تتبنى شركة مايكروسوفت مصر خطة طموحة، تستهدف من خلالها مساعدة القطاعين العام والخاص فى مصر على تعزيز رحلة التحول الرقمى عبر تسخير التكنولوجيا فى تلبية احتياجاتها، بما يتماشى مع رؤية مصر 2030 وأهداف التنمية المستدامة نحو إيجاد مجتمع معرفة واقتصاد قوى يتسم بالتنوع والابتكار، الأمر الذى يظهر جليًا فى إطلاق حزمة من المبادرات والشراكات طويلة الأمد، والمساهمة فى تنفيذ المشروعات القومية الحيوية مع مختلف الوزارات والقطاعات الاقتصادية بالدولة.
قالت ميرنا عارف، مدير عام الشركة فى مصر، فى حوار مع «المال»، إن استراتيجية مايكروسوفت ترتكز على تمكين المؤسسات من الاستجابة للأوضاع الراهنة، واتخاذ إجراءات وقائية للحفاظ على الصحة، وإعادة تأهيل منظمات فى التعافى من آثار جائحة كورونا عن طريق العمل والتعلم عن بُعد، والاستفادة من التكنولوجيا لتحقيق ذلك.
تمكين المؤسسات للتعافى من آثار «كورونا» على رأس أولوياتنا
وأشارت إلى أنه وفقًا لدراسة أجرتها شركة الأبحاث التسويقية IDC سيتحول %65 من الناتج المحلى الإجمالى العالمى إلى الرقمنة بحلول عام 2022، مع وصول حجم الاستثمارات المباشرة فى التحول الرقمى إلى 6.8 تريليون دولار عالميًا وذلك بين عامى 2020 و2023.
وأوضحت أن خطط الشركة تتماشى مع كل المعايير الداعمة لتحقيق التحول الرقمى وتنمية المهارات الرقمية، ودعم الإبداع التكنولوجي، وتلبية الاحتياجات المتغيرة لسوق العمل فى مصر، بهدف الارتقاء بمكانة البلاد وموقعها الجغرافى المتميز على خارطة السوق التنافسية، علاوة على دورها المهم على المستويين الإقليمى والدولي، إذ لا يقتصر دور مايكروسوفت على حد قولها على مجرد تقديم الابتكارات للشركات والمؤسسات، بل تمكينها على تحقيق الابتكار ذاته.
واستطردت قائلة: سنواصل دعمنا لأهداف الحكومة كشريك تكنولوجى للوصول إلى أهدافهم الرقمية وتحقيق أجندة الاقتصاد المعرفى فى البلاد، التى تستند بشكل كبير إلى التقنيات المتطورة والسحابة الإلكترونية، وذلك عن طريق توفير التكنولوجيا التى تطور من أداء المؤسسات والشركات وعقد الشراكات مع الحكومة لضمان استمرارية العمل على أكمل وآمن وجه.
واعتبرت أن تكنولوجيا الحوسبة السحابية بمثابة المحرك التكنولوجى الأساسى لمبادرات التحول الرقمى وبطاقة عبور مصر إلى الثـورة الصناعية الرابعة، لذلك تقوم مصر بتعظيم الاستفادة من تقنيات الحوسبة السحابية مؤخرًا لعلمها بأهميتها، وأثرها على الاقتصاد الوطني، مؤكدة أن خطة التنمية والازدهار التى تنهجها الدولة المصرية تتلاءم مع استراتيجيات مايكروسوفت لتمكين كل فرد ومؤسسة فى مصر من تحقيق المزيد من الإنجازات.
ورأت أن قطاع تكنولوجيا المعلومات فى مصر يشهد طفرة تنموية كبيرة، بالتزامن مع اتجاه الدولة نحو بناء مصر الرقمية وتوفير بنية تحتية تكنولوجية قوية ومتطورة، انطلاقًا من سعى الحكومة نحو الدخول فى عصر تكنولوجى جديد، والوصول إلى مجتمع مصرى يتعامل رقميًا فى كل مناحى الحياة.
