قال مراقبون إن الهجمات الإرهابية في تركيا تحمل ذكريات سيئة للاقتصاد التركي خاصةً عامي 2015 و2016، اللذين شهدا عدداً من الهجمات الإرهابية والاضطرابات السياسية محلياً والتي أدت إلى إلحاق ضرر بالغ بقطاعى السياحة والتعليم.
وذكرت شبكة ” سى إن إن” أن تركيا تعتبر أحد أهم المقاصد السياحية في العالم، لما تتمتع به من تطور البُنى التحتية، إضافةً إلى ازدهار الإنشاءات الفندقية وتخفيف اشتراطات الدخول إلى الدولة.
ووفقاً لبيانات صندوق النقد الدولي، يتصدر السياح الألمان قائمة المسافرين إلى تركيا بنحو 15% من إجمالي العدد، تليها روسيا بنحو 10%، ثم المملكة المتحدة بنحو 7%.
ضربة للسياحة المزدهرة في تركيا
وتشير البيانات الرسمية إلى أن إيرادات السياحة في تركيا ارتفعت بنسبة 23.1% في الربع الثاني من عام 2023 مقارنة بالربع نفسه عام 2022 لتصل إلى 12.9 مليار دولار.
وخلال هذا الربع بلغ إجمالي زوار تركيا 13.6 مليون سائح من بينهم 1.3 مليون سائح عربي، وبذلك يصل نصيب السياحة العربية في تركيا خلال الأشهر الماضية من العام الحالي إلى نحو 10%.
تراجع السياحة وسط ازدياد الهجمات الإرهابية
وشهدت تركيا في عام 2015 زيادة مطردة في عدد الهجمات الإرهابية حيث بلغ عددها 400 حادثة من متوسط 70 بين عامي 2010-2014 ما أدى إلى تراجع عدد السياح الأوروبيين بنحو 30%.
وتشير تقديرات الصندوق إلى أنه مع كل انخفاض بنسبة 10% في أعداد السياح ينخفض إجمالي الناتج المحلي بنسبة تتراوح بين 0.3% و0.5%، وتؤدي العمليات الإرهابية إلى تراجع نشاط قطاع الاتصالات السلكية واللاسلكية إلى جانب تجارة التجزئة والمنسوجات.
ووفقاً لبيانات معهد الإحصاء التركي يمثل قطاع الأغذية والمشروبات مصدر إنفاق السياح الأول بنحو 23% من إجمالي الإنفاق، تليه أماكن الإقامة بنحو 19% ثم الهدايا التذكارية بنسبة 9%.
قطاع التعليم في تركيا تحت الضغط
ولا تعتبر السياحة المجال الوحيد الذي يتوقع أن يتضرر بشدة جراء الهجمات الإرهابية، بل يتوقع أن يتضرر قطاع التعليم بشدة إذ تستضيف تركيا أكثر من 300 ألف طالب دولي.
وتُقدر مساهمة الطلاب الأجانب في الاقتصاد التركي بنحو ملياري دولار سنوياً، وتهدف الحكومة التركية إلى زيادة عدد الطلاب الدوليين إلى أكثر من 500 ألف بحلول عام 2030.
وقد تدفع الهجمات الإرهابية السائحين والطلاب الدوليين للبحث عن وجهة جديدة، ما قد يعني خسائر بمليارات الدولارات للاقتصاد التركي.