ثمن عدد من المستثمرين والعاملين فى القطاع الزراعى جهود إحياء مشروع تنمية جنوب الوادى «توشكى» الذى يستهدف استصلاح واستزراع نحو 600 ألف فدان حول منخفضات توشكى خلال المرحلة المقبلة، كما يهدف إلى خلق مجتمعات جديدة وتحويله إلى «سلة غذاء» لمصر عبر التوسع فى زراعة القمح والشعير والفول والذرة وفول الصويا وعباد الشمس.
وأوضحوا أنه من عوائد المشروع على الاقتصاد الوطنى والزراعى على وجه الخصوص، قطع شوط كبير على طريق تحقيق الاكتفاء الذاتى من المحاصيل الإستراتيجية مثل الحبوب والمحاصيل الزيتية، وزيادة الإنتاج الحيواني، فضلا عن توفير فرص العمل، وزيادة التصدير،وتخفيف العبء على موازنة الدولة، وخلق مجتمعات عمرانية جديدة،وسد الفجوة فى الأعلاف.
ويعد غالبية العاملين فى مشروع توشكى من الصعيد، ويتضمن عدة مشروعات زراعية وإنتاجية مختلفة، كما تبلغ مساحة مزرعة توشكى التابعة للشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضى نحو 60 ألف فدان، وتعد أكبر مزرعة على مستوى الجمهورية.
جدير بالذكر أن خطة الدولة من التوسع الأفقى فى جميع المناطق، تتضمن إضافة 2 مليون و100ألف فدان خلال السنوات القليلة المقبلة، منها 600 ألف فدان فى توشكى و 500 ألف فدان فى شمال سيناء ومليون فدان فى محور الضبعة بالساحل الشمالى الغربى من الإسكندرية لمطروح.
محمد القرش: المشروع سيكون سلة غذاء جديدة لمصر
وأكد محمد القرش المتحدث الرسمى باسم وزارة الزراعة أن توشكى ستتحول إلى “سلة غذاء مصر” فى المستقبل القريب، وتحقق لها جزءا كبيرا من الأمن الغذائى لسد الفجوة الغذائية، فضلا عن سيناء ومحور الضبعة لتتغير معها الخريطة الزراعية بالكامل .
وأشار إلى أنه تم تخصيص 20 ألف فدان من مزرعة توشكى لزراعة المحاصيل الإستراتيجية مثل الذرة والقمح، و40 ألف فدان من التمور، وهى المزرعة التابعة للشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضى التى تصل مساحتها إلى 60 ألف فدان.
وأضاف أن هذه المساحات المنزرعة بالمحاصيل الإستراتيجية تتبع إجمالى مساحة 300 ألف فدان قامت بزراعتهم الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضى على مستوى الجمهورية سواء فى وادى النطرون أو وادى الملاك وغيرها خلال الفترة الماضية.
وألمح إلى أن مشروع توشكى يساهم فى تحقيق زيادة فى إنتاج الثروة الحيوانية من خلال تنويع القيمة الاستثمارية لمزرعة توشكى عن طريق تربية وإنتاج آلاف الرؤوس من الثروة الحيوانية من الأغنام والنعام والأبقار.
وأشار إلى أنه بالنسبة لمشروع مزرعة التمور فى توشكى، تم تخصيص 40 ألف فدان لزراعة نخيل التمور الفاخرة ذات الجودة العالية بإجمالى 2.5 مليون نخلة؛ بهدف وضع مصر على الخريطة العالمية لإنتاج وتصدير التمور.
كان الرئيس عبدالفتاح السيسى وجه بعدم زراعة نباتات زينة أو أشجار للزينة والاهتمام بالمحاصيل الإستراتيجية الأساسية التى تعانى مصر من فجوة منها، وتستورد منها تقريبا %65 من احتياجاتنا بإجمالى تقريبا 15 مليار دولار.
جاد الرب: حصيلة فدان القمح به عالية.. وتبلغ 3.5 طن نظرا لجودة التربة والمياه
وأكد المهندس سيد جاد الرب، رئيس هيئة التعمير فى توشكى أن مشروع تنمية جنوب الوادى «توشكى» سيتحول إلى دلتا جديدة فى قلب الصحراء.
وأشار إلى أن المشروع يتضمن مخططا للتوسع فى المحاصيل المهمة مثل القمح والشعير وفول الصويا والذرة.
وأضاف أن دور وزارة الزراعة يتضمن حصر وتصنيف التربة وتقديم الدعم الفنى لتنفيذ المشروع والمقننات المائية ومتابعة المحاصيل المنزرعة .
وأفاد بأن الرئيس السيسى أعلن أكثر من مرة أن سد الفجوة الغذائية أهم من أى التكلفة التنفيذية للمشروعات من أى نوع.
يذكر أن مشروع توشكى واجه الكثير من الصعوبات والتحديات وآخرها الحاجز الصخرى والذى أزالته القوات المسلحة ليتم إعادة إحياء المشروع مرة أخرى وهو العائق الماثل أمام المشروع منذ التفكير فى تنفيذه فى1997.
ولفت إلى أن إنتاجية الفدان من القمح فى مشروع توشكى عالى جدا ويصل إلى 3 أطنان ونصف طن لجودة التربة والمياه .
أبو العزم : الدولة بذلت مجهودا ضخما به.. واستخدام التكنولوجيا يرفع الإنتاجية
ويتفق معه فى الرأى أشرف أبو العزم، مدير محطة البحوث الزراعية بتوشكى، الذى أكد أن وزارة الزراعة قامت بتحليل التربة فى المشروع، وثبت صلاحيتها لزراعة القمح والشعير والذرة وغيرها.
وذكرأن التوسع فى زراعة الذرة فى توشكى لمساحات تصل إلى آلاف الأفدنة، سيساهم فى سد الفجوة للمحاصيل المستخدمة فى الأعلاف.
وأشار إلى أن المشروع يعتمد على التكنولوجيا الحديثة فى زيادة الإنتاجية بعد تطبيق المعايير العالمية، وبالتالى ستصل إلى أفضل المستويات من عوائد الفدان، حيث من المتوقع أن يصل إلى 22 إردبا من القمح للفدان،وهى تقارب الإنتاجية فى أراضى الوادى القديم.
ونوه إلى أنه يتم زراعة أصناف النخيل عالية الجودة بمشروع توشكى بعدد 2.5 مليون نخلة مخصصة للتصدير من أصناف البرحى والمجدول وهى أصناف نصف جافة تخاطب الأسواق العالمية .
وألمح إلى أنه تم إدخال تصميمات حديثة للرى فى المشروع، من خلال الاعتماد على وسائل تكنولوجيا حديثة فى الرى والزراعة لتوفير الرى فى المساحات المنزرعة باستخدام التقنيات الحديثة مثل الرى المحورى «بيفوت» أو الرى بالتنقيط أو الرش.
وكشف أن الدولة أنفقت مبالغ وجهودا كبيرة، وتكاليف ضخمة لخلق طرق ومحاور وترع تساعد على عملية التنمية، فضلا عن مد شبكات الكهرباء وغيرها. الصاوى أحمد