■ طارق عامر: حققنا نجاحات هائلة بفضل القيادة السياسية والالتفاف الشعبى
أكد المشاركون فى فاعليات اليوم الأول لـ “المؤتمر الاقتصادى الأفريقى” الذى انعقد أمس فى مدينة شرم الشيخ أهمية دعم الشباب وريادة الأعمال فى القارة الأفريقية، بما يساهم فى زيادة الإنتاجية ودفع معدلات النمو والقضاء على الفقر.
يذكر أن المؤتمر الاقتصادى الأفريقى ينظمه بنك التنمية الأفريقى سنويا بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائى، واللجنة الاقتصادية الأفريقية التابعة للأمم المتحدة، وينعقد هذا العام بمدينة شرم الشيخ.
وتم اختيار مصر كدولة مضيفة لهذا الحدث الاقتصادى العالمى بعد أن قدمت نموذجًا أفريقيا ناجحا و قويا وتجاوزت كل الصعوبات فى سبيل تحقيق نجاحات متتالية فى برنامجها الاقتصادى بشهادة صندوق النقد الدولى، و إحرازها تقدما ملحوظا فى ترتيبها الائتمانى بين دول العالم، فضلا عن رئاستها للاتحاد الأفريقى فى دورته الحالية التى قاربت على الانتهاء بنجاح.
وقد استعرضت مصر تجربتها الناجحة فى الإصلاح الاقتصادى وخطتها فى توفير فرص العمل وتمكين الشباب وذلك بمشاركة طارق عامر محافظ البنك المركزى المصرى، والدكتورة سحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولى، والدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم.
وفى هذا السياق قال طارق عامر إن مصر لديها تجربة مميزة فى الإصلاح الاقتصادى ساهمت فى التغلب على جميع التحديات.
وأكد أن تنفيذ البرنامج الإصلاحى لم يكن ليتم لولا دعم القيادة السياسية وشجاعتها والتفاف الشعب حولها.
مصر مرت على مدار 6 سنوات بمجموعة من التحديات الصعبة
وأشار إلى أن مصر مرت على مدار 6 سنوات بمجموعة من التحديات الصعبة من تراجع معدلات نمو الاقتصاد وارتفاع معدلات البطالة و تآكل الاحتياطى النقدى وفقدان ثقة المستثمرين بالداخل والخارج، مما حتم وضع برنامج قوى لمعالجات الأوضاع التى تم الوصول لها.
وأكد أن تلك المؤشرات تغيرت فقد ارتفعت معدلات النمو وانخفض التضخم إلى3.5 % وتراجعت أيضا معدلات البطالة، كما ارتفع الاحتياطى النقدى لمصر وتجاوز 45 مليار دولار فى نهاية أكتوبر وزاد تدفق الاستثمارات الأجنبية.
وأوضح أن مصر تمكنت من تأهيل البنية التحتية من الطرق والموانئ لكى نصبح جاهزين للانطلاق ووضع الأساس للتنمية من إصلاح منظومة التعليم والصحة والصناعة.
سحر نصر: الشباب هم الثروة الحقيقية للقارة ويمثلون أكثر من 62% من السكان
وقالت الدكتورة سحر نصر إن الشباب فى قارة أفريقيا يمثلون نحو %62 من السكان، وهم يشكلون ثروة هائلة، ستعزز نموها الاقتصادى وفقًا لما أكده تقرير الأمم المتحدة حول التوقعات السكانية فى العالم لعام 2019.
وأكدت أن الرئيس عبد الفتاح السيسى يضع على قمة أولوياته الاستثمار فى رأس المال البشرى وتمكين الشباب.
وأضافت أن التطبيق الجيد لبرنامج الإصلاح الاقتصادى أدى إلى خفض معدل البطالة إلى %7.5 خلال الربع الثانى من العام الجارى، وهو أقل معدل فى السنوات العشر الأخيرة، بعد توسع الدولة فى الاستثمار فى المشروعات القومية الكبرى ومشروعات البنية الأساسية كثيفة العمالة.
وأضافت فى كلمتها أنه تم تهيئة بيئة الاستثمار لتمكين القطاع الخاص من أداء دوره فى قيادة الاقتصاد وخلق الوظائف للشباب والمرأة، مشيرة إلى أن وزارة الاستثمار والتعاون الدولى أطلقت مبادرة لتمكين رواد الأعمال من تحويل أفكارهم لمشروعات سريعة النمو.
وأوضحت أن مصر تركز على جذب الاستثمارات ذات القيمة المضافة، التى توفر وظائف لائقة بالشباب، ومنح حوافز للشركات التى تقوم بالتدريب وإنشاء المدارس الفنية لتأهيل الشباب للعمل، بالإضافة إلى جذب الاستثمارات المرتبطة ببناء الإنسان، فى مجالى الصحة والتعليم، مما يؤدى فى النهاية إلى تحسين حياة المواطنين المصريين، خاصة الشباب.
