تعكف شركة سيمنس مصر لتنفيذ عدة أعمال مقاولات كبرى فى عدد من المشروعات القومية، منها العاصمة الإدارية الجديدة، التى تعمل فيها بالتحالف مع «حسن علام» للإنشاءات لإقامة المركز القومى للتحكم فى الطاقة بالعاصمة الإدارية؛ بخلاف توقيع مذكرة تفاهم مع هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات ومركز تحديث الصناعة، لتأسيس وتجهيز أول مركز إبداع فى الجيل الصناعى الرابع بمدينة المعرفة.
«المال» أجرت حوارًا متكاملًا مع مصطفى الباجورى، الرئيس التنفيذى لشركة سيمنس مصر للحديث عن المشروعات التى تقوم بها الشركة فى السوق المحلية ورؤيته لمناخ الاستثمار والخطط المستقبلية.
مذكرة تفاهم مع «العربية للتصنيع» و«فايبر» لتنفيذ نظام التطبيقات الذكية لإدارة وتشغيل مدينة المعرفة
وخلال الحوار، أوضح أن شركته تقوم بنشر أحدث الحلول التكنولوجية الذكية بالعاصمة الإدارية، حيث نتعاون مع «فايبر مصر» فى إقامة مركز عمليات التشغيل فى مدينة المعرفة، كما نتعاون مع EMAS فى توريد نظم التحكم منخفضة الجهد للبرج الأيقونى فى قلب العاصمة الجديدة.. وإلى نص الحوار..
المال: ما المشروعات التى تقوم بها «سيمنس» حاليًا داخل السوق المصرية؟
الباجوري: تشارك «سيمنس» فى تنفيذ العديد من المشروعات فى مصر، إذ تقدم أحدث حلولها وتطبيقاتها التكنولوجية الداعمة لخطط التنمية المستدامة فى البلاد، باعتبارنا شريكًا موثوقًا به بالسوق المحلية.
ففى عام 2021، وقعت سيمنس على مذكرة تفاهم مع هيئة قناة السويس، تتضمن خطوات تنفيذ الأهداف الاستراتيجية للهيئة حتى عام 2023، بهدف وضع البرامج التدريبية لتنمية مهارات وكفاءات الكوادر البشرية فى الهيئة، طبقًا لأعلى المعايير العالمية، ووضع وتنفيذ منظومة متكاملة للتحول الرقمى طبقًا لأرقى المستويات، إضافة لتوقيع بروتوكول تعاون مع الهيئة القومية للإنتاج الحربى وشركة KAMS للهندسة والمقاولات فى مجالات الربط الرقمى لمنصات البترول البحرية وآبار البترول البرية مع غرفة التحكم المركزية، والتعاون فى تصنيع اللوحات الكهربائية منخفضة ومتوسطة الجهد والمحركات الكهربائية ومغيرات السرعة.
كما وقعت سيمنس أيضًا بروتوكول تعاون مع هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات «إيتيدا» ومركز تحديث الصناعة، لتأسيس وتجهيز أول مركز إبداع بالجيل الصناعى الرابع فى مدينة المعرفة بالعاصمة الجديدة، يستهدف دعم وتحفيز التقدم التكنولوجى، إضافة إلى مذكرة التفاهم الموقعة مع الهيئة العربية للتصنيع وشركة فايبر مصر التى يتم بموجبها تنفيذ نظام التطبيقات الذكية لإدارة وتشغيل مدينة المعرفة فى العاصمة الإدارية الجديدة.
وفى عام 2020، وقعت سيمنس عقدا خاصا بالتحالف الذى يضم سيمنس للبنية التحتية الذكية وحسن علام للإنشاءات لإقامة المركز القومى للتحكم فى الطاقة بالعاصمة الإدارية الجديدة الذى سيقوم بنشر عدد من البرمجيات والمعدات المتطورة لمراقبة وإدارة والتحكم فى شبكات نقل الجهد الفائق (220 كيلو فولت و500 كيلو فولت)، ومحطات توليد الطاقة فى جميع أنحاء مصر.
ووقّعت سيمنس أيضًا بروتوكول تعاون مع الهيئة العربية للتصنيع لنقل الخبرات فى مجالات التحول الرقمى والتدريب التقنى وآليات الثورة الصناعية الرابعة، إضافة الى مذكرة التفاهم الموقعة مع وزارة التجارة والصناعة ووزارة التربية والتعليم عام 2019 لتحسين مستوى تنافسية الصناعة المصرية، من خلال توفير حلول ذات مستوى عالمى فى مجالى التحول الرقمى والتشغيل الآلى، وتنمية وصقل مهارات القوى العاملة فى السوق المحلية.
