شهدت مكتبة الإسكندرية احتفالية الصالون البحري المصري بنصر أكتوبر المجيد وعيد القوات البحرية، حيث افتتح اللقاء اللواء بحري حسين فؤاد؛ رئيس اللجنة المنظمة ورئيس المكتب التنفيذي للصالون البحري بالإسكندرية في إطار إحياء ذكرى انتصارات أكتوبر وعيد القوات البحرية، بحضور الدكتور أحمد زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية وعدد من المثقفين وكبار المسؤولين.
وشهدت الفعالية تكريم نخبة من رموز القوات البحرية وأبطال حربي الاستنزاف وأكتوبر من بينهم الربان عمر عز الدين، أحد أبطال عمليات الإغارة على ميناء إيلات، وفقرة موسيقية لعازف الكمان العالمي وائل أبو بكر.
وخلال كلمته، قال الدكتور أحمد زايد إن حرب أكتوبر هي ذكرى عزيزة علينا جميعا: في كل عام اتذكر تلك الأيام التي يجب أن نستحضر منها بعض الدروس التي تفيدنا في أن نتعايش مع حياتنا المعاصرة التي بها قدر كبير من التعقيد والمشكلات التي ليست من صنعنا ولكن يصنعونها لنا في العالم ونتحمل مسؤوليتها.
وأضاف الدكتور أحمد زايد أن حرب أكتوبر كانت عمل مصري عظيم حققت فيه انتصارًا كبيرًا على دولة كانت متغطرسة تصورت أنها انتصرت في 67 التي لم تكن حربًا وكانت بها قدر كبير من الخداع لتحدث النكسة؛ ولكن الشعب المصري لا يرضى أبدا أن ينتكس أو يتراجع، وإن تعرض إلى كبوة يقوم من جديد للوقوف على قدمين ثابتتين.
وتابع زايد: نستحضر تلك الدروس لنتعلم منها خاصة مع ما نمر به من ظروف فيها قدر كبير من التعقيد والمشكلات التي تتطلب تكاتفتا، فمصر تكاد تكون الدولة الوحيدة المستقرة في المنطقة وبها قدر كبير من الأمن والاستقرار، ومهما كنا نواجه من مشكلات فيجب أن نواجه ولا نستسلم مثلما نجحنا في ذلك من قبل.
وأشار إلى أن مصر عانت كثيرًا في فترة بعد نكسة 67 ولكنها لم تستسلم، مضيفًا أن أحد الدروس التي خرجت من رحم انتصارات أكتوبر التلاحم بين الشعب والجيش خاصة بعد إعلان نبأ العبور، وهذا المشهد تكرر أيضًا في 30 يونيو.
واستكمل مدير مكتبة الإسكندرية أنه من الدروس المهمة جدًا في انتصارات أكتوبر كان خطة الحرب نفسها، وحرب أكتوبر تقدم لنا درسًا مختلفًا أنه لا سبيل لتحقيق الأهداف سوى بتخطيط جيد وعمل جيد وتنظيم وتوزيع أدوار وهذا ما نحتاجه في مجتمعنا فتحقيق الأهداف لا يتم بالعشوائية.
كما أشار إلى أنه من الدروس المستفادة أيضًا في انتصارات أكتوبر أن الذي حارب هو الذي صنع السلام، فيجب ألا تكون الحرب هي الهدف، والأمور لا تتحقق بالقوة أو الحرب فقط، ولكن أيضًا تتحقق بالدهاء السياسي، وتلك العوامل تحققت في نصر أكتوبر.
وأكد أهمية تعميق الذاكرة الوطنية عن حرب أكتوبر حتى تصل لكافة الأجيال، مشيرًا إلى ضرورة وجود المزيد من الأعمال الفنية والأدبية عن حرب أكتوبر
لأن المجتمعات لا تبنى إلا بتعميق تاريخها.
بدوره قال اللواء أركان حرب محمود متولي أمين عام الصالون البحري، إن مصر على مر تاريخها الطويل لم تكن بمنأى عن ما يدور في العالم البعيد عنها، وشاءت أقدارها أن تكون همزة الوصل بين العالم عندما حفرت قناة السويس لتكون شريان حياة لدول كثيرة في العالم اليوم وبداية لعصر التكامل بين الشرق والغرب، حيث تعد بمثابة التفعيل الأول لموقع مصر الاستراتيجي.
وأضاف أن التفعيل الثاني لموقع مصر الاستراتيجي الذي تبناه الرئيس عبدالفتاح السيسي، وهو مشروع المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وما يحمله من قيم مضافة ترتكز على قناة السويس وتعتمد في المقام الأول على قوة مصر في البحر.
وتابع أن قوة مصر في البحر ترتبط بقوى الدولة الشاملة في علاقة تكاملية، وأن الأمن القومي المصري يرتبط بشكل وثيق بقوة مصر في البحر، بما يعزز ازدهار الدولة في كافة المجالات.
وأشار إلى أنه نظرًا لما تتمع به مصر من موقع استراتيجي فريد وطول السواحل وكبر المسطحات، أدرك الرئيس عبدالفتاح السيسي أهمية إعادة تفعيل موقع مصر الاستراتيجي ووضع البعد البحري في مكانه الصحيح، وتبنى إنشاء المنطقة الاقتصادية بقناة السويس لتصبح المشروع الرئيسي في مصر الذي يخدم التجارة العالمية.
وتحدث الدكتور إسماعيل عبدالغفار رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، قائلا إن ذكرى أكتوبر ذكرى عظيمة نستلهم منها الدروس وتمنحنا الدافع والأمل للمستقبل، مشيرًا إلى أنها كانت لحظة تاريخية فارقة للمصريين.
من جانبه تحدث الدكتور يسري الجمل وزير التربية والتعليم الأسبق، عن فتر وجوده واشتراكه في بناء حائط الصواريخ المضادة للطائرات في فترة ما قبل حرب أكتوبر وصولًا لمرحلة العبور مشيرًا إلى أنه بعد النكسة ظهر شعارين أساسيين أحدهما للجيش والآخر للشعب وهما “ما أخذ بالقوة لايسترد الا بالقوة، ولاصوت يعلو على صوت المعركة”.
وأشار إلى أنه مرورًا بحرب الاستنزاف نفذت القوات المسلحة عمليات كبيرة وعظيمة ضد العدوان، وخلال تلك الفترة ظهرت براعة القوات البحرية المصرية في عدد من العمليات البطولية مثل إيلات وغيرها.
وتابع: انتظرت بفارغ الصبر لحظة التخرج عام 1968، وكان هناك قرار بالتحاق كل خريجي الجامعات بالقوات المسلحة، ثم صدر قرار بالتحاق جميع المهندسين خاصة تخصص كهرباء بقوات الدفاع الجوي ، لأشارك في بناء حائط الصواريخ الجوي الذي حقق نتائج كبيرة.
واستكمل: لم يكن من الممكن التخطيط لعملية عبور مو دون بناء مظلة تحمي هذا العمل ممثلة في حائط الصواريخ، والذي ضحى العديد بأرواحهم من أجل تنفيذه، وكانت فرصة كبيرة لمصر لبدء مرحلة البناء بعد اتفاقية وقف إطلاق النار سنة 1970، واستمر في مهامه حتى نجحت مصر في العبور.
كما شهدت الفعالية كلمة للواء حسين فؤاد رئيس المكتب التنفيذي للصالون البحري بالإسكندرية عن خطة الخداع الاستراتيجي في حرب أكتوبر.