انطلقت اليوم الأربعاء مفاوضات صعبة ومصيرية بين عملاق صناعة السيارات الألماني فولكس فاجن ونقابات العمال ، والتي من المحتمل أن تحدد مدى جدية الشركة في تنفيذ عمليات تسريح للعمال وإغلاق محتمل لمصانع في ألمانيا.
وتشهد الشركة أجواء متوترة للغاية، حيث أدى شبح إغلاق المصانع، والذي سيكون سابقة بالنسبة للشركة في ألمانيا، إلى وضعها في مسار تصادمي مع نقابة العمال الألمانية IG Metall، التي تعهدت بمقاومة أي خطوات كهذه، بحسب ما ورد في وكالة “رويترز”.
يتعين على نقابة IG Metall التفاوض أيضًا بشأن عقود عمل جديدة لنحو 130 ألف عامل بالعلامة التجارية الرئيسية فولكس فاجن في ألمانيا، وذلك بعد أن أنهت المجموعة في وقت سابق من هذا الشهر اتفاقيات كانت قد صانت الوظائف في ستة من مصانعها غرب ألمانيا منذ منتصف التسعينيات.
تقول فولكس فاجن إن ارتفاع تكاليف الطاقة والعمالة في ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا، يضعها في وضع غير مؤاتٍ مقارنة بالمنافسين الأوروبيين وكذلك المنافسين الصينيين الذين وضعوا نصب أعينهم حصة كبيرة من سوق السيارات الكهربائية في المنطقة.
وفي تعزيز لهذه الرسالة في بداية المحادثات التي جرت في مدينة هانوفر، قال رئيس قسم الموارد البشرية في علامة فولكس فاجن التجارية إن القسم يجب أن يخفض التكاليف للحفاظ على قدرته التنافسية.
وقال أرن مايسوينكل: “ألمانيا تتخلف عن الركب في المنافسة، وعلامتنا التجارية الأساسية فولكس فاجن تتأثر بهذا الأمر بشكل خاص، إن المنافسة الدولية توشك على تجاوزنا، يجب أن نعمل معًا لإعادة هيكلة شركتنا، الوضع خطير”،مضيفا أن المهمة هي إيجاد حلول مجدية.
ستجرى المحادثات في قصر Herrenhausen، وهو مقر إقامة ملكي يعود إلى القرن التاسع عشر في هانوفر.
وتأتي هذه المحادثات في الوقت الذي تكافح فيه الصناعة الألمانية ككل مع ارتفاع التكاليف ونقص العمالة وتصاعد المنافسة، مما يدفع شركات عملاقة مثل BASF و Thyssenkrupp إلى التفكير في تقليص أنشطتها.
كما تشعر شركات صناعة السيارات الألمانية الأخرى بالضيق، حيث قامت كل من مرسيدس بنز وبي إم دبليو بخفض توقعات أرباحهما في الأسابيع الأخيرة بسبب ضعف الطلب في الصين.