تعتزم شركة مصر للقياس والتحكم القابضة (MMC Holding) استثمار نحو 1.6 مليار جنيه -تمول ذاتيًا- فى خطة طويلة الأمد تنتهى فى 2031.
كشف ذلك محمد فؤاد، الرئيس التنفيذي، والمساهم الأكبر فى الشركة فى حوار مع «المال»، تطرق خلاله إلى الاستراتيجية التحولية التى تبنتها الشركة منذ عام 2019، لتعظيم حصتها السوقية، وزيادة الصادرات، والتوسع فى النشاط، وخطتها الاستثمارية الحالية والمستقبلية، إضافة إلى التحديات الاقتصادية وكيفية مواجهتها.
وتتخصص MMC فى تصنيع أدوات القياس الخاصة بأفران الصهر فى الصناعات الثقيلة (الحديد والصلب)، أسسها المهندس أحمد فؤاد فى 1990، وتمتلك الشركة حاليًا مصنعًا بمساحة 10 آلاف متر فى المنطقة الصناعية بالسادس من أكتوبر، وآخر بالإمارات، ووكيلًا تجاريًا بالمغرب لتصدير وبيع منتجاتها، وكان آخر عضو فى العائلة «العربية للسبائك» التى تم تأسيسها مؤخرًا بمساهمة %92.5.
الإنتاج الفعلى لتابعتها «العربية للسبائك» يبدأ فى 2024.. وتصدير %25 منه بحد أدنى
بدأت «المال» حوارها مع «فؤاد» بالحديث عن أحدث عضو فى توابع MMC القابضة، وهى العربية للسبائك التى تم تأسيسها مؤخرًا، وبصدد إنشاء مجمع صناعى بالمنطقة الصناعية فى قناة السويس بتمويل مليار جنيه.
وقال «فؤاد» إن «MMC» تسهم بـنحو %92.5 من رأس مال «العربية للسبائك»، ويمتلك أشخاص طبيعيون النسبة المتبقية، وإن إطلاق «العربية» جاء فى إطار خطة «القابضة» لإطلاق أنشطة مُكملة، مضيفًا أن الخطوات التجهيزية للأخيرة استغرقت نحو عام ونصف العام، وأنها بصدد الحصول على الرخص النهائية لمشروعها بالعين السخنة، كما تعاقدت مع موردى الأفران للمجمع.
وأكد أن المناخ الاستثمارى -بناء على التجربة الفعلية فى العربية للسبائك- محفز بقوة، وليس كما يصور البعض، وأنه لمس تعاونًا قويًا من المسئولين والوزارات المعنية بإقامة المشروع على صعيد وزارة الكهرباء، والمنطقة الاقتصادية بقناة السويس، وهيئة التنمية الصناعية.
ولفت إلى أن «العربية للسبائك» ستبدأ الإنتاج الفعلى نهاية 2024، بطاقة 48 ألف طن سنويًا، من خلال مراحل المشروع الثلاثة.
وذكر أنه طبقًا للقانون الخاص بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، هناك ضرورة لتصدير %25 على الأقل من الإنتاج، والذى يعد سلعة عالمية مطلوبة، إضافة إلى سد جزء من الفجوة الاستيرادية محليًا البالغة 180 طنًا سنويًا.
ويعد المجال الذى ستخترقه «العربية للسبائك» أرضًا خصبة بالسوق المحلية، خاصة أن هناك شركتين فقط منافستين لها، هما سيناء للمنجنيز، والمصرية للسبائك، وكلاهما تتبع قطاع الأعمال العام.
وحول وجود خطة مستقبلية لطرح «العربية للسبائك» بالبورصة مستقبلًا، أكد «فؤاد» أن عملية تأسيس وإنشاء الشركة راعت تطبيق قواعد الحوكمة التى تؤهل الشركة لمثل هذا الأمر حال طرحه كخيار تمويلى مستقبلًا، إلا أنه لم يتم وضع توقيت زمنى محدد لهذه الخطوة.
وانتقل للحديث إلى الشركة الأم «MMC»، لافتًا إلى أنها تعتمد خطة استثمارية طويلة الأمد تنتهى فى 2031 بقيمة 1.6 مليار جنيه، تمول ذاتيا، وتوجه لمزيد من التوسعات فى مصانع الشركة بمصر والإمارات، وسداد حصة المساهمة فى مجمع الصناعات التابع للعربية للسبائك.
ولفت إلى أن الشركة بدأت عام 2019 تطبيق خطة تحولية لزيادة الإنتاج، وطرح منتجات جديدة، وزيادة الصادرات عبر تطوير مصانعها فى مصر والإمارات.
نمو الحصة السوقية إلى %92 مقارنة بـ%60 فى 2019
وأشار إلى أن «MMC» نجحت من خلال هذه الخطة فى دعم وتعظيم حصتها السوقية لتصل إلى %92.5 حاليًا، مقارنة بـنحو %60 عام 2019، ونمو سنوى فى الإيرادات بنحو %30 مقارنة بنحو %20 سابقًا، ومضاعفة الطاقة الإنتاجية القصوى إلى 3 ملايين وحدة سنوياً، بدلًا من 1.2 مليون وحدة فى السابق، مع جاهزية للوصول بحجم الإنتاج إلى 6 ملايين وحدة خلال عام واحد، فضلًا عن التوسع فى المساحات التخزينية، والبنية التحتية، والإنشاءات.
ولفت إلى أن «MMC» تنتج حاليًا مليونًا و700 ألف وحدة قياس سنويًا، ما يمثل %92 من حجم احتياجات السوق، فيما تبلغ حصتها %5 من مبيعات السبائك فى مصر، وهو ما سيزيد مع عمل «العربية للسبائك»، إذ سيغطى إنتاجها %50 من طلب السوق المصرية.
