هنّأ الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، الرئيس الصيني لإعادة انتخابه لفترة رئاسية جديدة، ونقل تحيات رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، للزعيم الصيني، وسلّمه رسالة من سيادته. وقال مدبولي إنهم ينظرون إلى الصين بوصفها نموذجًا يُحتذى به للاقتصادات البازغة ويتطلعون لمزيد من التعاون والتنسيق معها فى المجالات التجارية والاقتصادية، وغير ذلك من مجالات التعاون، ومُشيدًا بما تم إصداره مؤخرًا من “سندات الباندا” المُقوَّمة باليوان فى الصين، والتى من شأنها أن تسهم في دعم الاحتياطات النقدية المصرية.
وتوجّه رئيس الوزراء بالشكر للصين على تمويل وتنفيذ مشروع القطار الكهربائي الذي يربط القاهرة بالعاصمة الإدارية الجديدة مرورًا بمدينة العاشر من رمضان، وهو أحد المشروعات التى تتسق مع “مبادرة الحزام والطريق”.
جاء ذلك حيث استقبل الرئيس الصيني، شي جين بينج، صباح اليوم، الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، بقاعة الشعب الكبرى بالعاصمة الصينية بكين،
وبحضور الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، والدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والفريق/ كامل الوزير، وزير النقل، والسفير/ عاصم حنفي، سفير مصر لدى الصين، إلى جانب عدد من كبار المسئولين بالحكومة الصينية.
وقال الدكتور مصطفى مدبولي إن هناك تعاونًا بين مصر والبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، ولدينا محفظة كبيرة، ومصر شرُفت باستضافة الاجتماع الأخير للبنك بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، مُعربًا عن تطلعه كذلك للتعاون مع بنك التنمية الجديد التابع لمجموعة “بريكس” خلال الفترة المقبلة.
ووجّه رئيس الوزراء الشكر للرئيس الصيني على دعم مصر للانضمام إلى تجمع “البريكس” بالنظر لأهمية دور هذا التكتل المهم للغاية فى ظل الظروف العالمية الحالية.
ولفت مدبولي، خلال اللقاء، إلى الخطوات التى اتخذتها مصر، ومن شأنها أن تسهم فى تنفيذ مبادرة “الحزام والطريق”، ومن ذلك توسيع المجرى الملاحى لقناة السويس،
إلى جانب التوسع فى تطوير وتحديث الموانئ المصرية، والربط عبر شبكة طرق وسكك حديد بين الموانئ المصرية على البحرين الأحمر والمتوسط، وإنشاء الموانئ الجافة، تحقيقًا لفكرة الممرّات اللوجيستية التى تخدم التجارة العالمية.
وقال المستشار سامح الخِشِن، المتحدث الرسمي باسم رئاسة مجلس الوزراء، إن رئيس الوزراء أعرب، خلال اللقاء، عن تطلعه أيضًا لاستقبال السوق المصرية للمزيد من استثمارات الشركات الصينية، والبناء على تجارب الاستثمارات الصينية الناجحة بالفعل في السوق المصرية،
ومن بينها نموذج شركة “تيدا” بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، التي تجتذب بدورها المزيد من الشركات الصينية إلى مصر.
وأوضخ الخِشِن أن رئيس الوزراء نوّه بالتوافق على إجراء توسعات جديدة في منطقة تيدا، حيث أعرب رئيس الوزراء عن تطلعنا لجذب استثمارات جديدة في مجالات التكنولوجيا المتقدمة،
ومن بينها صناعة السيارات الكهربائية، وإنتاج الهيدروجين الأخضر، أخذًا في الاعتبار الحوافز الاستثمارية التي تقدمها مصر للاستثمار فى تلك المجالات، خاصة أن مصر تمثل فرصة للنفاذ لأسواق أفريقيا والأسواق العربية.
وأضاف الخشن أن رئيس الوزراء أعرب عن تقدير مصر لموقف الصين الداعم للقضية الفلسطينية، وتوافق الرؤى حول ضرورة وقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات لغزة.
وأكد الاجتماع توافق رؤيتى البلدين بشأن تعزيز التشاور والتنسيق فى المحافل الدولية ومتعددة الأطراف، وكذلك ضرورة الحفاظ على أسس وركائز القانون الدولى، بما فيها عدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول.
من جانبه أكد الرئيس الصيني شي جين بينج اهتمام بلاده بالتعاون مع مصر لحفظ الاستقرار في الشرق الأوسط، في ظل الأحداث الراهنة بالمنطقة، مشيرًا إلى ضرورة العمل على وقف إطلاق النار فى غزة بين الأطراف، ومنع توسع دائرة الصراع الجارى.
وأكد دعم بلاده للجهود المصرية الساعية نحو وقف التصعيد وتحقيق التهدئة ومساعيها لفتح ممرات انسانية لإدخال المساعدات والمواد الإغاثية إلى قطاع غزة،
ومشيرًا إلى أن الحل الشامل يتمثل فى تنفيذ حل الدولتين عبر إقامة دولة فلسطينية مستقلة بما يضمن تحقيق التعاون والتعايش السلمى بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وقال إن العالم يشهد الآن تحديات عديدة، ومن ثم يسعون للتنسيق من أجل الحفاظ على مصالح الدول النامية وتحقيق الاستقرار في المنطقة والعالم.
وفي مُستهل اللقاء، أعرب الرئيس الصيني عن ترحيبه برئيس الوزراء وطلب منه نقل تحياته إلى رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي.
وقال إن مصر من أكبر البلاد العربية والإسلامية والأفريقية، وأول بلد عربي يقيم علاقات دبلوماسية مع الصين، مؤكدًا الشراكة الإستراتيجية التى تربط البلدين، وعلى مدار 10 سنوات حظيت مصر والصين بعلاقات تعاون مُثمرة في إطار مشروع “مبادرة الحزام والطريق”.
وهنّأ الرئيس الصيني مصر بالانضمام إلى تكتل “البريكس” مؤكدًا أن هذه الخطوة تُضفي ديناميكية وحيوية جديدة على هذا التجمع الدولي.
وقال إن مصر حققت على مدى السنوات الأخيرة تقدمًا ملحوظًا في بناء الجمهورية الجديدة، وأكد دعم الصين لمصر وحرصها على الارتقاء بالعلاقات الإستراتيجية بين البلدين، وحرص الصين على تحقيق التواؤم بين إستراتيجية التنمية في مصر مع أهداف ومحاور عمل مبادرة “مبادرة الحزام والطريق”.
كما أكد شي جين بينج حرص الصين على التعاون مع مصر فى العديد من المجالات، ومنها البنية التحتية، الطاقة، والطيران، والسياحة، والطاقة المتجددة، والرعاية الصحية، وغيرها من المجالات،
وأعرب عن ترحيب بلاده بدخول المنتجات المصرية إلى الأراضي الصينية.
وأكد أيضًا حرص الصين على توسيع نطاق التعاون على المستوى الشعبي، بما فى ذلك التوسع فى نشر وتعليم اللغة الصينية.
وفيما يتعلق بالتعاون الاقتصادى والمالى، أعرب الرئيس الصيني عن ترحيبه بطرح مصر سندات الباندا في السوق الصينى ودعم الصين للجهود المصرية فى هذا الشأن، فضلًا عن إقرار برنامج لمبادلة الديون بين البلدين لتنفيذ مشروعات تنموية فى مصر.