هناك أسس متينة لمشاركة القطاع الخاص بصورة فعالة فى العملية التنموية
المال: كيف تقيمون مناخ الاستثمار فى مصر حاليا؟
الباجوري: نجحت الحكومة المصرية فى تنفيذ مجموعة من الإصلاحات الاقتصادية والهيكلية على مستوى الاقتصاد الكلى، للتغلب على أية معوقات تواجه المستثمرين، إضافة لتطبيق عدد من الحوافز الاستثمارية المتميزة، وهو ما كان له أكبر الأثر فى المساعدة على استقرار ونمو الاقتصاد المصرى، ووضع أسس متينة لمشاركة القطاع الخاص بصورة فعالة فى العملية التنموية.
من ناحية أخرى، ساهمت النهضة الاقتصادية الشاملة التى تشهدها البلاد والمتمثلة فى مشروعات الطرق والكبارى والمدن الجديدة والسكك الحديدية والمناطق الصناعية والزراعية وغيرها، فى إيجاد بيئة عمل جاذبة للمستثمر الأجنبى.
900 شركة ألمانية تتطلع لتنفيذ وتسليم المشروعات والاستثمار فى البنية التحتية
وللتأكيد على ذلك، يوجد حوالى 900 شركة ألمانية عاملة فى مصر يتطلع العديد منها لتنفيذ وتسليم المشروعات والاستثمار فى البنية التحتية والقطاع الصناعى والمدن الجديدة، مثل العاصمة الإدارية الجديدة.
ومن خلال الدور المحورى الذى يلعبه القطاع الصناعى الرقمى فى التنمية المستدامة والتنوع الاقتصادى فى البلاد، فإن التطور التكنولوجى الهائل سيتيح للقطاع الصناعى تحقيق التقدم المرجو بصورة أسرع وأكثر كفاءة مقارنة بالأساليب التقليدية، خاصة فى تنفيذ خطط التصنيع الرقمى الحديثة، وهنا يبرز دور سيمنس فى دعم وتطوير البنية التحتية للمستقبل وتقديم أحدث التطبيقات والحلول التكنولوجية التى تحتاج إليها البلاد أثناء انتقالها للمرحلة التالية من استراتيجيتها التنموية والتى تستهدف أيضًا حماية البيئة وتوفير فرص عمل جديدة وتنظيم برامج تدريبية لتأهيل القوى العاملة المحلية.
المال: ما إجمالى استثماراتكم فى السوق المصرية؟
الباجوري: حجم أعمال «سيمنس» فى مصر كبير ومتنوع، كما أنها توفر الآلاف من فرص العمل للمصريين، إضافة لتنفيذ عدة مشروعات تتجاوز قيمتها مليارات الدولارات، بهدف إقامة بنية تحتية مستدامة فى البلاد الى جانب تقديم أحدث ابتكاراتها التكنولوجية للمساعدة فى دفع وتحفيز الخطط التنموية التى تطمح لها الدولة المصرية.
وقمنا منذ سنوات قليلة بتنفيذ وتسليم المشروع العملاق لتوليد الطاقة، وتعمل شركة سيمنس لنظم النقل حاليًا على تنفيذ أول منظومة من نوعها للسكك الحديدية الكهربائية عالية السرعة، إضافة لمساهماتنا البارزة فى خطط التحول الرقمى وتنمية المدن الذكية فى مصر.
ومن أهم المشروعات التى نعمل عليها حاليًا، العاصمة الإدارية الجديدة التى نقوم فيها بنشر أحدث الحلول التكنولوجية الذكية، إذ نتعاون مع فايبر مصر فى إقامة مركز عمليات التشغيل فى مدينة المعرفة بالعاصمة الإدارية، كما نتعاون مع EMAS فى توريد نظم التحكم منخفضة الجهد للبرج الأيقونى فى قلب العاصمة الجديدة.
وإضافة لذلك، تتولى سيمنس إقامة المركز القومى للتحكم فى الطاقة بالتعاون مع حسن علام للإنشاءات، إذ نتوقع استكمال هذا المشروع خلال الأشهر القادمة.
ومؤخرًا قمنا بتسليم نظم المراقبة والتحكم والاتصالات لنفق الشهيد أحمد حمدى 2، والذى يمثل مشروعًا كبيرًا وانجازًا هامًا فى مسيرة تعاوننا مع الحكومة المصرية.
