تتجه حكومات الدول النامية والمتقدمة ومنها اللتان خصصتا 2.6 تريليون دولار للاستثمار فى مشروعات البنية التحتية لتعزيز فرص العمل للعاطلين الذين ازدادت أعدادهم منذ ظهور وباء كورونا بداية العام الماضى وتسريع تنفيذ عمليات التحول لاستخدام الطاقة المتجددة لتحقيق أهداف الحياد الكربونى للمحافظة على كوكب الأرض.
نيودلهى تضخ 100 تريليون روبية فى البنية التحتية لتعزيز الاقتصاد المتعثر بسبب الوباء
وأعلنت الحكومة الهندية بداية هذا الأسبوع عن خطة قومية بقيمة 100 تريليون روبية (حوالى 1.4 تريليون دولار) للاستثمار فى مشروعات البنية التحتية لتوفير فرص عمل لملايين من الشباب الهندى بعد انكماش الناتج المحلى الإجمالى بأكثر من %7 فى عام الوباء حيث أدت الموجة الثانية من كورونا إلى تأخير التعافى الاقتصادى هذا العام.
وتأتى خطة حكومة نيودلهى بعد أن توصل البيت الأبيض ومجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين الجمهورى والديموقراطى إلى اتفاق على مشروع قانون للبنية التحتية بقيمة 1.2 تريليون دولار فى أقوى ضخ للأموال فى مشروعات البنية التحتية منذ عشرات السنين.
وذكرت وكالة بلومبرج أن رئيس الوزراء الهندى ناريندرا مودى أعلن الأحد الماضى أن الهند ستطلق خطة بنية تحتية وطنية ستساعد فى خلق فرص العمل وتوسيع استخدام الوقود المتجدد والنظيف لتحقيق أهداف المناخ فى البلاد ومنها تطوير قطاع التكنولوجيا وتمويل محطات شحن السيارات الكهربائية.
برنامج البنية التحتية فى الهند يستهدف استعادة النمو
وأكد مودى خلال خطابه فى احتفالات عيد الاستقلال فى نيودلهى أن برنامج البنية التحتية فى الهند ثالث أكبر اقتصاد فى آسيا يستهدف تعزيز إنتاجية الصناعات وتحقيق النمو الاقتصادى الذى تراجع بسبب كوفيد 19 الذى أصاب ما يزيد عن 32 مليون شخص فى البلاد برغم أنها أعطت أكثر من 500 مليون جرعة من لقاح الفيروس حتى الآن لتحتل الهند المركز الثانى على العالم بعد الولايات المتحدة التى تعانى من حوالى 36.7 مليون إصابة مع أنها أعطت حوالى 360 مليون جرعة للأمريكيين حتى الآن.
ويرى مودى أن برنامج البنية التحتية، الذى يدخل ضمن خطة الحكومة لإنقاذ البلاد من التدهور الاقتصادى الحاد الذى تفاقم بسبب أزمة كورونا، سيساعد المصانع المحلية على المنافسة على مستوى العالم وخلق فرص جديدة لتعزيز الأنشطة الاقتصادية وتعافى النمو.
ويستهدف رئيس الوزراء الهندى الاستقلال فى مجال الطاقة بحلول عام 2047 ولاسيما أن الحكومة تنفق أكثر من 12 تريليون روبية كل سنة على واردات الطاقة ولذلك من المهم تنويع مصادر الطاقة النظيفة وخصوصا الكهربائية والانتقال إلى اقتصاد قائم على الطافة الشمسية والغاز الطبيعى وجعل الهند مركزًا لإنتاج خلايا الهيدروجين المستخدمة فى السيارات التى تعمل بالطاقة المتجددة.
اتفاق نادر بين الحزبين
وكان مجلس الشيوخ الأمريكى وافق يوم الثلاثاء الماضى على مشروع قانون للبنية التحتية طال انتظاره، بعد أشهر من المفاوضات بين الديمقراطيين والجمهوريين فى خطوة نادرة من الحزبين حيث انضم 12 من الجمهوريين إلى الديمقراطيين لدعم التشريع لتصبح نتيجة التصويت النهائى 69 مقابل 30 صوتا متجاوزة حاجز 60 صوتا المطلوب لمعظم التشريعات فى مجلس الشيوخ الذى يضم 100 مقعد.
وأعلن الرئيس الأمريكى جو بايدن عن خطة بنية تحتية تبلغ قيمتها حوالى تريليونى دولار، لكن الجمهوريين انتقدوها، وقالوا إنها لا تستهدف البنية التحتية ومكلفة للغاية ولكن زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ تشاك شومر أكد فى قاعة مجلس الشيوخ قبل التصويت إن هذه الخطوة تأخرت لعقود وإنها لازمة لتنشيط البنية التحتية المتداعية فى البلاد ومنها مشروعات مثل الطرق، والكبارى، والسكك الحديدية المختصة بنقل الركاب، وشبكات مياه الشرب ومياه الصرف الصحى.
استمرار الوباء منذ ديسمبر 2019 حتى الآن
وأدى انتشار وباء كورونا فى أكثر من 210 دول ومناطق منذ اكتشاف أولى حالات الإصابة فى الصين فى ديسمبر 2019 إلى إصابة أكثر من 207 ملايين شخص على مستوى العالم بينما ارتفع إجمالى عدد الوفيات الناتجة عن الفيروس إلى 4.4 مليون ضحية ومازالت الأعداد تزداد يوما بعد يوم بسبب السلالات المتحورة لدرجة أن العديد من المحللين فى المراكز البحثية يتوقعون أن تستغرق هذه الأزمة الصحية سنوات بالنسبة لمعظم الدول وأن يخسر الاقتصاد العالمى حوالى 15 تريليون دولار خلال الفترة من 2020 إلى 2024 رغم أن الحكومات فى العالم أنفقت منذ ظهور كوفيد 19 ما يقرب من 16 تريليون دولار.
ولذلك تكثف حكومات العالم إنفاقها على مشروعات البنية التحتية لتوفير فرص العمل وحماية الوظائف ومساندة الشركات ودعم العاطلين وتطبيق التدابير الصحية والعلاجية لمكافحة كوفيد 19 وبذل الجهود اللازمة لمنع حدوث مثل هذه الأزمات الصحية فى المستقبل والتى تسببت فى العديد من التوترات السياسية والاضطرابات الاقتصادية العنيفة فى أنحاء العالم علاوة على تزايد الشكوك حول كيفية معالجة أزمة الفيروس برغم التدابير الصحية المكثفة المبذولة لمواجهة الوباء.