◗❙ الحدث يحقق العديد من المكتسبات الاقتصادية والسياحية ويرفع الوعى المجتمعى
◗❙ أتوقع حضور أكثر من 30 ألف مشارك.. «شرم الشيخ الخضراء» جاهزة لاستقبال الضيوف
كشفت وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد، عن تفاصيل طرح وجهة النظر المصرية خلال مؤتمر المناخ cop 27 والذى ستبدأ فعالياته فى 6 نوفمبر المقبل وبحضور أكثر من 30 ألف مشارك ومشاركة رؤساء الدول على مستوى العالم، والتأكيد على جاهزية شرم الشيخ أول مدينة خضراء لاستقبال مؤتمر المناخ.
وأكدت وزيرة البيئة، فى حوار مع «المال»، أن مصر تستضيف مؤتمر المناخ cop 27 نيابة عن القارة السمراء والدول النامية، وأنه تم إعداد أجندة عمل مصرية تؤكد أن المرحلة الحالية هى التنفيذ وذلك بعد الانتهاء من الاتفاق على غالبية النصوص التفاوضية وعلى رأسها ما يتعلق ببرنامج عمل اتفاق باريس.
جمع مؤتمر الأمم المتحدة المعنى بتغير المناخ COP 26 فى جلاسكو الذى انعقد العام الماضى، 120 من قادة العالم وأكثر من 40٫000 مشارك مسجل، بما فى ذلك 22٫274 مندوبًا و14.124 مراقباً و3.886 من ممثلى وسائل الإعلام، لمدة أسبوعين فى ظل انشغال العالم بكل جوانب تغير المناخ، ومنها العلم، والحلول، والإرادة السياسية للعمل، والمؤشرات الواضحة للعمل المناخى.
يذكر أيضا أنه لمواجهة تغير المناخ وآثاره السلبية، تبنت 197 دولة اتفاق باريس فى مؤتمر الأطراف 21 فى باريس فى عام 2015. بهدف إلى الحد بشكلٍ كبير من انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى العالمية والحد من زيادة درجة الحرارة العالمية فى هذا القرن إلى درجتين مئويتين مع السعى إلى الحد من الزيادة إلى 1.5 درجة، وتعهد الدول المتقدمة على الوفاء الكامل بهدف 100 مليار دولار بشكل عاجل.
وأوضحت «فؤاد»، أن نجاح مؤتمر الاطراف للتغيرات المناخية بحسب وجهة النظر المصرية يتمثل فى كونه فرصة للقادة من جميع دول العالم لجعل عام 2022 نقطة التحول اللازمة لاتخاذ إجراءات بشأن حالة الطوارئ المناخية والحفاظ على الكوكب.
وتابعت أن مصر ستعمل على خلق الأجواء المناسبة التى تتيح للأطراف المختلفة أن تصل لتوافقات حول القضايا الأبرز فى المفاوضات متعددة الأطراف خلال المؤتمر، ومن ثم تحقيق التقدم المطلوب فى كل منها ونقلها إلى مرحلة التنفيذ الفعلى للالتزامات والتعهدات التى قطعتها الدول على نفسها.
وذكرت أنه سيتم طرح عدد من المبادرات الجادة والمؤثرة القابلة للتنفيذ فى مختلف جوانب قضية تغير المناخ، والتى تعود بالنفع المباشر على أكبر عدد من دول العالم وتدعم جهود تلك الدول فى التخفيف والتكيف مع آثار تغير المناخ.
آخر استعدادات مصر لاستضافة مؤتمر المناخ cop 27
أكدت «فؤاد»، أن استعدادات مصر تسير على قدم وساق لسرعة إنهاء التجهيزات الأخيرة لاستقبال الحدث الأكبر على مستوى البيئة فى العالم خلال شهر نوفمبر، إذ تقوم الدولة بتحضير قاعات تستوعب آلاف المشاركين وتجهيز لكافة الفنادق للظهور بالصورة اللائقة واستغلال الحدث للترويج للسياحة.
