أكد الدكتور مصطفى فودة، مستشار وزير البيئة المصري للتنوع البيولوجي، أن الصين لديها رؤية كبيرة فيما يتعلق بحماية التنوع البيولوجي ويمكنها أن تقود العالم نحو سياسات أفضل في هذا الصدد من خلال استضافتها للاجتماع الـ 15 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي.
وقال فودة في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) إن “الصين لديها تنوع بيولوجي كبير جدا ويهمها كثيرا أن تتناسق مع القضايا ذات الصلة على جميع مستويات العالم”.
ومن المقرر أن ينطلق الاجتماع الـ 15 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية التنوع البيولوجي في مدينة كونمينغ، عاصمة مقاطعة يوننان بجنوب غربي الصين، في 11 من شهر أكتوبر الجاري، وسوف يعقد المؤتمر على جزءين أحدهما عبر الإنترنت والآخر بالحضور الفعلي، حيث من المقرر أن يناقش الأعضاء السياسات والأنشطة المتعلقة بحماية التنوع البيولوجي خلال العشر سنوات المقبلة.
وأوضح فودة، وهو أيضا منسق مصر الوطني لاتفاقية التنوع البيولوجي والذي سوف يتوجه إلى الصين في شهر ابريل القادم لحضور الجزء الثاني من المؤتمر، أن الصين ستكون رئيس المؤتمر لمدة عامين، “وسوف يكون لديها الفرصة أن تقود العالم في وضع السياسات الخاصة بالتنوع البيولوجي”.
وأشار إلى أن مصر استضافت الاجتماع الـ 14 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية التنوع البيولوجي في عام 2018، وتستضيف الصين حاليا الاجتماع الـ 15 وسوف تستضيف تركيا بعد ذلك الاجتماع الـ 16.
وأضاف أن “أهمية هذا المؤتمر هي الاتفاق على إطار التنوع البيولوجي العالمي لما بعد 2020، والذي يخبرنا بما يجب القيام به خلال العشر سنوات القادمة فيما يتعلق بالأنشطة المختلفة ذات الصلة بالتنوع البيولوجي”.
وأوضح فودة أن هذا المؤتمر يختلف عن سابقيه، حيث سيعقد على مرحلتين، ومن بين الأنشطة الرئيسية للمرحلة الأولى هي تسليم مصر، الرئيس الحالي للمؤتمر، رئاسته للصين، والاتفاق على ميزانية 2021-2022.
وتابع قائلا “وسوف تتم مناقشة الموضوعات المعقدة والمتشابكة جدا، التي لم نستطع حلها حتى الآن، في اجتماع آخر مدته ثلاثة أسابيع في جنيف في شهر يناير القادم، ثم بعد ذلك سنجتمع جميعا في شهر إبريل في كونمينغ في الصين”.
واستطرد المسؤول المصري قائلا، “في ذلك الوقت سوف نكون قد انتهينا من وضع إطار العمل لما بعد 2020 وكونا رؤيتنا للعشر سنوات القادمة، بحيث تكون متناسقة مع الأهداف العالمية الأخرى مثل أهداف التنمية المستدامة”.
واتفاقية التنوع البيولوجي لها ثلاثة أهداف رئيسية، وهي صون التنوع البيولوجي لجميع الكائنات الحية، وليس فقط لبعض الأنواع والأنظمة البيئية، وتحقيق التنمية المستدامة لمثل هذه الموارد، وتقاسم المنافع العائدة من استخدام الموارد الجينية، بحسب خبير البيئة المصري.
كما أشار فودة إلى أن النظم البيئية توفر خدمات وسلعا للبشرية بدون مقابل تقدر قيمتها حاليا بنحو 143 تريليون دولار أمريكي سنويا، في حين أن إجمالي الناتج المحلي العالمي لاقتصاديات العالم مجتمعة يبلغ نحو 90 تريليون دولار أمريكي سنويا.
وأكد أن الصين بذلت “جهودا كبيرة جدا” للحفاظ على التنوع البيولوجي خلال السنوات القليلة الماضية.
وقال فودة، “لقد التقينا بخبراء من الأكاديمية الصينية للعلوم، وهم لديهم تصور كبير وجيد جدا في هذا الصدد، ولو نجحوا فيه سوف يكون ذلك انجازا مميزا”.
وأضاف مستشار وزير البيئة المصري أن “الصين لا تقدم فقط تسهيلات معينة في هذا المجال ولكن لديها أيضا رؤية كبيرة خاصة بجميع النظم البيئية”.
وعزا فودة اهتمام الصين بالتنوع البيولوجي إلى تراثها الثقافي، مشيرا إلى أن جميع الحضارات القديمة، مثل الصين ومصر، تهتم بالحفاظ على التنوع البيولوجي بشكل أو بآخر.
وأردف قائلا “علاقتنا بالصين علاقة قديمة وليست وليدة إطلاقا، فنحن لدينا الأنشطة السياسية والاقتصادية والتجارية المشتركة وغيرها، وبالتالي فإن الأنشطة ذات البعد البيئي، وخاصة التنوع البيولوجي، من بين الأشياء المهمة للغاية التي يمكن لمصر والصين تبادل الخبرات فيها”.
وقال مستشار وزير البيئة المصري لـ((شينخوا)) إنه زار الصين عدة مرات ويعلم أنه عندما يصر الصينيون على فعل شيء فإنهم يفعلونه، “وبالتالي من المتوقع أن تذهل الصين العالم من خلال رئاستها لهذا المؤتمر حول التنوع البيولوجي”.