الصادرات تسهم بنحو %22 من الإيرادات حاليًا
وتابع أن MMC تصدر إلى تونس، والسودان، وسوريا، نافيًا أى تأثير للحرب على حجم الصادرات للأخيرة، كما يصدر مصنع الشركة بالإمارات إلى الجزائر وتايوان وعدة دول أخرى، وأنها تسهم حاليًا بنحو %22 من الإيرادات الإجمالية.
وكشف عن اتجاه mmc إلى توسع نشاطها مع شركات صناعات الزجاج، والأسمنت، لزيادة حصتها السوقية، بجانب تعاملاتها مع كيانات الحديد والصلب حاليًا.
ومن أبرز عملاء mmc حاليًا حديد عز، وعز الدخيلة، وبشاى للصلب، ودلتا للصلب، وحديد المصريين، والعز لصناعة الصلب المسطح، والمراكبى للصلب، وشركة حلوان للمسبوكات، والسويس للصلب، والحديد والصلب المصرية، ومصنع حلوان الحربي، وأركوستيل.
وبالدول الأخرى يحل بين قائمة عملائها حديد الراجحي، ومجموعة حديد الأردن، والفولاذ، والأسعد.
وأشار «فؤاد» إلى أن أحد عوامل نجاح MMC هى تعاملها مع عدد من المكاتب الاستشارية الموثوقة، ومنها فى الجانب القانونى مكتب دكتور زياد بهاء الدين، والاستشارات المالية و«فين سايتس» للاستشارات المالية، واندرسون فى دراسات الجدوى والتصدير.
وحول إمكانية طرح MMC فى البورصة، قال «فؤاد» إنه من المبكر الحديث عن هذا الأمر، إذ إن الشركة تستطيع حاليًا تدبير تمويلاتها، وأنها لديها خطة حتى عام 2030 من بينها توسعات العربية للسبائك ومصنع «ميتاليك» فى الإمارات، وعقب الانتهاء منها ستدرس مدى جدوى الطرح بالبورصة.
زيادة فى الأسعار %5 بسبب التضخم المستورد
وقال «فؤاد» إن أبرز التحديات التى تواجه mmc حاليًا تتمثل فى ارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج، جراء موجة التضخم عالميًا، والتى تضغط على ربحية الشركة فى بعض الأحيان، خاصة فى التعاقدات المستقبلية، ما دفع المجموعة إلى زيادة أسعارها بنحو %5 منذ بداية العام الحالي.
الاعتماد على المكون المحلى بنسبة %65
وذكر أن الأزمات المتعلقة بأسعار الشحن، والمشكلات التى واجهت الموردين منذ اندلاع وباء كورونا دفعت mmc لتطبيق خطة من عدة عناصر لضمان سير عملياتها الإنتاجية دون توقف، تشمل التحول إلى بدائل محلية لمكونات إنتاجها ليصبح %65 محلى %35 استيراد بدلًا من العكس فى السابق، بجانب التحوط بمخزون لفترة أطول تصل لما يتراوح من 6 و8 أشهر، مقارنة بشهرين فى السابق، بجانب زيادة عدد الموردين.
ولفت إلى أنه منذ أزمة كورونا فإن أولوية الشركات الحفاظ على حصتها السوقية، مقارنة بتحقيق الربحية.
وحول الالتزام البيئى للمجموعة، أكد “فؤاد” أن منتجات MMC تعمل على تقليل الانبعاثات، من خلال الحفاظ على معدلات دقة عالية فى تنفيذ وظائفها، كما لفت إلى قيام الشركة بطرح عروض على هذه المنتجات بمناسبة قمة COP27.
وأشار إلى اضطلاع MMC بدورها فى المسئولية المجتمعية وبشكل خاص فى قطاعات التعليم، والصحة، ومكافحة الفقر، عبر التعامل مع عدة جهات أبرزها مصر الخير، ومستشفى بهية، والناس، والدمرداش، عبر تقديم تبرعات مادية أو عينية تصل أحيانًا إلى نحو %50 من الأرباح، لافتًا إلى أنه من بين خطط الشركة المستقبلة إنشاء صندوق للمسئولية المجتمعية.
وأعلنت الشركة العربية للسبائك ومضادات الأكسدة، مؤخرًا عن إنشاء أكبر مجمع صناعى للسبائك الحديدية فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس على مساحة 40 ألف متر بالمنطقة الجنوبية بالعين السخنة.
ومن المقرر أن تستهدف الشركة إنتاج 48 ألف طن من سبائك الفيروسيليكون؛ وسوف تنتج أيضًا سبائك السيلكون منجنيز، والتى تدخل بشكل رئيسى فى صناعة الحديد والصلب، وكذلك السيلكون ميتال، الذى يدخل فى صناعة الألومنيوم.
ويستهدف المشروع زيادة الإنتاج من خلال عدة مراحل، مستهدفًا السوق المحلية بجانب التصدير لأسواق أوروبا وشمال إفريقيا، فى ظل سياسة الدولة المصرية لتوطين الصناعة الوطنية وتقليل الاعتماد على الواردات الصناعية، إذ تبلغ واردات مصر من السبائك الحديدية قرابة المليار دولار سنويًا.
ويقوم بدور الاستشارى القانونى للمشروع مكتب الدكتور زياد بهاء الدين، ومكتب اندرسون للاستشارات بالدراسات المالية، وجراند ڤيو بالدراسات التسويقية، كما تتولى إيجيك –بيت الخبرة الهندسي- دور الاستشارى العام للمشروع.