وأوضحت أنه فى إطار التحضير للمؤتمر تم تشكيل لجنة عليا برئاسة دولة رئيس الوزراء وعضوية الوزارات المعنية لضمان فعالية التنسيق فى كافة الاستعدادات الفنية، السياسية واللوجستية الخاصة بالمؤتمر وعرض ومتابعة المستجدات ومخرجات التعاون بين الوزارات والاحتياجات المطلوبة لكل وزارة للمشاركة فى المؤتمر.
وتابعت أنه تم إطلاق الحوار الوطنى للمناخ فى شهر مارس الماضى من خلال حملات توعية على مستوى المحافظات ويوجه لجميع الفئات، إضافة إلى التنسيق مع عدد من الوزارات تعمل مع وزارة البيئة فنيا لإعداد مبادرات وحزمة مشروعات لعرضها على اللجنة العليا تمهيدا لإطلاقها على هامش المؤتمر.
فتح باب التسجيل خلال أيام
وتتوقع «فؤاد» فتح باب التسجيل للمشاركة بالمنطقة الخضراء خلال الأيام القليلة القادمة وفق ضوابط واشتراطات تضمن التمثيل المشرف وعرض أفضل قصص النجاح والتجارب البيئية المميزة والتى تعد نموذج واقعى للتطبيق يمكن تكراره والاستفادة منه على نطاق أوسع محليا وعالميا خلال تفقدها لحديقة السلام بمدينة شرم الشيخ.
يشار إلى أن المنطقة الخضراء هى المنطقة المخصصة للمعارض والأحداث الجانبية، التى يعقدها القطاع الخاص والمجتمع المدنى والشباب والوزارات المختلفة لعرض قصص النجاح والمشروعات والابتكارات والمنتجات ذات الصلة فى مجال التصدى لآثار تغير المناخ بالإضافة إلى العروض موسيقية وفنية والاستعراضية لرفع الوعى بقضية التغيرات المناخية وأهميتها للإنسان.
أهم المحاور التى يركز عليها مؤتمر المناخ 27 cop
وتوقعت «فؤاد»، أن يركز المؤتمر على بحث كيفية تنفيذ ما جاء فى اتفاق باريس وحل المسائل العالقة وتحقيق تقدم فى أهداف خفض الانبعاثات المسببة لظاهرة الاحتباس الحرارى وتفعيل الهدف العالمى للتكيف، والخسائر والأضرار وإحراز تقدم ملموس فى الهدف الجديد للتمويل المناخى.
وتابعت أن المحاور الرئيسية تشمل أيضا موضوعات نقل التكنولوجيا وبناء القدرات وغيرها من الأمور الهامة لضمان وفاء الدول بالتزاماتها نحو عالم أقل انبعاثا وأكثر مرونة مع التأثيرات السلبية لتغير المناخ.
قضية التمويل
وأكدت أنه من الضرورى أن نعى جميعا أن قضايا الدعم المطلوب للوفاء باحتياجات الدول النامية للتكيف مع تغير المناخ وخفض الانبعاثات ليس فقط دعما ماليا ولكن يجب توفير التكنولوجيات اللازمة وبناء قدرات الخبراء الوطنيين للتمكن من تنفيذ إجراءات التكيف والتخفيف.
وأوضحت أن هناك فجوة كبيرة بين التمويل المتاح من قبل الآليات التمويلية المختلفة فى إطار الاتفاقية واتفاق باريس التابع لها وبين احتياجات الدول النامية، وقد شهد مؤتمر الأطراف 26 بجلاسجو تحرك مشجع من خلال إطلاق هدف جديد للتمويل وأهمية مضاعفة التمويل المتاح للتكيف، وسنعمل على البناء على تلك الخطوات للانتقال لمرحلة التنفيذ.
