يتوقع أن تكون سوق السيارات فى شمال إفريقيا الأسرع نموًا فى العالم فى السنوات الخمس المقبلة، بمعدل نمو سنوى مركب يبلغ %10.8 لتصل مبيعات 2025 إلى نحو 678 ألف وحدة. وستبقى رينو فى الصدارة مع توقعات بتجاوز مبيعاتها 60 ألف وحدة سنويًا، تليها فولكس فاجن وبيجو.
ذكرت مؤسسة «فوكس 2 موف» الأمريكية لأبحاث سوق السيارات فى تقرير لها بشأن الوضع الحالى لسوق السيارات بشمال أفريقيا وتوقعات النمو أن منطقة شمال إفريقيا بأكملها تعيش فى الوقت الحالى أزمة حادة. فى الواقع إذ أدى انتشار عدوى كورونا إلى تفاقم الوضع الهش بالفعل فى المنطقة.
أضاف التقرير أن مصر هى السوق الوحيدة فى المنطقة التى لم تتأثر سلبًا مع ارتفاع المبيعات أكثر من %10 وفق تقديرات “فوكس 2 موف”. ويرجع السبب فى هذا النمو غير المتوقع إلى أن سوق السيارات المصرية تشهد فى الوقت الحالى تقلبات شديدة بسبب التضخم، مما تسبب فى ارتفاع وانخفاض مفاجئ فى الأسعار.
ورغم الزيادات الكبيرة فى أسعار السيارات خلال الفترة الماضية؛ اعتبر التقرير أن الأسعار منخفضة بشكل كبير فى الوقت الحالى، حيث أن البلاد تمر بفترة انكماش كما تأثرت السياحة التى هى من أهم أنشطة الأعمال فى البلاد بشدة؛ موضحا أن هذا الانخفاض فى الأسعار يحفز على شراء سيارات جديدة مما يفسر هذا النمو المضاد.
مصر الدولة الوحيدة النامية خلال كورونا.. لكن الاستمرار غير مؤكد
يذكر أن تقديرات مؤسسة فوكس 2 موف لأداء سوق السيارات فى مصر تتباين مع تقديرات مجلس معلومات سوق السيارات أميك؛ إذ تكشف بيانات الأخير عن ارتفاع أداء قطاع السيارات فى شهرى يناير وفبراير السابقين %18.4 ببيع 42.9 ألف وحدة مقابل 36.2 ألف فى نفس الفترة من 2020، وبلغت نسبة النمو فى مبيعات الملاكى فقط 23% مسجلة 31.2 ألف وحدة مقابل 25.3 الف، فيما ازدادت مبيعات الشاحنات بنسبة %34 مسجلة 7.6 ألف وحدة مقابل 5.7 ألف فى يناير وفبراير من العام الماضى. فى المقابل تكشف بيانات أميك عن انكماش مبيعات الأتوبيسات فى أول شهرين من العام الحالى بنسبة %21.7 مسجلة نحو 4 آلاف سيارة مقابل 5.7 ألف سيارة فى نفس الفترة من العام الماضى.
تجدر الإشارة أيضًا إلى أن البعض يشكك فى دقة بيانات أميك بسبب اعتماده فى تقديرات البيانات على الأرقام التى يفصح عنها الوكلاء فى الوقت الذى يمتنع بعضهم عن الادلاء ببيانات عن مبيعاته فيما لا يتمتع البعض الآخر بعضوية مجلس معلومات سوق السيارات، كما أن البيانات التى يدلى بها بعض الوكلاء المشتركين فى عضوية المجلس والذين يفصحون عن أداء علاماتهم التجارية تتضمن مبيعات الوكيل اجمالا سواء للمستهلك النهائى أو لشبكات التوزيع بغض النظر عما إذا بيعت السيارات التى يحصل عليها الموزعون للمستهلك النهائى من عدمه.
كان صلاح الكمونى عضو مجلس إدارة الاتحاد العام للغرف التجارية ورئيس شركة الكمونى للسيارات؛ قد طلب سابقا بالاعتماد على البيانات الصادرة عن الإدارة العامة للمرور بشأن تراخيص السيارات كمعيار دقيق لتقدير مبيعات السوق فى مصر؛ لتلافى الشكوك بشأن التقارير الشهرية التى يصدرها المجلس والتى يعتمد فيها حصريًا على بيانات الوكلاء عن أداء مختلف العلامات التجارية التى يستحوذون على وكالاتها محليًا.