منوهة بأن التوسع فى بناء اقتصاد مستدام يتسم بالتنوع والابتكار سيساعد على دفع محرك النمو الاقتصادى والثقافى والاجتماعى للبلاد، وتحسين أداء الوزارات والمؤسسات الحكومية والخاصة بمختلف أحجامها، سواء أكانت كبيرة أو متوسطة أو صغيرة أو ناشئة، وتقليل التكاليف التشغيلية.
ولفتت ميرنا إلى أن مايكروسوفت تجمعها شراكة طويلة الأمد مع كل من وزارتى التربية والتعليم والتعليم العالى والبحث العلمي، عبر إيجاد مبادرات وشراكات تستهدف ضمان استمرارية المنظومة التعليمية، وفقًا للأوضاع الجديدة التى طرأت بعد جائحة فيروس كورونا، وذلك عن طريق توفير أفضل تقنياتها المبتكرة التى تساعد على زيادة الإنتاجية، وتمكن الموظفين من ممارسة أعمالهم مع الحفاظ على أعلى مقاييس الأمان.
وأكدت أن الشركة عملت مع وزارة التربية والتعليم على تمكين عملية التعليم عن بُعد، وضمان استمراريتها، عبر عملها على دعم منصة الوزارة الجديدة للتعليم عن طريق الإنترنت المعدة لتزويد 20 مليون طالب بإمكانية الوصول المجانى إلى مجموعة تطبيقات Microsoft Office 365، بما فى ذلك Microsoft Teams، منوهة بأنه قبل الانتقال إلى Microsoft Office 365 كان يتوجب على طلاب الوزارة زيارة مدارسهم للحصول على حساباتهم الشخصية، ما دفع الوزارة للعمل مع مايكروسوفت لتطوير بوابة الخدمة الذاتية التى من شأنها تمكين الطلاب من إنشاء حسابات Microsoft 365 الخاصة بهم.
وتابعت أن البوابة السابقة تعد خطوة مهمة للغاية فى رحلة التحول الرقمى لوزارة التربية والتعليم، ليس فقط لتسهيل عملية توفير أكثر من 20 مليون حساب عبر الإنترنت، ولكن أيضًا لتمكين الوزارة من إدارة الحسابات والتطبيقات، مثل Exchange وTeams وOneDrive وWord وExcel وPowerPoint.
إطلاق بوابة نتائج الثانوية العامة ومنصة التعليم عن بُعد مع «التربية والتعليم»
كما تستخدم الوزارة أيضًا بريد Office 365 الإلكتروني، باعتباره الهوية الرئيسية للطلاب والمعلمين لتسجيل الدخول عبر منصاتهم المختلفة، إضافة إلى إطلاق بوابة خاصة بنتائج الثانوية العامة، من خلال منصة Microsoft Azure، الأمر الذى سمح لـنحو 676 ألف طالب مع عائلاتهم بمشاهدة نتائجهم دون أى معوقات.
بناء بوابة مركزية للطلاب والموظفين والأساتذة لصالح «التعليم العالي»
وألمحت ميرنا إلى أن مايكروسوفت تمكنت من بناء أول منصة تعليمية عن بُعد لوزارة التعليم العالي، تغطى أكثر من 27 جامعة، وتضم 2.8 مليون طالب، بالتعاون مع «المجلس الأعلى للجامعات»، وقَدّمت الشركة حلاً موحدًا متكاملاً مبنيًا على مايكروسوفت 365، ومايكروسوفت Teams لخدمة 27 جامعة حكومية فى مصر.
كما تعاونت الشركة أيضًا مع إحدى شركائها وهو: «BlueCloud» لبناء بوابة مركزية تضم جميع الطلاب والأساتذة والموظفين بموقع موحد للتحقق من الجداول الزمنية، وتثبيت تطبيقات Office والانضمام إلى الاجتماعات التى تُعْقَد على Teams وأداء المهام المختلفة التى تدعمها منصة مايكروسوفت 365.
