تلقت مصر، مساء أمس، ما يزيد على 850 ألف جرعة من لقاح كوفيد-19 تم شحنها عن طريق منظومة كوفاكس.
فبعد مضي قرابة العام على مواجهة مصر لانتشار فيروس كورونا، هبطت طائرة في مطار القاهرة الدولي محملة بـ 854.400 جرعة من لقاح أسترازينيكا أكسفورد ، وفق بيان صحفي صادر عن مركزالأمم المتحدة للإعلام بالقاهرة.
ووفقاً لخطة وزارة الصحة والسكان، فإن هذه الجرعات ستوجه للفئات ذات الأولوية والأكثر عرضة للإصابة بدءاً بالعاملين في القطاع الصحي وكبار السن والمصابين بأمراض مزمنة.
وبحسب البيان ، وجهت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان المصرية الشكر لمنظمة الصحة العالمية ومنظمة يونيسف لدعمهم الدائم لمصر في خطتها للتصدي لجائحة فيروس كورونا المستجد، ومواصلة هذا الدعم بوصول أول شحنة من لقاحات فيروس كورونا المستجد إلى مصر ضمن اتفاقية “كوفاكس” بالتعاون مع التحالف الدولي للأمصال واللقاحات (GAVI)، وذلك ضمن 40 مليون جرعة يتم الحصول عليها تباعاً.
وأكدت وزيرة الصحة أهمية التعاون مع المنظمات الدولية الشريكة في التصدي لجائحة فيروس كورونا المستجد، مشيرة إلى أن الحصول على اللقاحات يساهم في استكمال عملية التطعيم للمواطنين خاصة الفئات أكثر عرضة للإصابة بالفيروس من كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، لحمايتهم من خطر الإصابة بالفيروس.
وقالت الدكتورة نعيمة القصير، ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر: “إن وصول اللقاحات عبر منظومة كوفاكس هو خطوة تاريخية تمثل التضامن من أجل البشرية خلال هذه الفترة غير المسبوقة التي نمر بها.. وهي خطوة هامة لضمان التوزيع العالمي العادل للقاحات كوفيد-19 مما يبعث الأمل في نفوس الكثيرين، بمن فيهم الناس في مصر، من خلال تزايد تلقيح الأشخاص المعرضين للخطر، لا سيما العاملين في القطاع الصحي ومقدمي الرعاية الصحية الأساسية في الخطوط الأمامية.
وفيما يتعلق بالمراجعات العلمية الدقيقة، فقد أجازت منظمة الصحة العالمية استخدام لقاحات كوفيد-19 في حالات الطوارئ استناداً إلى سلامتها وفعاليتها. ونحن جميعاً، كأفراد وأسر ومجتمعات ومؤسسات عامة وخاصة، نعمل جنبًا إلى جنب من أجل وقف هذه الجائحة من خلال مواصلة تطبيق تدابير صحية واجتماعية وقائية فعّالة مثل الممارسات الصحية والتعقيم، وتجنب الازدحام وخاصًة في المناطق المغلقة، والحفاظ على التباعد الجسدي، وارتداء أقنعة الوجه الواقية “الكمامات” إلى أن يتم تحصين معظم الناس.
وفي هذا الصدد، قال السيد جيريمي هوبكنز، ممثل يونيسف في مصر ” أود أن أشدد على أهمية تلقي العاملين بالقطاع الصحي للقاحات، فهم من يتصدرون الصفوف في مواجهة فيروس كورونا. إنه سباق مع الزمن للقضاء على جائحة كورونا وتلقيح الناس، وفي هذا السباق، من الضروري جداً توافر أكبر عدد ممكن من اللقاحات المأمونة والفعالة للعاملين بمجال الصحة “.
وتحاول مبادرة كوفاكس، التي قامت بدور محوري في تسليم اللقاحات الليلة الماضية، تضييق الفجوة بين الملايين الذين يجري تلقيحهم في بعض البلدان مقارنة ببلدان أخرى لاتحصل على قدر كافي من اللقاحات. وتعد هذه الأنباء الإيجابية والمشجعة هي إلى حد ما ضوء في نهاية النفق، يلوح إلى القضاء على هذا الوباء أخيرًا في الأفق القريب. كما أنه بمثابة رمز هام لجميع الجهود التي تدعمها يونيسف ومنظمة الصحة العالمية لتقليص التفاوتات بين البلدان في الحصول على اللقاحات.
ويعمل كوفاكس الذي يشارك في قيادته كل من التحالف العالمي للقاحات والتحصين “جافي”، ومنظمة الصحة العالمية، والائتلاف المعني بابتكارات التأهب لمواجهة الأوبئة “سي. إي. بي. أي”، في شراكة مع يونيسف، فضلًا عن البنك الدولي، ومنظمات المجتمع الدولي، والمصنعين وغيرهم.
ويمثل إنشاء منظومة كوفاكس إقرارًا جماعيًا بضرورة الوصول العادل إلى لقاحات كوفيد-19. فلا أحد في مأمن إلى أن يصبح الجميع في أمان وسلامة. وبالنيابة عن جميع الذين سيتم تلقيحهم عن طريق كوفاكس في مصر، تتوجه وزارة الصحة والسكان، ومنظمة الصحة العالمية، ومنظمة يونيسف بخالص الشكر إلى حكومات الولايات المتحدة الأمريكية، وألمانيا، والمملكة المتحدة، والاتحاد الأوروبي، واليابان، وكندا، والعديد من الحكومات الأخرى على دعمها لهذا الهدف.
