وقعت الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة ممثلًا عن الحكومة المصرية ونظيرتها الأردنية هيفاء النجار، عـن حكومة بلادها اتفاقية للتعاون الثقافي والفني بين البلدين في حضور شريف كامل سفير مصر بالأردن و هزاع البراري امين عام وزارة الثقافة الأردنية، وذلك بالمركز الثقافي الملكي، وتتضمن برنامجا تنفيذيا بين الجانبين للأعوام 2021- 2023، دعمًا وتعزيزًا لعلاقات الأخوة والصداقة الثنائية المـتميزة في مختلف المجالات، واستكمالًا لتنفيذ اتفاقيات التعاون المبرمة بين البلدين الشقيقين الموقعة في عمّان في ثمانينيات القرن الماضي.
عبد الدايم : اتفاقية التعاون تستهدف استثمار وتعزيز الروابط التاريخية
قالت عبد الدايم إن العلاقات الثنائية بين مصر والاردن ممتدة الجذور، وهو ما يؤكد الرؤي العميقة لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي وجلالة الملك عبد الله الثاني أهمية دعم وتطوير العلاقات الثقافة بين البلدين.
وأضافت أن اتفاقية التعاون تستهدف استثمار الروابط التاريخية لخلق المزيد من التمازج الثقافي بين الشعبين الشقيقين باستخدام القوى الناعمة .
وأكدت “عبد الدايم” أن المجالات الابداعية التبادلية التى يضمها بروتوكول التعاون تعمل على عرض مختلف اشكال الحراك الفنى والفكرى على افراد المجتمعين المصرى والاردنى .
النجار: خطوة جادة نحو تحقيق المزيد من التقارب الوجداني بين الشعبين الشقيقين
من جانبها، أعربت هيفاء النجار عن سعادتها بإبرام اتفاقية التعاون الذي يأتي في بداية مهام توليها وزارة الثقافة، وأبدت ترحيبها بوزيرة الثقافة في جمهورية مصر العربية الشقيقة، إيناس عبد الدايم.
وأكدت في البداية عمق العلاقات المتينة بين البلدين الشقيقين، المملكة الأردنية الهاشمية، وجمهورية مصر العربية، وهي علاقة تأسست على الثقافة الواحدة والتضامن العربي المشترك.
كما أنها علاقات راسخة وتاريخية كرسها جلالة الملك عبدالله الثاني، وفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي في تنسيق مواقفهما المشتركة تجاه القضايا العربية، وأهمها قضية العرب الأولى قضية فلسطين، وعلى رأسها عروبة القدس الشريف.
وانطلاقا من تلك العلاقات التاريخية، ورؤى قادة البلدين، وطموح الأجيال تأتي الرغبة في تطوير العلاقات الثقافية بين بلدينا الشقيقين في المجالات الفنية والثقافية والإدارة الثقافية والصناعات الثقافية التي من شأنها تبادل الخبرات وإتاحة الفرص أمام مثقفي البلدين للحوار والتواصل المثمر للارتقاء بالوعي لما فيه خير الأجيال ونهضة البلدين.
وأشارت إلى أن المشاركات الثقافية والفنية باختلاف حقولها بين البلدين، تواصلت عبر عقود طويلة، وتزال عبر مشاركات المثقفين والفنانين المصريين التي كان آخرها مشاركة فرقة باليه أوبرا القاهرة في مهرجان جرش.
وتابعت أن اتفاقية التعاون الثقافي ، يأتي مع عبور المملكة الي المئوية الثانية من عمر الدولة الأردنية على المضامين التي تنطوي عليها رسالة الدولة الأردنية منذ تأسيها في التنسيق العربي في كل المجالات الثقافية والفنية التي من شأنها نهضة الأمة وارتقائها وإشراق مستقبلها ورفعة أجيالها.
سفير مصر بالأردن: البروتوكول يعد تتويجًا لجهود الدولتين الثقافية والفنية
واكد شريف كامل سفير مصر بالـردن أن هذا البروتوكول يعد تتويجا لجهود الدولتين الثقافية والفنية، ويعزز دعم الاستثمار الثقافي بينهما العلاقات بين الشعبين الشقيقين واضاف
يتضمن البرنامج التنفيذي لبروتوكول التعاون الثقافي بين مصر والاردن خمسة محاور رئيسية في عدة مجالات ثقافية وفنية.