وأكدت أن مصر تطمح فى تحقيق مكتسبات عديدة من استضافة مؤتمر المناخ، والعديد من المكتسبات سواء اقتصادية من خلال تمويل المشروعات وانتعاش السياحة خلال فترة المؤتمر وما بعده واجتماعية من خلال توفير بعض الوظائف ورفع الوعى البيئى للمواطنين.
وذكرت أنه من المكتسبات البيئية تنشيط السياحة البيئية وتطوير المحميات القريبة من شرم الشيخ رأس محمد ونبق، والإعلان عن مدينة شرم الشيخ مدينة خضراء، واعتماد وسائل النقل الصديق للبيئة وتحول الفنادق للنجمة الخضراء لتحقيق الاستدامة وخفض معدلات التلوث بالمدينة.
إطلاق منظومة للمخلفات بقيادة القطاع الخاص
كشفت وزيرة البيئة، أن تكلفة تنفيذ منظومة المخلفات الجديدة تتجاوز 18 مليار جنيه، منها 10 مليارات تكلفة البنية التحتية للمنظومة داخل المحافظات، إذ تعمل الحكومة تعمل حاليا على إنشاء 103 محطات وسيطة لفرز وتجميع المخلفات، وتشغيل 57 مصنعا لتدوير المخلفات البلدية، بالإضافة إلى 71 مدفنا صحيا على أعلى مستوى من التوافق البيئى.
ما مظاهر تحويل شرم الشيخ مدينة خضراء
أوضحت أن الدولة تعمل على تحويل مدينة شرم الشيخ إلى مدينة خضراء صديقة للبيئة بالتعاون مع كافة الجهات المعنية وذلك على عدد من المحاور منها قيام المنشآت الفندقية بتركيب محطات شمسية صغيرة على أسطحها كذلك حصول المنشآت الفندقية والسياحية ومراكز الغوص الموجودة بها على شهادة معتمدة تفيد قيامها بتطبيق كافة اشتراطات الممارسات الخضراء صديقة البيئة والحصول على العلامة الخضراء بالإضافة إلى التوسع فى استخدام السيارات التى تعمل بالكهرباء أو الغاز الطبيعى.
وذكرت أنه تم توقيع وثيقة مشروع شرم مدينة خضراء الممول من مرفق البيئة العالمية والذى ينفذه جهاز شئون البيئة بالتعاون بين وزارة الخارجية وبرنامج الامم المتحدة الانمائى UNDP، بهدف تحويل شرم الشيخ إلى مدينة سياحية مستدامة بيئيًا ومتكاملة نموذجًا بتكلفة تقدر بحوالى 7 ملايين دولار.
الإجراءات التى تتخذها مصر للتصدى لقضية التغيرات المناخية
وكشفت وزيرة البيئة عن أبرز الجهود التى تمت للحد من التلوث والتصدى لقضية التغيرات المناخية، وذلك على الرغم من أن مساهمة مصر فى الانبعاثات العالمية من غازات الاحتباس الحرارى لا تتجاوز %0.6، إلا أنها قد اتخذت العديد من إجراءات خفض الانبعاثات فنجد أن الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ تتضمن هدفا عن تحقيق نمو اقتصادى مستدام ومنخفض الانبعاثات.
وتابعت أن استراتيجية الطاقة المستدامة تتضمن هدفاً طموحاً للوصول بمساهمة الطاقة المتجددة بنسبة %42 من الطاقة الكهربائية المولدة بحلول عام 2035، وما نشهده من تعديلات تشريعية مشجعة للقطاع الخاص للمشاركة فى مشروعات الطاقة المتجددة مثل مزرعة بنبان للطاقة الشمسية بقدرة 1.4 جيجاوات، ووضع أول إطار لدليل معايير الاستدامة البيئية ليتم تطبيقه على مشروعات الموازنة العامة.