وأكدت أن الطريق الذى تتبعه مصر فى بناء القدرات وتشجيع المستثمرين وتوفير فرص العمل وتحسين فرص الحصول على التمويل هى عملية مستمرة لتحقيق نمو شامل يمكن للشباب من خلاله جنى فوائد الإصلاح الاقتصادى، داعية إلى العمل على إزالة أى تحديات تواجه خلق وظائف للشباب فى أفريقي.
طارق شوقى: مصر قامت بإعادة ترتيب نظامها التعليمى
وقال طارق شوقى إن مصر قامت بإعادة ترتيب نظامها التعليمى بحيث يتلاءم مع احتياجات سوق العمل.
وأضاف أن الوزارة تعاونت مع القطاع الخاص لتطوير التعليم الفنى لتوفير المهارات اللازمة لاحتياجات الشركات.
وأوضح أن الوزارة تعمل أيضا على نقل التجربة الألمانية فى التعليم الفنى من خلال العديد من المبادرات.
وأشار إلى أن الوزارة دشنت بنك المعرفة الذى يوفر المعلومات والمواد العلمية للجميع دون تميز ويمكن أن يتم نقل تلك التجربة للدول الأفريقية.
وأكد الدكتور تشارلز لوفومبا، نائب رئيس وفد بنك التنمية الأفريقى ورئيس الوحدة الاقتصادية بالبنك، أنه جرى اختيار مصر كدولة مضيفة لهذا الحدث الاقتصادى العالمى والذى يعقد تحت عنوان «الوظائف وريادة الأعمال وبناء القدرات للشباب الأفريقى»، هذا العام بعد أن استطاعت أن تقدم نموذجا أفريقيا ناجحا وقويا، فضلا عن رئاستها للاتحاد الأفريقى فى دورته الحالية.
المؤتمر يأتى متوافقًا مع أجندة 2063 للاتحاد الأفريقى التى تتطلع إلى القضاء على بطالة الشباب
وأشار إلى أن المؤتمر الاقتصادى الأفريقى يأتى متوافقًا مع أجندة 2063 للاتحاد الأفريقى التى تتطلع إلى القضاء على بطالة الشباب، وضمان حصول الشباب الأفريقى على فرصته كاملة من التعليم والتدريب والمهارات والتكنولوجيا والخدمات الصحية والوظائف والفرص الاقتصادية.
وتركز أجندة المؤتمر الاقتصادى الأفريقى على أربع ركائز أساسية وهى، دعم المهارات وريادة الأعمال وتعزيز فرص الشباب الأفريقى فى سوق العمل، وتعزيز دور المؤسسات التعليمية فى بناء المهارات اللازمة لسوق العمل، وتحفيز القطاع الخاص لتوفير فرص التدريب والتشغيل المناسبة للشباب فى الدول الأفريقية، وتفعيل الشراكات لسد الفجوة بين العرض والطلب وتوفير احتياجات سوق العمل من المهارات فى المستقبل.
وقال إن دعم الشباب الأفريقى جزء من اهتمامات المؤسسات المشاركة فى المؤتمر الاقتصادى الأفريقى 2019، فى دورته الـ14، مشيرا إلى أن المؤتمر يسلط الضوء على إمكانية توفير 25 مليون وظيفة بشكل مباشر والتأثير إيجابًا على 50 مليون شاب بحلول عام 2025، من خلال زيادة دعم ريادة الأعمال والتى تركز على الشباب وتمكينهم.
وأكد أن المؤتمر الاقتصادى الأفريقى يركز على توفير الفرص للشباب الباحثين من الأفارقة وبعض الأفكار والتمكين الجاد والريادة وتنمية القدرات لهؤلاء الشباب والوصول للحلول العملية وإيجاد مهارات أفضل وسياسات تنموية أفضل.
وقال آدم الحيرايكة، مدير قسم الاقتصاد الكلى والحوكمة بلجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا، إنه يوجد فى أفريقيا أصغر عدد من الشباب فى العالم، وهذا يمثل فرصة هائلة إذا تم تسخيرها بشكل جيد من خلال زيادة الاستثمارات والوصول إلى الرعاية الصحية والتعليم والمهارات، مشيرا إلى أن أفريقيا بها كل المقومات اللازمة لتحقيق النهوض الاقتصادي.
وأشار – فى كلمته نيابة عن الدكتورة فيرا سونجوى، السكرتيرية التنفيذية للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا- إلى أن اللجنة الاقتصادية لأفريقيا تتطلع إلى استكشاف شراكات مع رواد الأعمال فى مجال الاقتصاد الرقمى.