طلبت مصر الثلاثاء زيادة دعم الاتحاد الأوروبي للتعامل مع أعباء استضافة ملايين اللاجئين ، وذلك خلال مباحثات مصرية مجرية.
وصرح السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، بأن سامح شكري وزير الخارجية أجرى مباحثات سياسية موسعة مع نظيره المجرى “بيتر سيارتو”، اليوم ٣٠ مايو الجارى، خلال الزيارة التى يقوم بها إلى العاصمة المجرية بودابست.
وأوضح أبو زيد، أن وزير الخارجية استهل المباحثات بالتأكيد على العلاقات التاريخية الراسخة بين مصر والمجر استناداً للاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، مشيراً إلى التطابق الكبير فى وجهات النظر والتفاهم القائم بين البلدين حول الكثير من الموضوعات، منوهاً إلى الإرادة السياسية القوية لدى قيادتي البلدين لتعزيز العلاقات، وهي ما تجلت مؤخراً في استقبال السيد رئيس الجمهورية للسيد رئيس وزراء المجر بالقاهرة في فبراير ومارس 2023، وما مثلته الزيارة من قوة دافعة للعلاقات الثنائية والتنسيق حول مختلف القضايا.
وأضاف المتحدث باسم الخارجية، بأن المباحثات تناولت سبل العمل المشترك لمواجهة التحدي الخاص بالمناخ الاقتصادي العالمي وتأثيره على البلدين، لاسيما من خلال تعزيز التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري وتبادل الخبرات. كما ثمن وزير الخارجية التطور الملموس في العلاقات الاقتصادية بين الجانبين خلال السنوات الماضية، مشيراً بصفه خاصة إلى قرب الانتهاء من تنفيذ عقد توريد عربات قطارات السكك الحديدية إلى مصر، وهو ما سينعكس على تنمية قطاع النقل في مصر بالإضافة إلى مردوده الاقتصادي على الاقتصاد المجري.
كما تناولت المباحثات أهمية العمل في إطار اتفاق التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس والوكالة المجرية للترويج للصادرات، حيث نوه الوزير شكري في هذا الصدد إلى الفرص المتاحة أمام الشركات المجرية لإقامة صروح إنتاجية تتمتع بنفاذ السلع إلى منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، خاصة على ضوء كون مصر طرفاً في اتفاقية التجارة الحرة مع مجموعة دول الكوميسا، واتفاقية التجارة الحرة القارية الإفريقية، واتفاقية التجارة الحرة العربية الكبرى.
ومن جانبه، أعرب وزير خارجية المجر عن تطلع بلاده لتعزيز التعاون مع مصر في المجال الثقافي.
وأشار إلى ما توفره المجر من 200 منحه تعليمية جامعية، والتي تسهم في تنمية القدرات المصرية وتعزيز الروابط الثقافية بين الجانبين.
وأضاف المتحدث باسم الخارجية، بأن المباحثات تناولت عدداً من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفى مقدمتها القضية الفلسطينية التي أكد وزير الخارجية على ضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل لها، وضرورة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية، كما تم مناقشة الوضع فى ليبيا والنزاع القائم في السودان وتأثيراته الإقليمية والدولية الخطيرة، فضلاً عن تطورات الأزمة الأوكرانية وتداعياتها.
وقد حرص الوزير شكرى على تناول الجهود والأعباء الكبيرة التي تتحملها مصر جراء استضافة ملايين من اللاجئين والمهاجرين، موضحاً أن مصر تتعامل مع هذا الوضع من منظور إنساني يحول دون دفع هؤلاء إلى مخاطر عبور المتوسط للنفاذ إلى أوروبا، فضلاً عن دمجهم بالمجتمع مع توفير الدعم والخدمات وفرص العمل على قدم المساواة مع المواطنين المصريين، وهو ما يستلزم توفير المزيد من الدعم من جانب الاتحاد الأوروبي إلى مصر في ظل الأعباء التي تتحملها.
ومن جانبه، أعرب وزير الخارجية والتجارة المجري عن التشرف بزيارة وزير الخارجية والتي تتزامن مع الاحتفال بمرور 95 عاماً على العلاقات الدبلوماسية بين مصر والمجر. كما ثمن الوزير المجري عالياً موقف مصر في التعامل مع قضية الهجرة غير الشرعية، لاسيما مع احتدام الأزمة الحالية التي تشهدها السودان، داعياً الاتحاد الأوروبي إلى زيادة دعم مصر للتعامل مع تبعات تلك الأزمة.
كما تناول الوزير المجري التعاون المطرد بين مصر والمجر في العديد من المجالات.
واختتم المتحدث باسم الخارجية تصريحاته بالإشارة إلى أن الوزيرين وقعا في ختام المباحثات على مذكرة تفاهم بين الحجر الزراعي المصري والمكتب الوطني لسلامة سلاسل الغذاء المجري حول التعاون في مجال الحجر الزراعي والصحة النباتية. كما اتفقا على أهمية استمرار وتيرة الزيارات المتبادلة والتشاور حول دفع العلاقات الثنائية قدماً.