تعتزم شركة تابعة لـ”هون هاي بريسيجن إنداستري ،” أكبر شركة متعاقدة على تصنيع هواتف الآيفون ، بيع حصة الأقلية غير المباشرة الخاصة بها في “تشينغهوا يونيغروب” الصينية، في أحدث إشارة إلى أن صناعة الرقائق بالصين تصبح أكثر انعزالاً عن بقية العالم.
ستبيع شركة “فوكسكون إندستريال إنترنت”، المدرجة في الصين والتابعة لـ”هون هاي”، الأسهم إلى “يانتاي هايكيو أي سي إنفستمنت سنتر” بما لا يقل عن 5.38 مليار يوان (772 مليون دولار)، وفقاً لإفصاح للبورصة، الجمعة.
مصنعة هواتف الآيفون
قالت “هون هاي”، في بيان منفصل، إنها قررت بيع الحصة لتجنب عدم اليقين، بسبب تعذر استكمال الاستثمار حتى الآن. ورغم أن الشركة صغيرة نسبياً، فإن اهتمامها بصانعة الرقائق الصينية أثار مخاوف من حكومة تايوان، نظراً لأن “تشينغهوا يونيغروب”، التي تدعمها الدولة، تُعدّ إحدى أبرز شركات أشباه الموصلات في الصين.
يتعامل الحزب الشيوعي الحاكم في الصين مع الجزيرة، التي تحكم نفسها بمعزل عن الصين، باعتبارها جزءاً من البر الرئيسي. وأثارت زيارة رئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي، إلى تايوان في أغسطس، التوتر بين الجانبين، إذ أجرت بكين تدريبات عسكرية غير مسبوقة في المياه المحيطة بالجزيرة. واستمرت الصين في إرسال طائرات حربية بمسارات طيران مستفزة بمضيق تايوان.
معارضة الاستثمار
عارضت الحكومة التايوانية الاستثمار، وأرادت أن تتخارج “هون هاي” من الصفقة، وفقاً لتقرير أصدرته صحيفة “فاينانشيال تايمز” في أكتوبر. قالت الحكومة في ذلك الوقت إن الأمر قيد الدراسة.
تملك “فوكسكون” الحصة في “يونيغروب” بشكل غير مباشر من خلال “شينغوي (قوانغتشو) إنفستمنت بارتنرشيب”. استثمرت “شينغوي” في شركة “بيجينغ جيقوانغشين”، وهي الشركة الأم لـ”تشينغهوا يونيغروب”، من خلال شركة تابعة، وفقاً لإفصاح سابق بالبورصة.
تُعدّ “هون هاي”، المعروفة باسم “فوكسكون”، أكبر شركة متعاقدة على تصنيع هواتف “أيفون”، التي تنتجها شركة “أبل”، وتشغل عدداً من مصانع التجميع في بر الصين الرئيسي.
لم ترد “تشينغهوا يونيغروب” على استفسارات “بلومبرغ نيوز” للتعليق خارج ساعات العمل.
قيود الولايات المتحدة على الصين
تواجه جهود بكين لتطوير سلسلة إمداد مكتفية ذاتياً داخل البلاد تحديات متصاعدة، إذ إن الولايات المتحدة وحلفائها يقتربون من فرض قيود بشكل مشترك بشأن حصول الشركات الصينية على تقنيات متقدمة في أشباه الموصلات.
ضمّت حكومة الولايات المتحدة، في وقت سابق من الأسبوع الجاري، العشرات من شركات التكنولوجيا الصينية إلى ما تسميه “قائمة الكيانات”، ما يجعل من شبه المستحيل بالنسبة لهذه الشركات أن تحصل على مكونات أجنبية حيوية، ويُصعِّد خلافاً تجارياً بين أكبر اقتصادين في العالم.
جاءت تحركات واشنطن بعد تطبيق إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لضوابط شديدة على الصادرات منذ شهرين، لمنع الصين من شراء أو تصنيع أشباه الموصلات الرائدة في المجال، وهي عنصر أساسي لكي تتخطى الدولة الآسيوية الولايات المتحدة في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة الفائقة.
ذكرت “بلومبرغ نيوز” أن حلفاء رئيسيين للولايات المتحدة، من بينهم هولندا واليابان، يخططون، على الأقل، لتبني بعض القواعد الجديدة للولايات المتحدة أيضاً.