توقع عدد من المستوردين ارتفاع أسعار الأبقار المستوردة بنسبة %10 ليصل سعر الرأس من 65 إلى 70 ألف جنيه على خلفية تحرير سعر الصرف وارتفاع الدولار.
وطالب المستوردون المراكز البحثية فى مصر، بالعمل على تحسين سلالات الأبقار لتكون بديلة عن استيرادها، متوقعين ارتفاعات جديدة فى تكلفة الاستيراد والأسعار حال استمرار غلاء الدولار خلال الفترة المقبلة.
وقال ممدوح راضى رئيس الشركة الوطنية للثروة الحيوانية، وأحد كبار مستوردى الأبقار فى مصر، إن تحرك سعر الدولار أمام الجنيه للمرة الثالثة على التوالى أدى إلى تغيير كبير فى خطط الاستيراد للفترة المقبلة، نظرا لارتفاع الأسعار من ناحية وضعف الطلب من المزارعين والعملاء نتيجة ارتفاع تكاليف التسمين والتربية بسبب غلاء الأعلاف والأمصال من ناحية أخري.
وأضاف «راضى» – فى تصريحات لـ«المال» – أن ارتفاع الدولار ينعكس على جميع الشركات بالسلب من ناحية الكميات المستوردة من الخارج بسبب نقص الدولار وعدم توافره بسهولة، وهذا يتسبب فى انخفاض الكميات التى تستوردها الشركات.
وأشار إلى أنه تم تغيير سعر البقرة من 50 ألف جنيه إلى 56 ألفا وصولا إلى 60 ألفا قبل زيادة الدولار الخميس الماضي، متوقعا زيادة الرسالة القادمة بعد تحريك الدولار ووصول السعر إلى 70 ألفا للرأس «الهولشتاين الألمانى العشار» بزيادة حوالى %10 عن السعر الحالى.
وقال إن هذا السعر مرتفع جدا بالنسبة للعملاء والمربين وبالتالى تحدث عملية ركود فى بيع الأبقار المستوردة، لافتا إلى أن شركته تستورد الأبقار من ألمانيا كونها من أفضل السلالات المستوردة من حيث المناعة والإنتاج وملائمة للمناخ المصري.
وأوضح أن متوسط أعداد الاستيراد للأبقار انخفض إلى نصف الكمية ووصولها إلى 500 رأس بدلًا من 1000 للرسالة الواحدة، متوقعا انخفاض الكميات فى حال عدم استقرار سعر الجنيه أمام الدولار بالإضافة إلى ارتفاع الأسعار أكثر من ذلك.
وأكد هشام المنوفى رئيس شركة المنوفى للثروة الحيوانية وأحد المستوردين للأبقار، أن مصر تستورد من -500 600 ألف بقرة سنويا، وتحديدا من «ألمانيا، وأمريكا، وهولندا، وإيطاليا».
وتوقع انخفاض الكميات المستوردة إلى 50 ألف رأس الفترة المقبلة، بسبب فسخ العديد من الحاجزين عقودهم مع المستوردين بعد ارتفاع أسعار الأبقار وإضافة الزيادة التى تسبب فيها الدولار.
وأضاف لـ«المال» أن بعض الحاجزين تعاقدوا على سعر البقرة بـ55 ألف جنيه قبل تحريك الدولار، وبعد الزيادة تفاجأوا بارتفاعات كبيرة.
وأشار إلى أن الأبقار المستوردة ليس لها أى عقود للتوريد، نظرا لأنها منتج يعتمد على العرض والطلب فى الأسواق، لافتا إلى أن المستوردين يأخذون حوالى %50 مقدم حجز الأبقار قبل استيرادها من الخارج بهدف ضمان بيع الأبقار المستوردة حين وصولها إلى مصر.
ولفت إلى أن الدول المصدرة لها تتعامل بالدولار، وبالتالى وجب على المراكز البحثية فى مصر العمل على تلقيح السلالات وتحسينها لزيادة الإنتاج الحيوانى والاعتماد عليه بديلا عن الاستيراد.
وأوضح أن تحسين السلالات ليس مستحدثا، إذ تم العمل عليه فى التسعينات وحقق نجاحا مبهرا للمربين، وتوقف بسبب عدم توافر التمويل الكافى له من هيئة الطب البيطري.
وأشار إلى أن تحريك الدولار أدى إلى ارتفاع أسعار الذرة الصفراء وفول الصويا والتحصينات والأدوية البيطرية، مما تسبب فى خروج العديد من المربين، لافتا إلى أنه حتى الآن خرج حوالى 5 مزارع أبقار بسبب عدم قدرة أصحابها على تحمل النفقات المرتفعة.
وأكد «المنوفى» أن سعر كيلو العلف المركز للبقر الحلاب وصل إلى 14 جنيها، وفى المقابل تتسلم شركات الألبان كيلو اللبن بـ11.5 جنيه، مما يضطر المربى إلى تحمل نحو 3.5 على نفقته الخاصة لكل كيلو لبن يوميا بسبب تحريك سعر الدولار.
فى سياق متصل، قال مصطفى لطفى رئيس مجلس إدارة شركة «هيلثى ميلك للألبان» إن تحريك سعر الدولار أمام الجنيه يدفع مستوردى الأبقار إلى تغيير خطط الاستيراد نظرا للارتفاع المستمر للدولار وعدم استقراره على سعر ثابت.
وأضاف – فى تصريح خاص لـ«المال» – أنه من الضرورى العمل على تحسين السلالات فى مصر لإنتاج كميات أكبر من الأبقار بديلة عن الاستيراد بسبب صعوبة توفير العملة لاستيراد الكميات المطلوبة.
وأكد أن زيادة أسعار الأبقار المستوردة من الخارج ترجع إلى العرض والطلب على اللحوم فى الأسواق المصرية، مضيفا أنه فى حالة حدوث أى زيادات لن تتعدى 5 إلى %10 فقط.
وأشار إلى أنه لا يستطيع أى شخص حسم الزيادة النهائية فى أسعار الأبقار إلا بعد استقرار الدولار.
من جانبه، قال ياسر أبو جليل رئيس مجلس إدارة إحدى جمعيات تنمية الثروة الحيوانية، إن ارتفاع أسعار الدولار يتسبب فى خسائر مالية كبيرة للمربين وخروج البعض منهم الفترة المقبلة بسبب ارتفاع الأسعار.
وأضاف – فى تصريح خاص لـ«المال» – أن سعر الأبقار المستوردة قبل تحريك الصرف بلغ حوالى 58 ألف جنيه للرأس، متوقعا وصوله بعد تحريك الدولار من 65 إلى 70 ألفا للرأس بزيادة حوالي%10 مع انخفاض الإقبال على الأبقار بسبب ارتفاع تكاليف التغذية والأعلاف.
وأشار إلى أن المستمرين فى تربية الأبقار المستوردة حاليا هما المربون الحاصلون على قروض الـ%5 فقط، لكن المربين أصحاب الأموال الخاصة والحرة يخرجون منها الفترة المقبلة بسبب عدم قدرتهم على توفير احتياجات الأبقار من الأعلاف والأدوية وغيرها نظرا لأنها تحتاج إلى طبيعة خاصة فى التربية.
ولفت إلى أن إنشاء البنية التحتية لمزارع الأبقار المستوردة يحتاج إلى تكاليف مالية مرتفعة وهذا لم يتوفر فى الوقت الحالى بسبب ارتفاع التكاليف، وفى حال استمرار تحرك الدولار يتجه المربون إلى الخروج من التربية وعدم الإقبال عليها.