تمكن نحو 400 حرفي مصري متخصص في الأعمال التراثية والديكور المنزلي، من تسويق منتجاتهم في معرض للمشغولات التراثية ، على الرغم من الركود الحاد الناجم عن انتشار مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19).
إنطلاق معرض للمشغولات التراثية
ومن المقرر أن يستمر المعرض، الذي يحمل اسم “البازار”، وينظمه جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، في القاهرة حتى 20 مارس الجاري.
وشارك العارضون، في هذا الحدث بآلاف المنتجات التراثية مثل المشغولات المصنوعة يدويا من الجلود والأقمشة والخشب، بالإضافة إلى الأثاث والديكورات المنزلية، والكليم اليدوي، والإكسسوارات النسائية، والمنتجات النحاسية والزجاجية، والمطرزات، والتابلوهات، ووحدات الإضاءة، والسيراميك، وأدوات المطبخ.
وقالت منى شبانة، وهي سيدة تصنع مفارش الأسرة والموائد المصنوعة يدويا بالإضافة إلى اللوحات الجدارية، إن “مثل هذه المعارض لا تساعدنا في تسويق منتجاتنا فحسب، بل تساعد أيضا المهن اليدوية النادرة على البقاء وحمايتها من الانقراض”.
إحياء الحرف التقليدية
وأكدت شبانة، لوكالة أنباء ((شينخو))، أن “هذه الفعاليات تساعد في إحياء الحرف التقليدية، كما أنها تساعد أصحاب المشاريع الصغيرة من خلال فتح منافذ لتسويق منتجاتهم، خاصة بعد الانخفاض الكبير في المبيعات منذ تفشي الوباء”.
وأوضحت أن “حركة البيع جيدة جيدا في المعرض، والزبائن يقدرون حقا الأعمال اليدوية، لأنهم يعلمون أن مثل هذه المنتجات ذات ذوق رفيع وجودة عالية”.
وأشادت منى شبانة، التي تعمل في هذا المجال منذ عقود، بجهود الحكومة لإقامة مثل هذه المعارض، التي تساعد الحرفيين في بيع منتجاتهم بشكل سلس، مشيرة إلى أن عدد الفعاليات المماثلة قد زاد بشكل ملحوظ في السنوات القليلة الماضية.
المعرض يعج بالزوار
وفي إحدى زوايا المعرض، كانت تامي شبانة، وهي فنانة في منتصف العمر متخصصة في تلوين وتزيين الأدوات المنزلية المصنوعة يدويا، منشغلة في عرض أعمالها الفريدة على الزبائن.
وقالت لـ ((شينخو))، “كما ترون، فإن المعرض يعج بالزوار، وهذا يعني أن الناس معجبون حقا بأعمال التراث المصنوعة يدويا”.
ولفتت إلى أن إقامة المعارض المتعلقة بالتراث، والخاصة بأصحاب الأعمال الصغيرة، يمكن أن تكون دفعة لعملهم، الذي تباطأ في الأشهر الأخيرة بسبب القيود المتعلقة بفيروس كورونا.
وتابعت “لقد تأثر عملي بالفعل بانتشار الوباء، حيث يركز الناس أكثر على شراء الاحتياجات الأساسية في ظل الظروف الحالية”، مضيفة أن الحكومة نظمت عددا من المعارض في الأشهر الأخيرة لمساعدة أصحاب الأعمال على تسويق سلعهم.
وكشفت عن أن مشاركتها في مثل هذه الفعاليات تساعدها على التواصل مع الحرفيين الآخرين، لتبادل الخبرات وخلق أفكار فنية جديدة.
أسعار معقولة
ويعد المعرض أيضا المكان المناسب للزوار، حيث يمكنهم العثور على جميع المنتجات المصنوعة يدويا بأسعار معقولة.
وقال خالد شرارة، إن “هذه هي المرة الأولى التي أزور فيها معرض البازار، لقد زرت معارض أخرى، لكن هذا المعرض فريد حقا ويختلف عن غيره من المعارض، بسبب كثرة العارضين وتنوع المعروضات”.
وأوضح شرارة، أن “إقبال الزائرين مرتفع حقا، مما يعكس اهتمام الناس بشراء المنتجات المصنوعة يدويا”، مشيرا إلى أن مثل هذه الفعاليات تساعد الناس على الحصول على كل ما يبحثون عنه في مكان واحد.
وأردف الرجل الثلاثيني، “عادة ما أشتري أثاث وديكورات منزلية تراثية مصنوعة يدويا.. فهذه الأعمال لا تقدر بثمن، لأنها تعيدنا إلى الماضي، وتساعدنا في إبقاء تراثنا حيا”.
متحف تراثي كبير
بدوره، قال محمد مجدي، وهو زائر آخر، إنه قضى ساعات طويلة يتجول في المعرض، الذي وصفه بأنه “متحف تراثي كبير”.
وتابع مجدي، الذي يعمل محاسبا ويبلغ 25 عاما، في تصريحات لـ ((شينخو))، أن “هذه المشغولات الرائعة، التي تمثل ثقافتنا وتراثنا، لا تقدر بثمن”.
وختم “أنا مولع باقتناء القطع الفنية التراثية المصنوعة يدويا.. وورثت هذه الهواية عن والدي”.
يشار إلى أن هذه المادة نقلا عن وكالة شينخوا الصينية بموجب اتفاق لتبادل المحتوى مع جريدة المال.