استطاعت شركة مصر للأسمنت قنا مضاعفة حجم صادراتها من الأسمنت لدولة السودان بعدما صدرت لها أكثر من 110 آلاف طن خلال النصف الأول من العام الحالى، بما يؤكد على أهمية تلك السوق بالنسبة للمصانع المحلية.
وكشف المهندس طارق طلعت العضو المنتدب لمجموعة مصر للأسمنت قنا، عن حجم الأرباح المحققة خلال النصف الأول من العام الجارى والتى بلغت 69 مليون جنيه، بزيادة قدرها %9.2 مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، معتبرا أنها أرباح مهمة واستثنائية بالمقارنة بقطاع صناعة الأسمنت ككل، نظرا لقلة عدد الشركات المحققة لأرباح خلال هذه الفترة.
طلعت : صناعة تعد إحدى الركائز الأساسية التى يعتمد عليها الاقتصاد
وأشار طلعت فى تصريحات خاصة لـ«المال» إلى أن حجم التصدير من الأسمنت المصرى وصل إلى 4 ملايين طن خلال الثمانية أشهر الأولى من العام الحالي، معتبرا أنها كمية جيدة للغاية، مقارنة بالأعوام الماضية التى تراوح فيها حجم الصادرات من الأسمنت طيلة العام بين مليون ونصف إلى 2 مليون طن فقط.
واعتبر أن هناك حركة جيدة لتصدير الأسمنت المصري، وأرجع ذلك للدور الفعال الذى يقوم به صندوق دعم الصادرات، أصبح أكثر فعالية وديناميكية فى الاستجابة لدعم التصدير المصرى خلال الفترة الماضية، متوقعا تحقيق معدلات مرتفعة من الصادرات المصرية من الأسمنت فى الفترة القادمة.
ولفت طلعت إلى العلاقة بين الاستقرار الاقتصادى والسياسى فى الأسواق التقليدية لتصدير الأسمنت المصرى كسوريا، واليمن والسودان ومضاعفة حجم التصدير المصرى لهم.
وأشار طلعت إلى أهمية السوق السودانية فى الطلب على الأسمنت المصري، حيث تمكنت مصر للأسمنت قنا من مضاعفة حجم صادراتها من الأسمنت لدولة السودان، فصدرت لها أكثر من 110 آلاف طن إلى السودان خلال النصف الأول من العام الحالي، مقارنة بنحو 40 ألف خلال ذات الفترة من العام الماضي.
ولفت إلى زيارة القطاع التجارى بالمجموعة إلى السودان خلال الفترة الماضية، للإطلاع على احتياجات السوق السودانية ومتابعتها بدقة، معتبرا أن دولة السودان إمتداد للسوق المصرية فى تلبية الشركة لطلبها على الأسمنت.
وتابع طلعت أن كافة مصانع الأسمنت فى مصر تعمل إما بالفحم الحجرى المستورد، أو الفحم البترولى وأغلبه مستورد أيضا، وتعمل مصر للأسمنت قنا على رفع نسبة استخدام الطاقة البديلة فى صناعة الأسمنت، فاستطاعت استبدال من 10 إلى %15 من الطاقة التقليدية فى تصنيع الأسمنت، حيث تستخدم إلى جانب الفحم مخلفات الأخشاب والمخلفات الزراعية، وتراب الكاوتش.
وأشار إلى أنه إذا توافر الغاز الطبيعى بسعر مناسب وتنافسي بشكل دائم سيعطى ميزة تنافسية للأسمنت المصرى فى الأسواق الخارجية.
وأوضح أنه من 40 إلى %50 من تكلفة مدخلات الإنتاج حاليا تعتمد على سلع مستوردة، وأهمها الطاقة الحرارية، مما أفقدت السلعة المصرية الميزة التنافسية وسط الأسواق الخارجية مقارنة بالسلع الأخرى، وبالتالى إذا توافر الغاز الطبيعى بسعر مناسب مرة أخرى، سيصبح الأسمنت المصرى أكثر تنافسية وسط الأسواق الخارجية.
وكشف طلعت عن تطلع مصر الأسمنت قنا إلى التقدم فى سوق الخرسانة الجاهزة، فالشركة لديها 8 محطات، وتسعى إلى تعظيم استغلال طاقاتها الإنتاجية للتوسع فى سوق الخرسانة الجاهزة، لأنها من الأسواق الواعدة فى مصر، بسبب مشروعات الدولة فى القطاع التى خلقت طلب هاما على الخرسانات الجاهزة.
وقال إن صناعة الأسمنت تعد إحدى الركائز الأساسية التى يعتمد عليها الاقتصاد المصري، ولقد نتج عن السياسات الحكومية المستجدة زيادة فى الصادرات بقيمة 98 مليون دولار مع بدايات العام الحالي، كما تضاعفت صادرات مجموعة مصر للأسمنت – قنا بنسبة %316 لتصل إلى 169 ألف طن مع نهاية النصف الأول من العام 2021.» .
