تدرس شركة جنرال إليكتريك مصر وشمال شرق أفريقيا للرعاية الصحية، التصنيع المحلى للأجهزة الصحية وأبرزها الأجهزة التى تحتاجها مصر بصورة مكثفة، بالإضافة إلى الأجهزة سريعة وسهلة التصنيع.
وقال المهندس محمد هارون، مدير عام الشركة بمصر وشمال شرق أفريقيا – فى حواره مع «المال» – إن شركته تدرس مقترحات للتصنيع المحلى بمصر وأبرزها إمكانية تصنيع الشركة لأجهزة طبية لدى الغير بعلامة جنرال إليكتريك لتوفير الوقت والاستثمارات فى البنية التحتية، وإمكانية البدء فى التجميع ثم التحول للتصنيع.
وأرجع أسباب دراسة التصنيع المحلى إلى أن السوق المصرية أصبحت جاذبة للاستثمار بشكل كبير نتيجة ارتفاع الطلب مؤخرا على الأجهزة الصحية، وتوسع الدولة فى إنشاء مراكز ومستشفيات كبرى، بالإضافة إلى مشكلات الإمداد والشحن والإغلاق أثناء جائحة كورونا وغيرها، مما جعل الشركة تفكر جديا فى التصنيع المحلى لتلبية احتياجات السوق والتصدير لاحقا.
50 مليون دولار حجم أعمالها خلال 2021.. ومستهدف 2022 لم يتم تحديده
وكشف «هارون» عن أن حجم أعمال الشركة داخل مصر تخطى 50 مليون دولار خلال العام الماضى، لافتاً إلى أنه من الصعب وضع مستهدف لعام 2022 نتيجة الأزمات العالمية وأبرزها الحرب الروسية الأوكرانية، وارتفاع سعر الدولار أمام الجنيه ورفع سعر الفائدة ووجود أزمة فى أسعار الشحن عالميا وبعض الآثار الناتجة من كورونا وظهور أزمة الرقائق الإلكترونية مما يصعب معها التنبؤ بالخطط المستقبلية ويتم دراسة العوامل والآثار الخاصة بتلك الأزمات بشكل مستمر.
وقال إن «جنرال إليكتريك» من كبرى الشركات العالمية فى المجال الطبى وتعمل فى تصنيع أجهزة التصوير الطبى ومجال القلب وأجهزة قسطرة القلب والأشعة المقطعية والتصوير العادى والرنين المغناطيسى وأجهزة التنفس الصناعى ورسم القلب، بالإضافة إلى أجهزة التخدير، كما أنها من الشركات القليلة فى العالم التى تستطيع تصنيع جميع الأجهزة الصحية.
عرضت على الرئيس السيسى تدشين مبادرة قومية للكشف المبكر عن سرطان البروستاتا
وأوضح «هارون» أن جنرال إليكتريك عرضت على الرئيس عبدالفتاح السيسى ووزارة الصحة تنفيذ مبادرة جديدة هى الأولى من نوعها بالمنطقة، تتضمن الكشف والفحص المبكر للبروستاتا لجميع الشباب بشكل ظاهرى فى وقت قصير جدا وبدقة معتمدة عالميا، لافتا إلى أن سرطان البروستاتا من الأمراض التى تصل نسبة الشفاء فيه إلى %50 بسبب اكتشافها متأخرا نظرا لخجل بعض المرضى من الكشف، لكن حال اكتشاف المرض مبكراً يكون العلاج سهلا ويعود المريض لحياته بشكل طبيعى %100.
وأشار إلى أن المبادرة سيتم الإعلان عنها عبر وزارة الصحة ومن المرتقب أن تستهدف جميع أطياف الشعب للكشف المبكر عن سرطان البروستاتا خلال الفترة المقبلة.
وأكد على اهتمام القيادة السياسية بمجال الصحة عبر إطلاق مبادرات ضخمة مثل «حياة كريمة» و« 100 مليون صحة» والكشف المبكر عن مرض سرطان الثدى ومبادرة طرق الأبواب للتطعيم ضد كورونا، والقضاء على مرض فيروس «سى» بشكل كبير.
وعن دور الشركة خلال جائحة كورونا، أكد أن «جنرال إلكتريك» وفرت أجهزة التنفس الصناعى خلال الأزمة العالمية ونقص أجهزة التنفس الصناعى، فيما قامت بتوفيرها وتوريدها بصورة عاجلة لمصر، بالإضافة إلى توفير أجهزة الأشعة المقطعية والمتنقلة لفحوص الرئة للكشف على فيرس كورونا وتم بشكل مكثف.