فى المقابل شهدت كل من المغرب وتونس انخفاضًا حادًا فى مبيعات السيارات خلال منذ بداية العام حيث خسرا %37.6 و%22.7 على التوالى، بسبب تراجع السياحة المهمة لدعم الاقتصاد. ومع ذلك، كان كلا البلدان من الأسواق الواعدة للغاية، حيث أبلغ المغرب عن 3 أرقام قياسية فى المبيعات على التوالى من 2016 إلى 2018، وسجلت تونس 4 أرقام قياسية على التوالى من 2014 إلى 2017 قبل أن تشهد أزمة اقتصادية حادة فى 2018.
السماح بالاستيراد فى الجزائر كفيل بإحداث طفرة فى الأداء
أوضح أن الوضع فى الجزائر كان غريبًا جدًا لأنها كانت ثانى أكبر سوق للسيارات فى أفريقيا بعد جنوب أفريقيا، ولكن منذ عام 2014 اختارت الحكومة حظر استيراد السيارات فى البلاد لدفع المصنعين لبناء منشآت خاصة بهم. لكن بسبب هذا القرار، ارتفعت أسعار السيارات الجديدة بسرعة كبيرة وانخفضت مبيعات السوق من رقم قياسى على الإطلاق بلغ نحو 430 ألف وحدة مباعة فى عام 2013 إلى 125 ألف وحدة تم بيعها فى عام 2019، مما يمثل انخفاضًا بنسبة %70.9 فى المبيعات. وقد أثر وباء كورونا على السوق الذى كان بالفعل منكمشًا إذ تم بيع 16.4 ألف وحدة فقط مسجلاً أقل الأرقام منذ 40 عامًا.
وبشأن الأداء المستقبلي؛ توقعت مؤسسة فوكس 2 موف أن تكون شمال إفريقيا المنطقة ذات النمو الأكبر فى العالم فى السنوات الخمس المقبلة مقارنة بأدائها فى عام 2020. وأضافت أنه استنادًا إلى التوقعات حتى عام 2025 لجميع البيانات التاريخية لسوق السيارات (حسب القطاع والعلامة التجارية والطراز ) مع جميع العوامل الداخلية والتوقعات الاقتصادية، “يتوقع فريق البحث لدينا أن تصل مبيعات القطاع إلى أكثر من 678 ألف وحدة بحلول عام 2025، بمعدل نمو سنوى مركب بنسبة %10.8.
وأضافت: وفقًا لتوقعاتنا حتى عام 2025، ستكون رينو الشركة الرائدة دون مناقشة فى المنطقة من حيث النمو وستتجاوز مبيعاتها 60 ألف وحدة سنويًا، تليها فولكس فاجن التى ستصل مبيعاتها إلى 32 ألف وحدة سنويًا. ستظل بيجو فى مرتبة متأخرة، حيث من المتوقع بيع ما يقرب من 19 ألف وحدة فى عام 2025.
وأوضحت أن مصر هى الدولة الوحيدة فى المنطقة التى لديها توقعات أقل إيجابية حتى عام 2025 حيث أن التقلب فى الأسعار الذى تسبب فى هذا الارتفاع فى النمو فى مثل هذه الفترة غير المؤكدة قد يتسبب أيضًا فى انخفاض المبيعات فى السنوات القليلة المقبلة.
وسيكون المغرب وتونس قادرين على التعافى بسرعة بمجرد أن يبدأ تعافى قطاع السياحة التى تؤثر على اقتصاد الدولتين، وسيعودان إلى معدل النمو الذى كانا يشهدانه فى السنوات القليلة الماضية وسيحققان أرقامًا قياسية جديدة فى المبيعات.
وتناقش الحكومة الجزائرية هذا الصيف رفع الحظر المفروض على استيراد السيارات الذى أصاب السوق بالشلل منذ 6 سنوات. وبمجرد رفع الحظر، سينفجر السوق الجزائرى، وينمو بسرعة كبيرة، متفوقًا على معظم دول المنطقة من حيث النمو. ومن العوامل المهمة التى ستؤثر على أداء سوق السيارات الجزائرية: أسعار النفط فإذا كانت سترتفع فى السنوات القليلة المقبلة، فقد يفيد هذا السوق بشكل كبير لأن الجزائر هى الدولة الثامنة عشرة فى العالم من حيث إنتاج النفط وتنتج أكثر من 1.35 مليون برميل يوميًا وفق بيانات عام 2019.
ويشيرالتقرير إلى وجود دولة أخرى لا تستطيع فعل أى شيء سوى النمو هى ليبيا، ولكن يصعب تحديد هذه التوقعات بدقة لأنها متأثرة بشدة بعملية السلام، التى توقفت بالفعل عدة مرات. هذا العام، كانت ليبيا تنتج أكثر من 1.2 مليون برميل من النفط يوميًا وكانت ثامن أكبر منتج للنفط عالميًا. ويمكن أن تكون الدولة الأسرع نموًا فى العالم إذا تم الحفاظ على السلام، مع نمو متوقع بنسبة 400 %500-.