أكد الدكتور محمود محيي الدين، رائد المناخ للرئاسة المصرية لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة للتغير المناخيCop27، والمبعوث الخاص للأمم المتحدة لتمويل أجندة 2030 للتنمية المستدامة، ضرورة اضطلاع الدول المتقدمة بالتزاماتها تجاه نظيراها النامية فيما يتعلق بمواجهة التغيرات المناخية.
جاء ذلك خلال كلمة محيى الدين فى مؤتمر نظمته غرفة التجارة الأمريكية، والتى كان محورها مؤتمر المناخ بشرم الشيخ نوفمبر المقبل، وقضية التغيرات المناخية وتداعياتها التي باتت تهيمن على اهتمام قادة العالم، لما لها من تداعيات سلبية على الصعيد الاقتصادي، والاجتماعى، والبيئى.
وانتقد محيى الدين التمويلات المتاحة للدول النامية لمواجهة التغيرات المناخية، واصفا إياها بـ«غير الكافية»، مشددا على ضرورة وفاء الدول المتقدمة بتعهداتها التي قطعتها خلال قمة كوبنهاجن للمناخ عام 2009 بقيمة 100 مليار دولار توجه لمساعدة الدول النامية للتغلب على آثار التغيرات المناخية.
يجب تمويل الأعمال لهذا الهدف عبر الاستثمار وليس الاقتراض
وأكد أن مؤتمر المناخ فى شرم الشيخ سيغير خريطة الأعمال فى مصر، لافتا إلى أن هناك عوامل أساسية لجذب المستثمرين، هي: وجود مؤسسات قوية، واستقرار السياسات، وزيادة وإتاحة فرص النفاذ للأسواق، واستقرار سعر العملة.
وذكر محيي الدين أن هناك حاجة ملحة إلى خلق وسائل تمويلية مبتكرة من خلال مبادلة الديون بالاستثمار فى مجالات البيئة، وأن مؤتمر شرم الشيخ سوف يمنح أفضلية لملف تمويل العمل المناخي فى إفريقيا والأسواق الناشئة.
وأكد أن الفترة القادمة ستشهد توجها نحو مشروعات التكنولوجيا، والتحول الرقمي، وتلك التي تحقق أهداف التنمية المستدامة، والمشروعات الخضراء التي تعد إضافة هامة لاقتصادات جميع الدول.
ولفت إلى أن cop27 تعد فرصة قوية لإطلاق مشروعات جديدة في مصرمن خلال المبادرة الوطنية للمشروعات الذكية والخضراء والتي يشارك فيها أكثر من 4400 مشروع من كافة المحافظات في 6 قطاعات مختلفة من بينها مشروعات متعلقة بالطاقة والمياه والغذاء.
وشدد محيي الدين على وجود حاجة ملحة لتبني توجه شامل يضمن تحقيق كافة أهداف التنمية المستدامة، بما يتيح للأفراد الحصول الأفراد على الغذاء والمياه والطاقة بشكل عادل، ويحقق التنمية على الصعيد الاجتماعي والبيئي والاقتصادي.
وأكد أهمية مكافحة الفقر فى أفريقيا من خلال خلق الوظائف، والاتجاه نحو الطاقة الجديدة والمتجددة، والتوجه نحو الهيدروجين الأخضر فى العديد من المشروعات تنفيذا لتعليمات الرئيس السيسي.
وطرح محيي الدين 5 محاور للعمل المناخي، أبرزها الغذاء والمياه والطاقة، بجانب تعزيز البعدين الإقليمي والمحلي للعمل المناخي، فضلا عن عنصر التمويل.
وعلى صعيد تعزيز البعد الإقليمي للعمل المناخي، أشار محيي الدين إلى مبادرة المنتديات الإقليمية الخمسة الكبرى لتمويل العمل المناخي وأهداف التنمية المستدامة، لافتا إلى أن هذه المنتديات شهدت عرض عددا من المشروعات لمواجهة الآثار السلبية لتغير المناخ.
18 مشروعا من «المبادرة الوطنية» يتم عرضها فى مؤتمر شرم الشيخ
وفيما يتعلق بتعزيز البعد المحلي، قال محيي الدين إن المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية التي أطلقتها مصر مؤخرا، والتي تشهد منافسة قوية بين عدد من المشروعات التي تستوفي المعايير البيئية، سيتم التوصل من خلالها إلى 18 مشروعاً سيتم عرضها في مؤتمر شرم الشيخ.
وعلى صعيد محور التمويل، أكد محيي الدين أهمية تعزيز مشاركة القطاع الخاص في مشروعات مواجهة التغيرات المناحية، وتفعيل آليات التمويل المبتكر، وتمويل العمل المناخي عن طريق الاستثمار والبعد عن الاقتراض لعدم وضع أعباء إضافية على عاتق الدول النامية.
وأشار إلى أنه أجرى اجتماعات مع وزيرة التخطيط، ووزير التنمية المحلية و27 محافظا في إطار مناقشة استعدادات مصر لمؤتمر شرم الشيخ للمناخ.