيم إلى الحوار الصحفي الأسبوعي الذي ظل يجريه مكرم مع شخصيات سياسية وعامة، بما في ذلك الحوارات التي أجراها مع قيادات الجماعات المتطرفة في السجون، لافتا إلى أنه أصر أن يظل يعمل “بيده” كصحفي رغم أنه أصبح رئيس مجلس إدارة مؤسسة صحفية عريقة كدار الهلال، فهو من القلائل من بين القيادات الصحفية التي لم تترك القلم طوال حياته وحتى وصوله لسن المعاش فى يوليو عام 2005 ، كما ظل يكتب مقالا فى جريدة الأهرام حتى أيامه الأخيرة.
وفيما يتعلق بالحياة النقابية للراحل ذكر عبد الرحيم أنه شخصيا كان قد تعرض للفصل من مؤسسة دار التحرير فى ذلك الوقت، وعندما تقدم بشكوى للنقابة كان مكرم محمد أحمد وقتها نقيباً الصحفيين، واتخذ موقفا صارما ووقف بجانبه بقوة، وكان يكرر دائما أنه ضد فصل الصحفي، وبذل جهودا كبيرة من أجل إعادته لعمله فى جريدة الجمهورية، ونجح في ذلك بالفعل.
ويذكر عبد الرحيم أنه فى ذلك الوقت كان موضوعه معروضا على المحكمة لاتخاذ إجراءات فصله، وكان من المنتظر أن يحضر معه أحد أعضاء مجلس النقابة، إلا أنه فوجئ أن مكرم وهو نقيب للصحفيين حضر معه بنفسه كممثل للنقابة، وهذا الأمر لم يحدث كثيرا فى تاريخ النقابة.
وأضاف عبد الرحيم أنه فى يونيه عام 2007 أعلن مكرم ترشحه لمنصيب لنقيب الصحفيين، وكتب عبد الرحيم مقالا رحب بترشحه لمنصب نقيب الصحفيين وخاض الانتخابات على عضوية مجلس النقابة فى نفس الدور معه، وفازا، وتعامل معه، مؤكدا أنه يشهد أنه كان “أفضل نقيب تعامل معه” لمدة أربع سنوات من 2007 الى 2011، وهو أكثر نقيب مهني، رغم الاختلاف فى أكثر من قضية معه، لافتا إلى أنه كان لدى مكرم ميزة، وهى قدرته على التعامل بموضوعية شديدة و بحيادية.
وأوضح عبد الرحيم أن مكرم محمد أحمد تولى أكثر من دورة على مقعد النقيب، ويحسب له أنه قدم الحاسب الآلى لكل صحفى فى عام 2007، هو الذى بدأ مدينة الصحفيين، إلا أنها لم تكتمل فى 2009، وأيضا قدم دورات تدريبية مهمة للصحفيين، كما كان أول من فكر فى إجرءات هدم المبنى القديم لنقابة الصحفيين لإقامة المبنى الجديد.
أما عن أدائه كرئيس للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، فقال عبد الرحيم إنه قد أختلف معه على بعض الأمور واللوائح التى صدرت فى عهده، والتى يرى أنها لم تكن فى صالح الصحفيين، كما أنه لم يتشاور مع النقابة في هذه الأمور رغم أنه كان نقيبا للصحفيين، فكان من الأولى أن يتشاور مع زملائه فى النقابة.
وانتقد عبد الرحيم مكرم عندما هاجم نقيب الصحفيين الأسبق يحي قلاش، وخالد البلشى، وجمال عبد الرحيم فى قضية اقتحام النقابة.
وطالب عبد الرحيم من نقيب الصحفيين الحالي الدكتور ضياء رشوان ومن مجلس نقابة الصحفيين بإطلاق اسم مكرم محمد أحمد على إحدى قاعات النقابة.