وأشاد بطريقة تعامل الحكومة ووزارة الصحة مع جائحة كورونا وتوفير اللقاحات بشكل عاجل ومجانا لكافة الفئات، وتوفير الأجهزة وجزء كبير من المستشفيات بشكل عاجل، بالإضافة إلى إعلان الرئيس السيسى توفير نحو 30 مليون جرعة لقاح كورونا لدول أفريقيا مجانا.
وأشار «هارون» إلى أن شركته لديها تعاقدات وطلبيات كبيرة للغاية، موضحا أن جائحة كورونا ساهمت فى زيادة الطلب على مجال الرعاية الصحية بسبب توسع الأسواق العالمية فى الصحة لمواجهة أى جائحة قد تحدث مستقبلاً ولتخطى أى أزمات قد تواجهها.
وأوضح أن مصر تقدمت كثيرا فى مجال الصحة لاسيما مع خطوات الإصلاح الاقتصادى ومع المبادرات الأخيرة وأبرزها «حياة كريمة» إذ تم تدشين مراكز رعاية صحية ضخمة ضمن تلك المبادرة وتطوير وتوسعة وتحديث مستشفيات ومراكز أخرى.
وعن تأثير تحرك سعر الدولار مؤخرا بالسوق المصرية، أشار إلى أن تلك القرارات هى جزء من البرنامج الاقتصادى للدولة لمواجهة الأزمات العالمية وكيفية تدعيم الاقتصاد والسوق، لافتا إلى أن تأثير تحرك الدولار سيكون على المستوى القصير فقط، بالإضافة إلى أن الحكومة أقرت حزمة أخرى لدعم الشركات والقطاع الخاص.
وأضاف أن شركته لا تفكر فى الاستحواذ على شركات عاملة فى مجال الرعاية الصحية فى السوق المصرية، نظرا لعدم احتياجها لذلك فى الوقت الحالى.
وقال «هارون» إن شركته تسعى إلى الاعتماد على السوق المصرية لتغطية شرق وغرب أفريقيا خلال الفترة المقبلة والتوسع فيها عبر القاهرة لتكون محور مركزى بالمنطقة نظرا لمكانتها وأهميتها، مشيرا إلى أنه يتم التصدير عبر السوق المصرية.
لدينا مركز إقليمى بالقاهرة لتوفير قطع الغيار للشرق الأوسط وأفريقيا
وكشف هارون عن أن «جنرال إليكتريك» تمتلك مركزا إقليميا لتوفير قطع الغيار لخدمة المنطقة بشكل كامل، وتسعى إلى توسيع نطاقها فى مصر وقامت مؤخرا بزيادة عدد موظفيها إلى 200 يقومون بخدمة منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، بالإضافة إلى العمل على زيادة منتجاتها فى المراكز والمستشفيات.
وأكد أن «جنرال إليكتريك» تستعد لاقتحام السوقين الليبية والسودانية خلال الفترة المقبلة بالتعاون مع الحكومة المصرية ضمن خططها لإعادة إعمار السوقين، مشيرا إلى أن شركته تقوم بالتوريد للسوق الليبية من مصر عبر وكلاء هناك.
وأوضح أن تأثير أزمة الرقائق الإلكترونية هى الأكبر التى تواجه العالم وشركات التكنولوجيا بشكل عام و«جنرال إليكتريك» بشكل خاص، مشيرا إلى أن شركته تسعى للعمل على مواجهتها عبر البحث عن موردين جدد وإمكانية تصنيع البعض منها والبحث عن بدائل، كما أن تغيير المصدر أو البديل ليس بالسهولة لضمان الجودة والتكلفة وهو أهم تحد يواجه الشركة خلال الفترة الحالية.
وأضاف «هارون» أن الجزء الأكبر من أجهزة الرعاية الصحية شهد ارتفاعات متفاوتة والبعض منها قفز بأكثر من %300 وبعض الأجهزة أصبحت الشركة غير قادرة على تصنيعها نتيجة ندرة المكونات المستخدمة فى التصنيع، بالإضافة إلى أن بعض الأجهزة لم تشهد زيادة.
يذكر أن «جنرال إليكتريك» شاركت فى جميع المبادرات الرئاسية للصحة وأبرزها 100 مليون صحة، والكشف المبكر عن سرطان الثدى و«حياة كريمة»، عبر توريد الأجهزة اللازمة لتلك المبادرات وتوفيرها بشكل عاجل.
وتعمل «جنرال إليكتريك» فى مصر للرعاية الصحية منذ أكثر من 40 عاما وتمتلك نحو 13.5 ألف جهاز طبى فى مصر بأكثر من 2000 منشأة رعاية صحية فى مصر، ويتمثل أبرز شركائها فى وزارة الصحة وهيئة الشراء الموحد، بالإضافة إلى المستشفيات والمراكز الخاصة الكبرى بمصر وجميع مراكز الأشعة.