وأوضح طلعت أن قطاع الأسمنت فى مصر يشكل صناعة عريقة ومتأصلة، كما يعد إحدى الركائز الأساسية التى يعتمد عليها الاقتصاد، وتصل طاقة الإنتاج إلى 78 مليون طن سنويا، من خلال 22 مصنعا فى كافة أنحاء الجمهورية، وبالتالي، فإن تنفيذ عدد كبير ومتنوع من المشروعات القومية يساهم بشكل مباشر فى الارتقاء بأداء شركات قطاع الأسمنت؛ حيث تهدف تلك المشروعات التنموية إلى مضاعفة الرقعة العمرانية وتطوير البنية التحتية وخدمة أهداف رؤية مصر 2030.
علاوة على ذلك، فإن مصر تمتلك ميزة تنافسية تمكننا من الوصول إلى العديد من الأسواق المجاورة بفضل مواقع المصانع الموزعة جغرافيًا على 11 محافظة، كما أن توافر المواد الخام والمعرفة الصناعية تجعلنا من أهم الخبراء فى المجال على المستوى العالمي».
واستطرد طلعت : « لقد شهدت الفترة الماضية تطورات وتغييرات هامة فى السياسات الحكومية، والتى نتج عنها زيادة الطلب على الأسمنت وتنشيط المبيعات، وقد ترتب على تلك السياسات المستجدة أن نمت صادرات مصر من الأسمنت بنسبة %135 خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الحالي، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، لتسجل 98 مليون دولار.
وتابع : بشكل خاص، فإن مصر للأسمنت – قنا توسعت فى أسواق التصدير، حيث تضاعفت صادرات المجموعة لتصل إلى 169 ألف طن فى نهاية النصف الأول من عام 2021، صعودًا من 41 ألف طن عن نفس الفترة من العام الماضي، وذلك بنسبة %316.
وأضاف طلعت: «سيتسنى لشركات المقاولات والتشييد والبناء المصرية الإستفادة من البرنامج الجديد لمساندة الصادرات المصرية، عن طريق المنافسة والتوسع فى عدد كبير من الدول، هذا ويتم الوصول إلى تلك الأسواق من خلال عوامل مختلفة منها النقل الداخلى للوصول إلى الموانيء، وهو الأمر الذى أصبح أيسر كثيرًا فى ظل الطفرة الحديثة فى شبكة الطرق المحلية؛ مما سيساهم بشكل كبير فى سرعة استعدادنا وفى تقليص التكاليف.
واستعرض الأسواق التقليدية والتى تستحوذ مصر على مكانة راسخة بها، ومن أبرزها: ليبيا وسوريا والسودان واليمن وشرق أفريقيا وأمريكا الشمالية.
وأشاد بأن سوق الأسمنت المصرية تؤدى دورًا كبيرًا فى تنفيذ خطط إعادة الإعمار بالدول الشقيقة، وأكد أنه من أهم الأسباب التى سوف تساهم فى زيادة الطلب وبالتالى زيادة التصدير هي: انتعاش النشاط الاقتصادي، وجودة الأسمنت المصرى وسمعته فى تلك الأسواق، بالإضافة إلى دعم الدولة المتمثل فى تحسين هيكل التكلفة فتصبح منتجاتنا أكثر تنافسية.
كما أوضح طلعت أن الشركة بعد قرار جهاز حماية المنافسة بتنظيم طاقات إنتاج الأسمنت، أعادت نسب خطط الإنتاج والتشغيل لكى تحافظ على أعلى نسبة تشغيل ممكنة، لاسيما فى ظل ميزة الشركة فى التصدير للأسواق الخارجية، كما تعمل حاليا على استغلال الطاقات الإنتاجية والاستثمارات الموجودة بالفعل للوصول إلى الاستغلال الكامل، حتى تقدم على استثمارات جديدة.
وأشار إلى أهمية النصف الثانى من العام الحالي، نظرا لقرار جهاز حماية المنافسة بتنظيم طاقات الإنتاج من الأسمنت، فيرى أنه عامل مهم لإحداث توازن بين طاقات إنتاج الأسمنت وبين الطلب عليه فى السوق، مما يعطى الفرصة للصناعة لالتقاط الأنفاس لإعادة الترتيب من جديد، مما يجعلها أكثر تميزا وتحقق أداءا أفضل خلال النصف الثانى من العام الحالى مقارنة بالنصف الأول منه.
تأسست شركة مصر للأسمنت – قنا عام 1997 برأس مال مصدر 720 مليون جنيه وبطاقة إنتاجية تصل إلى 2 مليون طن سنوياً لإنتاج الأسمنت بمختلف أنواعه. تمتلك الشركة حصة %60 من شركة أسمنت بورتلاند المنيا التى تقدر طاقتها التصميمية بـ 2 مليون طن سنوياً، كما تمتلك الشركة حصة حاكمة فى شركة أسيكو للخرسانة الجاهزة بنسبة %100 وذلك لإنتاج 500 ألف متر مكعب من الخرسانة الجاهزة من خلال 9 محطات للخرسانة.