نزل آلاف المتظاهرين إلى شوارع لبنان ، اليوم السبت، ثالث أيام الاحتجاجات المناهضة للحكومة، ووجهوا غضبهم نحو النخبة السياسية التي يلقون عليها بمسؤولية سقوط الاقتصاد.
وأغلق محتجون في جنوب وشرق وشمال البلاد الطرق وأحرقوا إطارات سيارات، ونظموا مسيرات في الشوارع رغم انتشار مسلحين موالين لحركة أمل الشيعية مدججين بأسلحة ثقيلة لإخافتهم.
وامتزج الغضب بأجواء احتفالية بوسط بيروت، وشارك محتجون من كل الأعمار في المظاهرات، ولوحوا بعلم بلادهم وهم يهتفون بشعارات الثورة أمام متاجر راقية ومصارف تحطمت واجهاتها في أعمال شغب شهدتها المنطقة مساء الجمعة.
وأمهل رئيس الوزراء سعد الحريري يوم الجمعة شركاءه في الحكومة 72 ساعة للاتفاق على إصلاحات من شأنها تجنيب البلاد أزمة اقتصادية، ملمحا لاحتمال استقالته إن لم يحدث هذا.
واندلعت الاضطرابات الأخيرة بدافع الغضب من ارتفاع تكاليف المعيشة وخطط فرض رسوم جديدة منها رسوم على المكالمات الصوتية عبر تطبيق واتساب، وهي خطوة تراجعت عنها السلطات سريعا بعد تفجر أكبر احتجاجات في البلاد منذ عقود.
وقال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله يوم السبت في كلمة بثها التلفزيون إن جماعته لا تؤيد استقالة الحكومة، وإن البلاد ليس لديها متسع من الوقت لمثل هذه الخطوة نظرا للأزمة الاقتصادية الحادة.
وأضاف أنه يدعم الحكومة الحالية ”ولكن بروح جديدة ومنهجية جديدة“، وأن الاحتجاجات تظهر أن الطريق للخروج من هذه الأزمة ليس بفرض ضرائب ورسوم جديدة على الفقراء ومحدودي الدخل.
لكنه قال إن الحكومة الحالية لا تتحمل وحدها مسؤولية ما آلت إليه الأمور، مضيفًا “الكل يجب أن يتحمل المسؤولية وعدم الانشغال الآن في هذا التوقيت بتصفية حسابات سياسية مع البعض وترك مصير البلد للمجهول مما سيؤدي إلى مجهول أمني وسياسي”.
ودعا كل الأطراف السياسية بما فيها حزب الله إلى تحمل المسؤولية قائلا ”أولا الكل يجب أن يتحمل المسؤولية وأن يقبل سهمه من المسؤولية عما آلت إليه الأوضاع، وثانيا أن يأتي ويشارك ويساهم في المعالجة. من يهرب، من يتخلى، من ينسحب، الشعب اللبناني يجب يحاسبه“.
ويشارك في أكبر احتجاجات يشهدها لبنان منذ أعوام متظاهرون من مختلف الطوائف والدوائر في مشهد أعاد للأذهان ثورات اندلعت في 2011 وأطاحت بأربعة رؤساء عرب، ورفع المحتجون لافتات وهتفوا بشعارات تطالب برحيل حكومة الحريري.
وفي جنوب لبنان هاجم مسلحون من حركة أمل الموالية لرئيس البرلمان نبيه بري متظاهرين سلميين مزقوا ملصقات لصورته، وهتفوا بشعارات تتهمه بالفساد، ومنعوا فرق التغطية التلفزيونية من تصوير تلك الاحتجاجات.