شاركت هيئة الطاقة الذرية المصرية في مؤتمر الوكالة الدولية للطاقة الذرية بفيينا عن دور الطاقة النووية لمواجهة تغير المناخ للحصول على صفر أنبعاثات كربونية عام 2050 ، بحضور الدكتور محمد شعت أستاذ الهندسة النووية بقسم المفاعلات الذرية ، الدكتورة سهير سعد الاستاذ بقسم البحوث الصحية بالمركز القومي لبحوث وتكنولوجيا الإشعاع ورئيس المؤسسة الأفريقية للمرأة في مجال الطاقة النووية.
ويهدف المؤتمر إلى حث الدول على استخدام الطاقة النووية النظيفة كبديل عن مصادر الطاقة الأخرى التى تزيد من انبعاثات الكربون وذلك للوصول الى صفر انبعاثات كربونية بحلول عام ٢٠٥٠ طبقاً لاتفاقية باريس ومؤتمرات المناخ والتي تم عقدها في شرم الشيخ العام الماضي والمقرر عقده في دبي خلال نهاية العام.
وشارك شعث ببحث جديد عن إستخدام المفاعلات النووية الصغيرة ذات درجات الحرارة العالية المبردة بالغاز فى التطبيقات الصناعية والتي يمكنها أن تستخدم البخار متوسط الحرارة فى إزالة ملوحة مياه البحر والتي يمكن استخدامها فى المناطق الساحلية التى ليس فيها مياه صالحه للشرب.
كما يمكن ايضاً أن تستخدم البخار عالى الحرارة فى انتاج الهيدروجين والاكسجين عن طريق تحلل المياه او غيرها من مركبات البترول هذا بالاضافة الى انتاج الكهرباء لتلبية الاحتياجات وخاصة في المناطق النائية والبعيدة عن الشبكه الكهربائية مما يساعد على التطور الاقتصادي والاجتماعي للمجتمعات في هذه المناطق.
وشاركت د. سهير ببحث عن استخدام التكنولوجيا النووية والتطبيقات في مجالات الإشعاع كحل أمثل لخفض الآثار الصحية و الاجتماعية والاقتصادية علي المرأة الأفريقية الناجمة من الاحتباس الحراري. حيث أستعرضت في بحثها أنه من المتوقع خلال السنوات القادمة ان تتأثر اليابسة و الجزر والسواحل الأفريقية من التغييرات المناخية و التي بدورها سوف تؤثر علي الزراعة و السياحة و النقل و الطاقة.
وسوف تؤدي ظاهرة الإحتباس الحراري الي ارتفاع درجات الحرارة، ارتفاع منسوب مياه البحر الذي بدوره يؤدي إلى حدوث السيول و التصحر و العواصف و الأعاصير المدمرة وكذلك إختلال المنظومة البيولوجية مما سيحدث كثير من المضار لسكان قارة أفريقيا. وقد أوضحت تأثر المراة من أثار التغييرات المناخية من الناحية الاجتماعيةـ الاقتصادية والصحيةً.
وقد أدت التقلبات الجوية الي تشريد الكثير من النساء و هجرتهم الي مناطق أخري، كما أن تصحرالتربة قد أدي الي تقهقر الزراعة وانتشار الجفاف والذي أدي الي موت الكثير من الحيوانات البرية و الماشية و الثروة الحيوانية عامة مما أدي إلى فقر التغذية. كما أن الكثير من البلدان الأفريقية تعاني من نقص في الخدمات الصحية وهو يؤثر أيضاً على صحة المرأة.
كما أكدت أنه لابد من رفع المستوي الاقتصادي للبلاد الافريقية حتي تتصدي للكوارث التي تواجهها من اثار ظاهرة الآحتباس الحراري والتغيرات المناخية.
وأوضحت أن استخدام التكنولوجيا النووية لرفع المستوى الاقتصادي والتنمية الاجتماعية قد يكون من اسلم الحلول للكثير من الدول الأفريقية.
كما أكدت سعد بأنه يمكن استخدام الطاقة النووية لتوفير الطاقة لتشغيل المصانع ، وكذلك تحلية المياه المالحه. وكذلك توفير المياه الصالحة للزراعه و الصناعه و الاستخدمات الادميه . كما يمكن أن تساعد استخدام التقنيات النووية والاشعاعية في أغراض التنمية مثل استخدام النظائر المشعة في اكتشاف مصادر المياه الجوفية و تحليل مكوناتها والتعرف على مصادرها، وكذلك تكنولوجيا تشعيع الأغذية التي تساعد على حفظ المنتجات وبالتالي إمكانية تصدير واستيراد الأغذية.
كما يمكن ايضاً انتاج طفرات زراعية تتحمل العوامل البيئية الشديدة وتزيد الانتاج. وقد أختتمت بحثها بأن التوسع في الاستخدمات السلمية للطاقة الذرية في البلاد الآفريقية قد يكون الحل الآمثل لحل الكثير من المشاكل الاقتصادية في القارة الأفريقية.