بدأت شركات التكنولوجيا الكبرى في اتخاذ إجراءات لتوسيع نفوذها الرقمي، ومن بين تلك الشركات، تبرز “ميتا” المالكة لفيسبوك وإنستجرام التي تتبنى استراتيجية جريئة لجذب المبدعين ومواكبة اهتمامهم المتزايد، في وقت يقترب فيه المشرعون الأمريكيون من اتخاذ خطوات إضافية نحو حظر تطبيق “تيك توك” في الولايات المتحدة.
وخلال الأشهر الأخيرة، أنجزت ميتا خطوات استراتيجية تهدف إلى الاستحواذ على الانتباه الرقمي الذي قد يتركه تيك توك في حال تنفيذ الحظر.
وتشمل هذه الخطوات تقديم حوافز مالية جذابة، وتطوير أدوات جديدة، بالإضافة إلى تعديلات منتج مبتكرة، مما يعكس استعدادها الكبير لتعزيز مكانتها في سوق منصات الفيديو القصير.
وقدمت “ميتا” عرضًا ماليًا مغريًا للمبدعين في محاولة لاستقطابهم بعيدًا عن تيك توك وعرضت الشركة مكافآت تصل إلى 5000 دولار للمبدعين الذين ينشرون بانتظام على منصتي فيسبوك وإنستغرام لمدة ثلاثة أشهر.
ويتطلب هذا البرنامج، الذي أُطلق تحت اسم “برنامج مكافآت الانجازات”، من المبدعين الالتزام بجدول نشر منتظم للحصول على المدفوعات.
بالإضافة إلى هذه المكافآت، قدمت ميتا أيضًا فرصًا لتحقيق الدخل من المحتوى المقدم، وأتاحت للمبدعين تجربة مجانية لخدمة “Meta Verified” المدفوعة، التي تمنح المستخدمين علامات تحقق تُعزز الظهور والوصول على المنصات.
ورغم أن هذه المبادرة كانت تهدف بشكل أساسي إلى جذب مبدعي تيك توك، إلا أن بعض المبدعين أشاروا إلى شعورهم بالتجاهل، إذ اعتبروا أن ميتا تركز فقط على المبدعين ذوي المتابعين الضخمين.
وشارك أحد المبدعين عبر منصة Reddit قائلاً: “يبدو أن المبدعين ذوي المتابعين الهائلين فقط هم من يُؤخذ في الاعتبار في برنامج مكافآت الانجازات أو أي برنامج مكافآت آخر.”
إلى جانب المكافآت المالية، قدمت ميتا عروضًا حصرية للمبدعين البارزين على تيك توك، حيث عرضت مدفوعات تتراوح بين 2500 و50,000 دولار شهريًا للنشر حصريًا على “Instagram Reels”.
وبلغ إجمالي بعض العقود حوالي 300,000 دولار على مدار ستة أشهر، مما يبرز التزام ميتا العميق بمجال الفيديوهات القصيرة والتنافس مع تيك توك.
ولم تقتصر جهود ميتا على المكافآت المالية فحسب، بل قدمت أيضًا تحديثات وتقنيات جديدة على منصاتها لجعلها أكثر ملاءمة للمبدعين.
وشملت هذه التحديثات أدوات مبتكرة على فيسبوك وإنستحرام تهدف إلى تسهيل إنتاج المحتوى وجذب المبدعين الذين يتطلعون إلى منصة تقدم لهم فرصًا أفضل لنمو جمهورهم.