قفز معدل إشغال المساكن المؤجرة الأمريكية إلى %97 خلال يوليو الماضى، ليسجل أعلى مستوى فى تاريخها مما جعل أصحاب العمارات يرفعون الإيجارات بحوالى %17 عن الشهر السابق لتسجل أيضا أعلى قيمة إيجارية فى تاريخ الولايات المتحدة.
وذكرت وكالة بلومبرج أن الولايات المتحدة تعانى من نقص شديد فى الشقق الرخيصة التى هوى عددها إلى أدنى مستوى منذ فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية على الأقل لدرجة أن الأمريكيين يوقعون حاليا وفى غضون ساعات قليلة عقود الإيجار بمجرد العثور على مثل هذه الشقق بعد أن أجلوا تغيير مساكنهم منذ ظهور وباء كورونا فى مارس من العام الماضى.
ويتهافت الملايين على تأجير الشقق بعد أن أدى وباء كورونا إلى اتجاه الأمريكيين إلى شراء منازل واسعة وبحدائق فى الضواحى ليعملوا منها بسبب فرض قيود على العمل لمنع انتشار العدوى من «كوفيد- 19» مما ساعد على رفع أسعار هذه المنازل لمستويات غير مسبوقة.
وارتفعت الإيجارات خلال الشهر الماضى فى العديد من المدن الأمريكية ومنها «فينيكس» بولاية أريزونا بحوالى %16.5 و لاس فيجاس بولاية نيفادا بأكثر من 12.9 %بعد أن زاد متوسط دخول الأمريكيين الذين يبحثون عن شقق إلى مايقرب من 70 ألف دولار فى السنة ليسجل أعلى مستوى فى تاريخهم.
وانتعشت أيضا هذا العام استثمارات شركات «وول ستريت» فى المشروعات العقارية ومنها شركة «جونز لانج لاسال» التى اشترت حصة بحوالى 1.2 مليار دولار فى محفظة تضم أكثر من 4 آلاف عقار سكنى واتفقت شركة «سام زيل» مع «تول براذرز» على استثمار 1.9 مليار دولار فى شراكة بينهما لتطوير مشروعات عقارية سكنية فى مناطق محطات المترو فى أنحاء المدن الأمريكية كما أعلنت شركة KKR & Co. عن بناء وحدات سكنية جديدة للإيجار تكفى كل منها لأسرة صغيرة.
وصعدت أيضا مبيعات المنازل الجديدة الصغيرة بحوالى %10 خلال الشهر الماضى لتتجاوز 708 آلاف وحدة بالمقارنة مع توقعات خبراء الاقتصاد فى وكالة بلومبرج والتى بلغت 697 ألف وحدة ومع حوالى 701 ألف وحدة فى يونيو من هذا العام.
وكانت مبيعات المنازل الجديدة تراجعت فى يونيو الماضى إلى أدنى مستوى منذ أبريل 2020 بسبب استمرار انتشار فيروس كورونا الذى أصاب ما يقرب من 39 مليون أمريكى وأودى بحياة 636.8 ألف ضحية لتتصدر العالم الذى يعانى من حوالى 216 مليون حالة و 4.5 مليون وفاة حتى الآن.
ورغم ارتفاع أسعار المنازل الجديدة الصغيرة بمتوسط %18.4 هذا العام لتتجاوز 390 ألف دولار مقارنة مع العام الماضى لتسجل أعلى مستوى فى تاريخها بسبب قلة المعروض نتيجة توقف المشروعات العقارية بسبب قيود كورونا منذ العام الماضى إلا أن المطورين العقاريين يحاولون تلبية الطلب المرتفع على المنازل الصغيرة والشقق المؤجرة مع تزايد قروض المستهلكين الذين يريدون الاستفادة من أسعار الفائدة المتدنية والتى أدت إلى ارتفاع الطلب على شراء هذه الوحدات السكنية.
ورغم أنه يوجد حاليا أكثر من 367 منزلا جديدا واسعا وصغيرا معروض للبيع فى السوق الأمريكية فإن حوالى %29 منها لم يكتمل تشطيبها كما أن هناك 226 ألف منزل جديد لايزال تحت الإنشاء حتى الآن ليسجل أعلى مستوى منذ الأزمة المالية العالمية فى عام 2008 بينما تبلغ نسبة الوحدات السكنية الكاملة التشطيب والجاهزة للسكن أقل من %10 من إجمالى العقارات المعروضة للبيع.
وساعدت قيود كورونا التى فرضتها حكومة واشنطن لمنع انتشار العدوى خلال العام الماضى وانتقال الناس لمنازل واسعة للعمل منها، إلى ارتفاع نسبة عدد المستهلكين الذين اشتروا منازل لأول مرة إلى %40 من إجمالى مبيعات المنازل بزيادة %19 عن نسبتهم فى عام ما قبل الوباء.