وأشارت إلى إطلاق الإصدار الأول للسندات الخضراء السيادية بقيمة 750 مليون دولار لتمويل 15 مشروعا فى مجالات النقل النظيف والإدارة المستدامة للمياه ومعالجة المياه العادمة، كجزء من جهود مصر فى سياق التعافى الأخضر، ومشروعات النقل المستدام كالمونوريل والمترو والسيارات الكهربائية، ومشروعات إنتاج الطاقة من المخلفات والهيدروجين الأخضر وغيرها من الجهود التى تقوم بها الدولة.
وذكرت أن الوزارة تسعى إلى تقديم نموذج ناجح للمؤتمر بإحراز تقدم فى العملية التفاوضية والخروج بالعديد من المخرجات القابلة للتنفيذ وعقد العديد من الشراكات وتبنى المبادرات التى ستطلقها مصر على هامش المؤتمر وتوفير تمويل لحزم المشروعات ذات الأولوية الوطنية.
دور المجتمع المدنى والمحلى بالمؤتمر
ترى وزيرة البيئة، أن للمجتمع المدنى دورا هاما فى إنجاح المؤتمر لذا تسعى الوزارة إلى إشراكه وتوصيل صوته وتعزيز دوره فى المؤتمر على النحو المرجو، إذ تتميز مشروعات المناخ بأنها يجب أن تشمل تعزيز لدور المجتمع المحلى لعدة أسباب أهمها أن تتوافق تلك المشروعات واحتياجات المجتمع المحلى ولضمان استدامة تلك المشروعات بعد انتهاء تنفيذها.
وذكرت أنه تم تنفيذ وإطلاق أكثر من مشروع بالتعاون مع مؤسسات التمويل الدولية، منها على سبيل المثال مشروع تعزيز التكيف فى دلتا النيل الذى تقوم وزارة الموارد المائية والرى بتنفيذه بدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائى وتمويل من صندوق المناخ الأخضر، حيث يتم تنفيذ أعمال للحماية على طول الساحل فى بعض المناطق الأكثر تهديدا بارتفاع مستوى سطح البحر وتم إشراك المجتمع المحلى فى تنفيذ المشروع من عمالة وتوفير مواد خام للمشروع.
وأضافت وزيرة البيئة، أنه تم ربط مشروعات حياة كريمة بالقضايا البيئية، إذ تم مؤخرا توقيع بروتوكول تعاون مع مسؤول المبادرة لدمج البعد البيئى وخاصة المناخى فى الإجراءات التى تنفذها المبادرة، حيث أن المشروعات التى تتضمنها مبادرة حياة كريمة ترتبط بشكل وثيق بالتخفيف من الانبعاثات المسببة لظاهرة تغير المناخ مثل مشروعات توصيل الغاز الطبيعى وإدارة المخلفات، وكذا بالتكيف مع الآثار السلبية لتغير المناخ مثل مشروعات تبطين الترع.
دور الشباب
أكدت وزيرة البيئة، أن الشباب قدموا أفكاراً غير تقليدية لتحقيق الاستدامة فى مؤتمر المناخ COP 27 فى مجالات عدة كالنقل الكهربى والتشاركى واتباع ممارسات الاستدامة فى الضيافة والأغذية المقدمة فى المؤتمر والاستفادة من مخلفات الطعام واتباع أساليب التغليف الصديقة للبيئة.
كما قدم الشباب مقترحات لمشروعات رائدة لمواجهة آثار تغير المناخ، كتطبيق الهيدروجين الأخضر والأزرق فى مجالات الصناعة والنقل والبناء والكهرباء، وإنتاج بوليمر مقاوم للحريق بإعادة تدوير الأكياس البلاستيكية ومنتجات البولى ايثيلين، وتعميم أنظمة الطاقة الشمسية فى مختلف المرافق واستحداث نظم تنظيف مياه نهر النيل بالطاقة الشمسية، بالإضافة إلى أفكار حول الوصول إلى ممارسات زيرو انبعاثات بحلول 2050 من خلال التخفيف فى مجالات نقل الطاقة والنقل وصناعات مثل النسيج والاغذية، وآليات دمج بعد المناخ فى التعليم والتفكير النقدى.