وعلى صعيد المشروعات القومية، تابعت ميرنا عارف، قائلة: تسعى مايكروسوفت لأن تكون شريكًا فى كل المبادرات والاستراتيجيات الرقمية التى تهدف لتمكين جميع القطاعات الاقتصادية، وتحقيق رؤية مصر الرقمية 2030 وتأهيل الشباب وسد فجوة المهارات.
وقالت إن دور الشركة فى تنفيذ مشروع المتحف المصرى الكبير يتمثل فى تسخير التقنيات التكنولوجية الحديثة لتعزيز تجارب الزوار وتصوراتهم، من أجل دفع محرك النمو الاقتصادى والثقافى والاجتماعى للدولة على النحو الذى يضع معيارًا عالميًا جديدًا يرفع من خبرات المتاحف وينشئ فكرة عرض ثقافية جديدة كليًا.
كما تطرقت أيضًا إلى تعاون مايكروسوفت مع وزارة المالية فى إطلاق خدمة الفاتورة الإلكترونية التى ستحدث ثورة فى التكامل بين المنظومة الضريبية والمجتمع التجارى -على حد وصفها- بهدف تطوير المنظومة الضريبية، وتخفيف العبء الإدارى وتقليل تكلفة التعاملات، علاوة على دفع عجلة التحول الرقمى للتعاملات التجارية بأحدث الأساليب التقنية، وبالتالى عدم الحاجة إلى أرشفة الفواتير ورقيًّا، فضلًا عن تقليص إجراءات الفحص، مع إمكانية الفحص عن بعد، وتيسير إجراءات رد الضريبة.
وكشفت ميرنا، عن دعم الشركة وزارة الزارعة واستصلاح الأراضى لإطلاق مبادرة “الذكاء الاصطناعى من أجل الخير”، التى تهدف إلى تطوير الأساليب التقليدية للزراعة من خلال تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعى التى تسهم فى تدقيق اتخاذ القرار والاستفادة من الموارد وترشيد استهلاك المياه، كما تمتلك أيضًا علاقة وطيدة وشراكة قوية مع وزارة الاتصالات فى دفع أجندة حكومة مصر، وخططها للتنمية المستدامة على كل الأصعدة بما يتماشى مع رؤية مصر الوطنية 2030.
يشار إلى أن مجلس الوزارء وافق فى وقت سابق على قيام وزارة الاتصالات بالتعاقد مع “مايكروسوفت”، لتوفير الرخص والخدمات اللازمة لتشغيل مركز البيانات الموحد للعاصمة الإدارية الجديدة، والمشروعات المُواكبة لانتقال الوزارات والجهات الحكومية إلى الحى الحكومى.
وحول أثر كورونا على ميزانيات الشركات المرصودة للتطوير التكنولوجي، استطردت ميرنا: يمكن القول بأن الجائحة ساهمت بشكل كبير فى دفع عجلة الحكومات نحو التحول الرقمي، وفى السنوات المقبلة سنشهد تغييرًا فى شكل الوظائف، وستظهر كذلك مجموعة كبيرة من الوظائف الجديدة، متابعة أن مصر كانت من الدول التى سارعت خلال الوباء بتبنى التكنولوجيا، وحققت معدل نمو فى قطاع الاتصالات خلال الربع الأول من العام المالى 2020 بلغت نسبته 16%ليسجل أعلى قطاعات الدولة نموًا.
وعلى صعيد التعاون مع القطاع الخاص، كشفت عن تعاون الشركة مع مجموعة مانتراك الوكيل المعتمد لمنتجات CAT فى مصر، التى تبنت تطبيقات ‹›Microsoft Teams›› لتمكين موظفيها من إجراء المحادثات والتواصل والاتصال والمشاركة بسلاسة والتعاون عن بُعد، إضافة إلى الشراكة مع المجموعة المالية هيرميس فى مصر لتعزيز رحلتها نحو التحول الرقمى وتمكينها بواسطة حلول مايكروسوفت 365 وMicrosoft Teams من أجل ربط 4500 موظف ببعضهم إلكترونيًا، وتعزيز تجربة عملائهم، إلى جانب دعم تجربة 6000 موظف بمجموعة العربى للإلكترونيات عبر حلول Microsoft Office 365.