وصرّح جوناثان ر. كوهين، سفير الولايات المتحدة لدى مصر، بقوله: “أعلنت الولايات المتحدة عن التبرع بأربعة مليارات دولار لدعم الدور الهام والحيوي لمبادرة كوفاكس. ويسعدنا أن نشهد تسليم أول شحنة من ملايين الجرعات من التطعيمات إلى مصر الليلة. هذه أول الدفعات التي ستساعد مصر، شريكتنا الاستراتيجية، في التغلب على هذه الجائحة”.
وقال الدكتور سيريل جان نون، سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية لدى مصر: “إن التحديات العالمية لا يمكن التصدي لها إلا على المستوى الدولي – فالوباء لا يتوقف عند الحدود. وتوفير اللقاحات الذي نشهده اليوم هو نتيجة ملموسة للجهود الدولية العظيمة الجارية، وألمانيا تعتز وتفتخر كثيرًا بكونها جزءاً من تلك الجهود. فمبادرة تسريع إتاحة أدوات مكافحة كوفيد-19 وكوفاكس يمثلان استجابتنا متعددة الأطراف والشاملة للجائحة. ولا يمكن لأي بلد أن يكون آمنا ما دام الآخرون ليسوا كذلك.”
وقال السير جيفري آدمز، السفير البريطاني لدى مصر: “يسعدني أن أرى أن الشحنة الأولى التي تتم في إطار خطة كوفاكس للقاحات قد وصلت الآن إلى مصر. ومنذ بداية هذه الأزمة، كانت المملكة المتحدة ملتزمة بضمان التوزيع العادل للقاحات بين جميع البلدان، وحماية أولئك الذين هم في أمس الحاجة إليها. ولهذا تعهدت المملكة المتحدة بتقديم مساعدات تبلغ 1.3 مليار جنيه استرليني للقضاء على جائحة كوفيد-19 ووضع حد لها في أسرع وقت ممكن.
وأضاف، وضعنا أكثر من 548 مليون جنيه إسترليني في خطة التزام السوق المسبق لكوفاكس (COVAX AMC). وهذه الـ 850,000 جرعة التي تم تسليمها اليوم هي خطوة أولى عظيمة – أو دفعة إيجابية، كما نقول نحن في المملكة المتحدة. غير أننا بحاجة إلى الحفاظ على هذا الزخم. ونحن نتعهد بتقديم 1.65 مليار جنيه استرليني إلى التحالف العالمي للقاحات والتحصين “جافي”، على مدار السنوات الخمس المقبلة – لضمان وصول الجميع إلى اللقاحات بشكل عادل ومنصف.
كما تحدث السفير كريستيان برجر، رئيس وفد الاتحاد الأوروبي في مصر عن إسهامات الاتحاد الأوروبي في التصدي للجائحة وأثارها قائلًا: “تتلقى مصر اليوم أول شحنة من كوفاكس. وقد سبق وأن أطلق الاتحاد الأوروبي مبادرته التي تحمل اسم “فريق أوروبا”، حيث تعمل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، جنبًا إلى جنب، مع المؤسسات المالية الأوروبية على دعم البلدان الشريكة في مكافحة جائحة فيروس كورونا والآثار الناجمة عنه. وتصل حزمة المساعدات التي يقدمها “فريق أوروبا” إلى ما يقرب من 38.5 مليار يورو. ويتعهد الاتحاد الأوروبي بضمان حصول كل من يحتاج إلى لقاح عليه في أي مكان في العالم. فلا أحد في مأمن إلى أن يصبح الجميع في أمان وسلامة. وكوفاكس هو أفضل وسيلة لتحقيق التضامن الدولي في مجال اللقاحات.
وأضاف:” قد أسهم “فريق أوروبا” بما يزيد عن 2.2 مليار يورو، بما في ذلك مليار يورو من ميزانية الاتحاد الأوروبي، مقدمة إلى منظمة كوفاكس للمساعدة في تأمين 1.3 مليار جرعة من اللقاحات. ويأتي هذا بالإضافة إلى الإسهامات الوطنية المقدمة من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. فقد تسنى لكوفاكس توفير واحد من ثلاثة لقاحات تم الوصول إليها من خلال دعم “فريق أوروبا”. وإنه لمن دواعي سروري أن تصل الشحنة الأولى لكوفاكس إلى مصر، وهي بلد شريك رئيسي في المنطقة. ومنذ مارس 2020، قدم النهج الذي يتبعه “فريق أوروبا” إطار العمل للاستجابة المتسقة في مواجهة كوفيد-19 في مصر. لقد قمنا بتعبئة 1.8 مليار يورو في شكل منح وقروض وضمانات للمساعدة في التخفيف من تأثير تفشي الوباء استجابة للأزمة الصحية الطارئة التي نشهدها في الوقت الراهن، وما ينجم عنها من احتياجات اجتماعية واقتصادية وصحية.”
وقال لويس دوماس، سفير كندا في مصر: ” “إن كندا ملتزمة ببذل جهود حثيثة على الصعيد العالمي من أجل إنهاء جائحة كوفيد-19 والآثار الصحية والاجتماعية والاقتصادية المدمرة التي تخلفها على الفئات الأكثر احتياجاً، سواء هنا في مصر أو في جميع أنحاء العالم”.