هشام يونس: مكرم محمد كان “جرنالجى”
أما الكاتب الصحفى هشام يونس، عضو مجلس نقابة الصحفيين، فوصف الراحل مكرم محمد أحمد بأنه “جرنالجى” قديم، فهو من الجيل اللى دخل الأهرام مع الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، مشيرا إلى أن مكرم كان دائما ما يقول لأصدقائه المقربين أن هيكل أعطاه حقه، رغم أنه لم يكن من “شلته .
وأضاف يونس أن مكرم ظل لآخر وقت ممسكا بالورقة والقلم ودائما ما كان يطارد الأخبار، وأنه كان من الصحفيين المهنيين ولم يتكبر على المهنة وظل يلاحق المصادر من أجل “الخبر”، وكان يحضر فى المؤتمرات كأنه صحفى صغير، لأنه كان حريصا على الوصول للمعلومة وأخذ الخبر من المصدر وليس نقلا عن، وكان له دور مهم فى إجراء حوارات مع الجماعات الإسلامية فى السجون أياً كان التقييم لها، كما تعرض للاغتيال، مضيفا كان من ضمن الصحفيين القليلين الذين كانوا مستهدفين.
وعن أدائه كرئيس للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام قال يونس إن رئاسته للمجلس ليست المرحلة الأهم فى حياته، بل يرى أنها قد خصمت منه ولم تضف إليه.
كارم محمود: مكرم كان يساند الصحفيين فى مواجهة أى مسؤل
أما الكاتب الصحفى كارم محمود، السكرتير العام لنقابة الصحفيين الأسبق، فأكد أنه لا يوجد خلاف على مكرم محمد أحمد الصحفي، خاصة أنه ظل متمسكا بعمله وشغفه ودأبه الصحفى حتى آخر لحظة من عمره، فظل يعمل كمحرر صحفي يبحث عن الحقيقة ويسعى وراءها متمسكا بثوابت المهنة والعمل الصحفى من المصداقية والدقة والوعى، وهذا ما يشهد به كل من فى الجماعة الصحفية حتى خصومه.
وأشار كارم محمود إلى أن الفقيد ظل طوال عمله فى دار الهلال يقوم بتشجيع الشباب الصحفيين بشكل كبير، حيث كان داعما لمجموعة كيبرة من الشباب الصحفيين فى المصور ومساندا لهم فى تكوين شخصيتهم الصحفية وأداء عملهم، وأيضا كان يساند الصحفيين فى مواجهة اى مسؤل وكان حريصا على كرامة كل الصحفيين.
وعن أدائه كنقيب أضاف كارم محمود أن الفترات التى تولى فيها مكرم منصب النقيب خاض معارك كثيرة، وكان يدافع عن حرية الصحافة واستقلال النقابة ووحدة الجماعة الصحفية، وكانت له مواقف مشكورة فى مجال الحريات، وكانت له مواقف مشهورة مع عدد من الصحفيين التى تم القبض عليهم وساندهم بقوة، وعمل بدأب للافراج عنهم مثل الراحل الدكتور محمد السيد سعيد نائب رئيس مركز الأهرام الاستراتيجى السابق، وكتاب صحفيين مثل مدحت الزاهد، والكاتب الكبير الراحل عادل حسين، وكل منهم لهم قصة مع مكرم محمد أحمد وحرصه فى الدفاع عن الصحفيين.
أما بالنسبة للفترة التي عمل بها مكرم كرئيس للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، فكان بها التباس كثير لأن مكرم أحمد دخل فى عدة خلافات مع نقابة الصحفيين، خصوصا من له سلطة فى التحقيق فى الصحفيين وحدث تداخل بين النقابة ورئاسته للمجلس.
وأوضح محمود أن فى ظل رئاسته للمجلس، كان لهم موقف فى الدفاع عن جريدة المصرى اليوم، لنشرها موضوع عن الانتخابات الرئاسية وتم التحقيق مع الجرنال، لكنه أخذ الموضوع على عاتقه بطريقة ودية، رغم أنه كانت هناك أصوات داخل المجلس الأعلى لتنظيم تطالب بإغلاق الصحيفة لكنه وقف بجانب جريدة المصرى اليوم.