وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الجزائر اليوم الخميس، يحدوه الأمل فى إصلاح العلاقات المتصدعة مع دولة تتمتع احتياطياتها من النفط والغاز بأهمية استراتيجية جديدة بعد أزمة الطاقة التي تلوح في الأفق في أوروبا، بحسب موقع هيئة الإذاعة البريطانية ” بى بى سى”.
وتأتي زيارة ماكرون بعد فترة طويلة من التوتر بشأن ذكريات متضاربة لحرب الاستقلال الدامية في الجزائر. واستدعت الجزائر سفيرها لدى باريس أواخر العام الماضي لهذا السبب.
لكن البلدين أبديا منذ ذلك الحين رغبتهما في إعادة العلاقات إلى مسارها.
وازداد التوتر الدبلوماسي في أكتوبر الماضي عندما اتهم الرئيس الفرنسي “النظام السياسي العسكري الموجود في السلطة في الجزائر باستغلال الذكريات” عن الحرب لتبرير وجوده.
وكانت فرنسا، قبل ذلك بشهر، قد أغضبت الجزائر – وكذلك المغرب – بخفض عدد تأشيرات السفر التي تصدرها بشكل حاد.
وجاء ذلك ردا على ادعاءات بأن كلا البلدين في شمال إفريقيا كانا يعرقلان إعادة رعاياهم الموجودين في فرنسا بشكل غير قانوني.
وسيلتقي ماكرون خلال الزيارة، إلى جانب جدول الأعمال التقليدي للمحادثات مع الرئيس عبد المجيد تبون وزيارات النصب التذكارية، سيلتقي برواد أعمال شباب في العاصمة الجزائر.
ويزور الجمعة في مدينة وهران الغربية متجر أسطوانات شهير يعد مركزا لموسيقى الراي الجزائرية التقليدية ويشاهد عرضا لرقص البريك دانس.
الهدف الرئيسي للزيارة هو تهيئة الظروف لتوثيق التعاون في القضايا الاقتصادية والأمنية
ويقول محللون إن الزعيم الفرنسي سيتعرض لضغوط للإدلاء بتصريح علني يعترف بمخاوف الجزائر بشأن كيفية تذكر حرب الاستقلال. لكنهم يضيفون أن الهدف الرئيسي للزيارة سيكون تهيئة الظروف لتوثيق التعاون في القضايا الاقتصادية والأمنية الملحة.
وقال حسني عبيدي، مدير مركز جنيف لأبحاث العالم العربي والبحر الأبيض المتوسط: “لا يصحب الرئيس مثل هذا الوفد الكبير ، ومن بينه وزراء الخارجية والدفاع والاقتصاد والداخلية ، ويبقى لمدة يومين، إذا كان كل ما سيناقشه هو الماضي”.
ويضيف عبيدي أن الجزائر، باحتياطياتها الهائلة من النفط والغاز – والكثير منها لا يزال غير مستغل – وبخطوط الأنابيب التي تربطها بإيطاليا وإسبانيا، تعد في وضع جيد، “ليس لتحل محل روسيا ولكن لمساعدة أوروبا بالتأكيد في إمداداتها من الطاقة على المدى المتوسط”.