قال المخرج عادل حسان، مدير فرقة مسرح الطليعة بالبيت الفني للمسرح، إنه وضمن برنامج احتفال وزارة الثقافة بالذكرى الأربعين لرحيل الكاتب والشاعر الكبير صلاح عبد الصبور، تقدم الفرقة بقاعة صلاح عبد الصبور بالعتبة احتفالية «يقول لكم» صياغة درامية للكاتب يسري حسان ومن إخراج كريم البسطي، وذلك غدا الاثنين 29 نوفمبر الحالي، حيث يقدم العرض الخاص بالاحتفالية مرتين في ليلة واحدة الأولي السابعة والثانية في التاسعة مساء، والحضور مجانا للجمهور بأسبقية الحضور.
وأوضح المخرج المسرحي كريم البسطي أن الاحتفالية تقدم رؤية حول أعمال الراحل صلاح عبد الصبور، وتعريف لأهم أعماله ومحطات حياته من خلال عرض فني مدته 30 دقيقة، يعقبه تقديم فيلم تسجيلي عنه من إنتاج المركز القومي للمسرح برئاسة الفنان القدير ياسر صادق، في تعاون مع مسرح الطليعة.
احتفالية «يقول لكم»، أداء أحمد مجدي، نشوي إسماعيل، محمد العزايزي، علاء النقيب، خالد العيسوي، نفين سراج، صياغة درامية يسري حسان، ديكور سماح نبيل، وتنفيذ إخراج خالد سعداوي، إخراج كريم البسطي .
صلاح عبد الصبور.. إرث كبير من الشعر والمسرح
ولد صلاح عبد الصبور 3 مايو 1931 بمدينة الزقازيق، وتوفي 14 أغسطس 1981 عن عمر يناهز الخمسون عامًا، ويعد أحد أهم رواد حركة الشعر الحر العربي ومن رموز الحداثة العربية المتأثرة بالفكر الغربي، كما يعدّ واحداً من الشعراء العرب القلائل الذين أضافوا مساهمة بارزة في التأليف المسرحي، خاصة في مسرحيته « مأساة الحلاج »، وفي التنظير للشعر الحر .
درس صلاح عبد الصبور اللغة العربية بكلية الأداب جامعة القاهرة وتخرج فيها عام 1947، و تتلمذ علي يد الشيخ أمين الخولي الذي ضمه إلى جماعة (الأمناء) التي كوّنها، ثم إلى (الجمعية الأدبية) التي ورثت مهام الجماعة الأولى، كان للجماعتين تأثير كبير على حركة الإبداع الأدبي والنقدي في مصر.
ترك عبد الصبور آثارا شعرية ومسرحية أثرت في أجيال متعددة من الشعراء في مصر والبلدان العربية، خاصة ما يسمى بجيل السبعينيات، وجيل الثمانينيات في مصر.
وقد حازت أعماله الشعرية والمسرحية قدرا كبيرا من اهتمام الباحثين والدارسين، ولم تخل أية دراسة نقدية تتناول الشعر الحر من الإشارة إلى أشعاره ودواوينه، وقد حمل شعره سمات الحزن والسأم والألم وقراءة الذكرى واستلهام الموروث الصوفي، واستخدام بعض الشخصيات التاريخية في إنتاج القصيدة .
ومن أبرز أعماله في ذلك: « مذكرات بشر الحافي» و «مأساة الحلاج» و«ليلى والمجنون»، كما اتسم شعره من جانب آخر باستلهام الحدث الواقعي، كما في ديوانه: “الناس في بلادي”.
ومن أبرز الدراسات التي كتبت عن أعماله، ما كتبه الناقد الدكتور عز الدين إسماعيل في كتابه: « الشعر العربي المعاصر: قضاياه وظواهره الفنية والمعنوية» و«الجحيم الأرضي» للناقد الدكتور محمد بدوي، ومن أبرز من درسوا مسرحياته الشعرية الناقد الدكتور وليد منير في ضمن دراسة « المسرح الشعري عند صلاح عبد الصبور».
تقلد عبد الصبور عددا من المناصب، وعمل بالتدريس وبالصحافة وبوزارة الثقافة، وكان آخر منصب تقلده رئاسة الهيئة المصرية العامة للكتاب، وساهم في تأسيس مجلة فصول للنقد الأدبي، فضلا عن تأثيره في كل التيارات الشعرية العربية الحداثية.