تزايدت مكاسب طالبان بفضل التقدم السريع لقواتها، وهي لا تتسبب فقط في إثارة القلق بخصوص مستقبل افغانستان، إذ تمتد تداعياته إلى البلدان المجاورة في المنطقة واقتصادياتها.
مكاسب طالبان تثير قلق المستثمرين
وبحسب وكالة رويترز، تقع إيران ثم العراق إلى الغرب من أفغانستان. وتقع طاجيكستان وتركمنستان وأوزباكستان في الشمال. لكن التركيز المباشر للأسواق المالية والمستثمرين هو على باكستان في الشرق.
تعاني باكستان من مديونية عامة ضخمة وسوق أسهم ضخم، وهي معتمدة على برنامج لصندوق النقد الدولي بقيمة 6 مليار دولار.
ومن شأن تقديرات امتداد العنف لسنوات ونزوح أمواج اللاجئين إضافة المزيد من الضغوط على خططها للإصلاح المالي.
ويرى شامليا بيرنشتين، يرى قسم ديون الأسواق الناشئة لدى مؤسسة إلاينس بيرنشتين أن الوضع مربك للغاية ومن سوء الحظ أنه قد ضيع سنوات كانت المنطقة في أمس الحاجة إليها. اعتقد أن البلدان المجاورة سيتعين عليها التعامل مع أفواج اللاجئين خلال الأشهر/ السنوات القادمة.”
نزوح اللاجئين الأفغان
وتقدر وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن ما يقرب من 400 ألف أفغاني قد نزحوا من منازلهم العام الجاري وأن هناك 2.6 مليون لأجئ أفغاني في العالم، منهم 1.4 مليون في باكستان و 1 مليون في إيران.
وتراجعت بالفعل أسعار السندات الباكستانية بنسبة 8% العام الجاري.
وبالرغم من هذا، يرى الكثير من المحلليين الماليين أن السبب وراء هذا يرجع بشكل أكبر إلى تأخيرات في حصولها على أخر شريحة من أموال صندوق النقد الدولي وبقدر أقل إلى تدهور الوضع الأمني.
ولقى ما يقرب من 10 آلاف باكستاني مدني حتفهم في الهجمات التي اندلعت بين 2010 و 2015، بحسب أرقام بوابة الإرهاب في جنوب آسيا.
تراجعت هذه الأرقام منذ ذلك الحين، لكنه تظل هناك مخاوف من عودتها للصعود مجددا الآن.
وقال حسنين مالك، المحلل لدى شركة تليمر البحثية :” قد تبدأ موجة أخرى من اللاجئين وتتسرب جماعات عنيفة مكرسة لهز استقرار المناطق الحضرية والبنية التحتية خصوصا في الجانب الغربي من باكستان. سيترتب على هذا تهديد التعافي في باكستان.”
وأشار إلى أن المخاطر ستتقلص حال مشاركة طالبان في الحكومة الأفغانية.
وتحتاج باكستان لبرنامج صندوق النقد الدولي لمساعدتها على التعامل مع دين حكومي يشكل نسبة 90% من إجمالي الناتج المحلي.
ومن ناحية أخرى، يرى كيفين دالي، مدير المحافظ لدى مؤسسة أ.بي.ار.دي.” إذا سيطرت طالبان على أفغانستان، ستتزايد أهمية باكستان للولايات المتحدة.”
وسيؤدي هذا، بحسب دالي، إلى المحافظة على تدفق أموال صندوق النقد الدولي.
ويرى كي فان- بترسون، الاستراتيجي لدى مؤسسة ساكسو كابتل ماركتس في سنغافورا أن تأثير الأزمة في أفغانستان ربما يمتد لمناطق بعيدة عن أفغانستان.
وأضاف أن الكثير من اللاجئين الأفغان ربما يطلبون اللجوء في أوروبا، مثلما حدث سابقا، وربما يذهبون إلى سوريا أو غيرها من بلدان الشرق الأوسط.
وأشار إلى أن سفر اللاجئين إلى تركيا ربما يساعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على التقدم بطلبات سياسية أو مالية إلى الاتحاد الأوروبي.
وربما يؤدي هذا إلى الضغط على عملة اليورو ورفع الليرة التركية.