وأكدت أن قائمة المشروعات تشتمل أيضًا اعتماد الشركة الاستشارية لهندسة محطات القوى الكهربائية (بجسكو) نموذج عمل حديث عبر استخدام Microsoft Teams وPower BI وPower Automate، إضافة إلى خدمات Microsoft Azure، فبفضل هذا النظام عززت الشركة من أدائها، ومكّنت فريق العمل من تسهيل الأعمال عن بُعد وبطريقة آمنة، كما قامت عامر جروب بتحسين عملياتها ونقل أعباء عملها فى نظام SAP إلى سحابة مايكروسوفت أزور.
وأردفت: لن تتمكن منظومة التحول الرقمى من تحقيق استراتيجية ناجحة ومتكاملة إلا بوجود المهارات القادرة على إدارة التكنولوجيا؛ لذلك أصبح بناء مهارات الموظفين وتعزيز قدراتهم فى سوق العمل التنافسى مطلبًا أساسيًا لا يتجزأ من خطة التحول الرقمى.
وأضافت أنه بناءً على ذلك أطلقت الشركة عدة شراكات مع الحكومة لتنمية مهارات الشباب المصرى الرقمية منها مبادرة (طور وغير) بالتعاون مع كل من وزارتى الاتصالات والشباب والرياضة التى تهدف إلى حل مشكلات البطالة والأمية الرقمية للشباب المصري، من خلال توفير نظام متكامل يجمع بين التدريب والتأهيل وبناء القدرات والتوظيف، وسد الفجوة بين احتياجات سوق العمل وقدرات الشباب وتقديم الاستشارات المهنية وخدمات التدريب إلى جانب تشجيع ريادة الأعمال وتبنى الأفكار الابتكارية، إضافة إلى مبادرة « ‹›Women Techsters بالتنسيق مع المؤسسة الاجتماعية غير الربحية ‹›Tech4Dev›› من أجل تدريب الفتيات والسيدات فى مصر، وجميع أنحاء أفريقيا على البرمجة والمهارات التقنية الأخرى، وسد الفجوة الرقمية والتكنولوجية بين الرجال والنساء وضمان تطبيق مبدأ المساواة عن طريق إتاحة الفرص لجميع من فى القارة، فضلًا عن مبادرة SHE CODES التى تتعلق بتمكين الإناث الذين تتراوح أعمارهم من 18 إلى 30 عامًا من خلال التدريبات التكنولوجية، خاصة فى مجال كتابة أكواد البرمجة لمنحهن فرصة التعرف على المفاهيم الأساسية وممارسة برمجة الكمبيوتر وتمكينهن من إنشاء تطبيقات ثرية وتفاعلية.
إلى جانب مبادرة «بناة مصر الرقمية» التى تلعب خلالها مايكروسوفت دورًا رئيسيًا يتمثل فى تقديم دورات تكنولوجية توعوية، وتدريب الطلاب على مهارات الأمن السيبراني، إضافة إلى مسار تدريبى على علوم البيانات والذكاء الاصطناعي، وتنظيم مجموعة من الهاكاثون للطلاب لحل مشكلات حياتية وتحديات باستخدام التكنولوجيا، فضلًا عن ربط خريجى المبادرة بشبكة شركاء أعمال مايكروسوفت للحصول على فرص عمل محتملة.
يشار إلى أن بناة مصر الرقمية هى منحة من الدولة للمتفوقين من خريجى كليات الهندسة والحاسبات والمعلومات للحصول على درجة الماجستير المهنى فى مجالات الذكاء الاصطناعى وعلوم البيانات والأمن السيبرانى وعلم الروبوتات والأتمتة والفنون الرقمية، ويقدر إجمالى عدد المسجلين منذ أن أطلقتها وزارة الاتصالات فى سبتمبر من العام الماضى وحتى الآن بنحو مليون شاب.