شهدت الساحة الإعلامية، في الفترة الأخيرة، انتشار عدد كبير من مراكز التدريب الإعلامي التي تعلن عن برامج تدريبية على مهارات كيف تصبح مذيعا أو مخرجا أو معدا.. إلخ، وتعالت شكاوى بعض من التحق بهذه الدورات من عدم احترافية من يديرونها وهزال محتواها العلمي، وأنها في النهاية لا تخرج عن كونها نوعا من أنواع “السبوبة” التي لا تهدف سوى الربح، وهو الأمر الذي طرح بقوة التساؤلات حول من المسئول عن تقنين أوضاع هذة المراكز، ووضع معايير منضبطة لها لتقدم لروادها تدريبا حقيقيا بأساليب علمية لتصنع منهم كفاءات علمية متميزة قادرة على ضبط إيقاع العمل الإعلامي في بلادنا.
محمد الطوبجى: على الأعلى الإعلام تنظيمها
وتعليقًا على هذه الظاهرة ، قال محمد الطوبجى، المذيع بالتليفزيون المصرى والحاصل على ماجستير تطوير مهارات مقدم البرامج، إنه يجب على ونقابة الإعلاميين أن تحد من تلك المراكز التى تعتمد على السبوبة.
وأكد أنه لابد أن يتم اعتماد تلك المراكز و دوراتها من قبل النقابة أو المجلس، وذلك حتى لا تتحول إلى نصب على الشباب، وأداة لتعليمهم وتدريبهم على الإعلام بشكل خاطئ ، لأن القائمين عليها ليس لديهم خبرة كافية.
ومن المفترض أن يمتلك المدرب مهارات المذيع، وهى الجذب من خلال الصوت والجسد، والتدريب على طبقات الصوت.
كما وجه الطوبجى رسالة إلى طلاب الإعلام ألا يتسرعوا بالالتحاق بدورات، إلا التي تنظمها جهات معتمدة حتى يكونوا تحت مظلة معترف بها.
وأضاف الطوبجى أن هناك مراكز كتيرة تستغل حلم الكثير من الشباب في العمل كمذيعين أو معلقين أو العمل بالعلام بوجه عام، مؤكدا أن هذه المراكز لا تستهدف سوى “السبوبة” دون أية مناهج تدريبية حقيقية.
أيمن عدلى: بعض المركز اتخذت الطلاب وسيلة للأرباح
أما أيمن عدلى، رئيس لجنة التدريب بنقابة الإعلامين وعضو مجلس النقابة، فأشار إلى أن هناك حاليا العديد من المركز التدريبية التي اتخذت من الطلاب وسيلة لتحقيق الأرباح ليس إلا، بينما العديد منها ليس له علاقة بالإعلام.
وأكد أن المراكز الرسمية مثل المراكز التابعة لنقابة الإعلامين ومعهد الإذاعة والتلفزيون ومركز الأهرام الإقليميى هي مراكز تحت مظلة قانونية معتمدة من الجهات المختصة، التى تكون هى جهة ثقة للطلاب.
ولفت إلى ضرورة أن يضع المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام خلال الفترة المقبلة معايير للضوابط الإعلامية، وأن يتم تقنين تراخيص وأوضاع التدريب الإعلامي بواسطة المجلس الأعلى لتنظيم الأعلى ونقابة الإعلاميين.
وأوضح عدلى أن التدريب يحتاج إلى مهارات وشروط لا تتوافر فى الكثير ممن يدعون أنهم مدربون، لذا فالنقابة سيكون لها دور الفترة المقبلة فى تنظيم العديد من الدورات التدريبية التى تهتم بالإعلام الجديد والديجيتال، موظفة لتحقيق ذلك الغرض مدربين وأسماء وكفاءات أجنبية تتميز بالخبرات، لأنه يتطلب قدرات ومهارات مميزة لن يأتى إلا على يد الكفاءات متميزة، واختتم عدلى أن لديهم طموحا كبيرا لإعداد جيل جديد من شباب الإعلاميين، يقود إلى الدولة المصرية إلى بر الأمان فكريا وثقافيا وإعلاميا وسياسيا.
وأكد أن ملف التدريب سيكون من أولويات النقابة في الفترة المقبلة، سواء من حيث المناهج أو من حيث أسعار الدورات التى تبالغ فيها مراكز التدريب التى انتشرت بشكل كبير فى الفترة الأخيرة، وسيكون هناك تقنين للأوضاع حتى لا ينخدع المصريون في تلك المراكز التى تعطى شهادات بلا قيمة، مؤكدا أن هذا سيتم خلال فترة وجيزة، وسيتفق البرلمان أو المجلس والجهات المسئولة على تقنيين أوضاع الإعلام حتى تكون رسمية وفقا للقانون والدستور.
إبراهيم الصياد: أسعار كورسات الإعلام مبالغ فيها
وأوضح إبراهيم الصياد، رئيس قطاع الأخبار الأسبق وعضو مجلس أمناء المنتدى المصرى للإعلام، أن هذه المراكز يجب أن تخضع لنقابة الإعلاميين، أو تكون تابعة لمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام الذى يضع ضوابط معينة وشروط بممارسة التدريب حتى لا يحدث تحايل من المتدربين، مؤكدا أن هناك مراكز تدريب تخدع الطلاب بأنها ستوفر لهم فرص عمل فى إحدى القنوات، فهذا يعطى أملا للطلاب ويقعون فى فخ أن هناك إمكانية للعمل.
وأكد الصياد أن هناك مراكز تدريب داخل جامعة القاهرة مهمة جدا، وليس هدفها الربح، وبها مدربون ذوي كفاءة واستديوهات جيدة.
ولفت الصياد إلى أن التدريب الإعلامى مكلف، بينما نجد بعض الجهات تقوم بالتدريب بأسعار زهيدة، وعادة ما تقبل عددا كبيرا من المتدربين، من 30 إلى 40 متدربا فى المحاضرة؛ ما يجعل الاستيعاب قليلا بالنسبة للمتدرب، مضيفا أنه من الأفضل أن يكون التدريب عمليا بنسبة 80% لأنه هو الأفضل فى توصيل المعلومة.
كما أن هناك مراكز تدريب تعطى شهادات للمتدرب، وهي لا تعدو أن تكون ورقة مكتوب عليها كلمتان، فيتخيل المتدرب أنه حصل على شهادة توصله للعمل الإعلامى.
وأوضح الصياد أن أسعار الكورسات فى مجال العمل الإعلامى مبالغ فيها، ولا يجب أن لا تزيد عن 10 آلاف جنيه، لإعطاء فرصة جيدة ليستفيدوا.
وأضاف أن هناك مراكز تعطى كورسات فى الغردقة وفى فندق خمس نجوم، والطلاب يحصلون على شهادة لكن الفئة المستهدفة من هذه المراكز هم “العرب” لكنها بأسعار مبالغ فيها، كما أن هناك نوعية مختلفة من مراكز التدريب تعطى كورسات متنوعة “لغة إنجليزية وكورسات كمبيوتر وكورسات إعلام، وهذا فى حد ذاته خطأ كبير لأنه يجب أن يكون المركز متخصص فى الإعلام.
وتباع الصياد أنه يجب على الطلاب الذين يرغبون فى التدريب الإعلامى أن يتوجهوا إلى مراكز تدريب معتمدة من النقابة أو المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام أو كلية الإعلام، والابتعاد عن مراكز التدريب غير الموثوق فيها.