المال: هل هناك نية لزيادة استثماراتكم فى السوق المصرية؟
الباجوري: هناك العديد من المشروعات المستقبلية التى نسعى من خلال مشاركتنا فيها إلى تحفيز ودعم الرخاء الاقتصادى وخطط التنمية المستدامة فى مصر، باعتبارنا أحد الشركاء الموثوقين للدولة والقطاع الخاص، إذ تقوم «سيمنس» بنشر أحدث تطبيقاتها وحلولها التكنولوجية لتحفيز التغيير ودعم التطور الاقتصادى والاجتماعى فى البلاد، بجانب تطبيق أحدث المعدات والبرمجيات لإقامة المصانع ونظم النقل الذكية والبنية التحتية المتطورة من أجل المستقبل.
المال: ما القطاعات التى ترونها جاذبة للاستثمار، ولماذا؟
الباجوري: هناك توجه عالمى نحو المدن الذكية والحلول الذكية التى تعتمد على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى وإنترنت الأشياء، وهى حلول تكنولوجية لا غنى عنها فى تحسين بيئة الأعمال والعمليات التشغيلية للقطاعات الاقتصادية المتنوعة والحياة اليومية للمواطنين بشكل عام.
وتعمل «سيمنس» على تحفيز التحول الرقمى فى مصر وفى الشرق الأوسط، من خلال دمج التكنولوجيا الحديثة وتطبيقاتها العملية التى تنتمى للجيل الرابع من الثورة الصناعية فى المصانع الذكية، ونشر تكنولوجيا التشغيل الآلى فى التصنيع المحلى وتوفير البرامج التدريبية فى مجالى التشغيل الآلى وتقنيات التحول الرقمى، إضافة لتوفير الدعم اللازم فى مجالات محاكيات الابتكار الصناعى والمصانع الذكية بطريقة تساهم فى نقل المعرفة وتنمية القطاع والتوافق مع التطورات العالمية وزيادة مستوى تنافسية المنتجات المصرية فى الأسواق المحلية والعالمية.
وفى مصر، تقوم سيمنس بنشر حلولها التكنولوجية الحديثة التى تعتمد على مستشعرات البنية التحتية والبيانات المستمدة منها.
وفى المستقبل ستتصل الصناعات والبنى التحتية وشبكات الطاقة والمواصلات وتتفاعل مع بعضها البعض لتصبح أكثر كفاءة ومرونة لعقود طويلة قادمة.
المال: كيف ساهمت «سيمنس» فى التحول الرقمى للقطاع الصناعى فى مصر؟
الباجوري: تتسارع الجهود المصرية فى مجال التحول الرقمى لكى تصبح مصر مركزًا اقليميًا للابتكار والابداع الرقمى فى المنطقة؛ وبالطبع ستدعم هذه الجهود رؤية مصر 2030 التى تستهدف خلق اقتصاد قائم على المعرفة والعلم، وتحقيق الريادة فى مجالات الابتكار المختلفة، مع ضمان الأمن الإلكترونى للمعلومات والبيانات، وتحقيق التنمية المستدامة وتحسين جودة حياة المواطنين.
كما تشارك «سيمنس» فى مساعدة المهندسين والفنيين المصريين على اكتساب مهارات جديدة من خلال البرامج التدريبية التى تنظمها فى مجال التحول الرقمى وحلول التشغيل الآلى وتقنيات المدن الذكية عن طريق معاملنا المنتشرة فى الجامعات المصرية والهيئات المختلفة مثل الهيئة العربية للتصنيع و نقابة المهندسين المصريين.
المال: ما جهود الشركة لدعم خطط التحول الرقمى فى البلاد؟
الباجوري: مع مضى مصر قدمًا فى تنفيذ استراتيجية التحول الرقمى، تؤكد «سيمنس» التزامها ومشاركتها الفعالة فى دعم خطط الدولة عن طريق تقديم أحدث الحلول والتطبيقات التكنولوجية لتنمية وتطوير المدن المصرية الجديدة والمصانع الذكية والبنية التحتية الرقمية، من خلال بروتوكولات التعاون المشتركة التى تم توقيعها مع مختلف الهيئات الحكومية لتطبيق منظومة شاملة للتحول الرقمى على أعلى مستوى.
وفى هذا الإطار، وقّعت «سيمنس» فى أبريل 2021 مذكرة تفاهم مع هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات ومركز تحديث الصناعة، لتأسيس وتجهيز أول مركز إبداع فى الجيل الصناعى الرابع فى مدينة المعرفة بالعاصمة الإدارية الجديدة.
ويستهدف المركز دعم وتحفيز التقدم التكنولوجى عبر رفع الوعى بالتطبيقات والحلول التكنولوجية الجديدة، وتطبيقاتها العملية فى المصانع الذكية، وتبنى استخدام التكنولوجيا المتطورة فى التصنيع المحلى، وكذلك فى التدريب على التشغيل الآلى وتقنيات التحول الرقمى، بما يسهم فى نقل المعرفة، وتطوير القطاع الصناعى.