المحور الأول: في مجال المكتبات
يعمل الجانبان على التنسيق فيما بينها في مجال التشريعات المكتبية بالإضافة إلى التعاون في مجال حقوق المؤلف والحقوق المجاورة ومجالات الفهرسة والأرشفة والتصنيف، واقامة معارض الكتب والمطبوعات الثقافية والفنية والمشاركة في معارض الكتب التي تقام في كلا البلدين، وتبادل أوعية المعلومات كافة مجانا من مطبوعات وكتب منشورات وصور أخرى من شأنها المساعدة على تنمية المعارف الوثائقية والثقافية بينهما وبخاصة المتعلقة بكلا البلدين، على ان يقوم الجانبان بتطوير أي أنشطة ربط الكترونية ممكنة للاستفادة المتبادلة بينهما ولإفادة الباحثين .
المحور الثاني: في مجال المؤتمرات والمحاضرات والندوات الثقافية
يشجع الجانبان المشاركة في المؤتمرات الثقافية والفكرية والندوات والدورات التدريبية التي تعقد في مختلف الحقول الثقافية، ويعمل الجانبان على تبادل المحاضرين والخبراء والمعلومات والزيارات بين العاملين في الأجهزة والمؤسسات والحقول الثقافية بما في ذلك ثقافة الطفل في كلا البلدين.
المحور الثالث : في مجال الفنون والفنون الأدائية والسينمائية والتراث الثقافي غير المادي
يشجع الجانبان التعاون فيما بينهما في المجالات المختلفة للفنون والآداب والتراث التي تهدف إلى ترويج التراث الثقافي لكلا البلدين من خلال تنظيم وتبادل إقامة معارض الفنون التراثية والحرفية والمعاصرة والفنون التشكيلية والفوتوغرافية، وتبادل حفلات موسيقية وعروض فلكلورية ومسرحية، والمشاركة في المهرجانات الفنية الدولية والمسابقات التي تقام في كلا البلدين، إضافة إلى التعاون بينهما في مجال السينما من خلال تبادل الأفلام الوثائقية والروائية، والمشاركة في أسابيع الأفلام والمهرجانات التي تقام في كلا البلدين، والاستفادة من التجربة المصرية في صناعة الأفلام من خلال عقد ورشات تدريبية للتقنيين والعاملين في هذا المجال، وإنتاج أعمال سينمائية مشتركة .
كما يتضمن تبادل الخبرات في مجال الفنون التشكيلية والشعبية من خلال تبادل المدربين والفنانين والأساتذة، وتبادل الخبرات حول التراث الثقافي غير المادي من .خلال مجال حماية وحفظ مفردات التراث الثقافي غير المادي .
والاستفادة من تجربة الجانب الآخر في الترويج للمشاريع التراثية في المجتمع المحلي، وإعداد ملفات ترشيح العناصر التراثية على كل من القوائم التمثيلية على التراث العالمي، وقوائم الصون العاجل، كما يتاح للجانب الأردني الاستفادة من التجربة المصرية فيما يتعلق بالصناعات التقليدية الحرفية وكيفية تطويرها وتسويقها.
المحور الرابع: في مجال ثقافة الطفل
يشجع الجانبان التعاون في ما بينهما في المجالات المختلفة الخاصة بثقافة الطفل من خلال تبادل الكتب الأدبية والمطبوعات الخاصة بالطفل، والمشاركة في المهرجانات الفنية والمسرحية الدولية والمسابقات الخاصة بالطفل التي تقام في كلا البلدين .
المحور الخامس: في مجال الترجمة
يزود الجانب المصري الجانب الأردني بالكتب والمؤلفات التي يتم ترجمتها من اللغة الفرنسية والانجليزية والايطالية إلى اللغة العربية على أن تكون هذه الكتب على سبيل الإهداء لتقديمها للاطلاع بالمكتبات الأردنية فيما لا يخالف اتفاقيات وقواميس حقوق الملكية الفكرية في كلا البلدين وذلك عن طريق التعاون بين المركز القومي للترجمة في مصر ودائرة المكتبة الوطنية الأردنية