حلّ محمد عباس فايد، الرئيس التنفيذى والعضو المنتدب لبنك أبوظبى الأول مصر، ضيفًا فى الحلقة الثالثة من الموسم الثانى من برنامج CEO Level الذى يذاع على قناة المال على موقع يوتيوب، ويقدمه حازم شريف رئيس تحرير جريدة المال.
وتحدّث محمد عباس فايد، الرئيس التنفيذى والعضو المنتدب لبنك أبوظبى الأول مصر، خلال الحلقة، عن مسيرته المهنية بالقطاع المصرفى التى امتدت لنحو 32 عامًا، شارك خلالها فى 3 صفقات استحواذ، كان آخِرها استحواذ بنك أبوظبى الأول على بنك عوده.
ويُذاع برنامج CEO Level مساء كل خميس، بقناة الـ ALMAL TV على موقع يوتيوب، بالإضافة إلى تغطية لحظية على صفحات جريدة المال على مواقع التواصل الاجتماعى.
وكشف فايد عن مستهدفات بنك أبوظبى الأول مصر خلال الـ4 سنوات المقبلة، إذ يسعى إلى مضاعفة حجم أعماله، ومنها زيادة أصول البنك إلى 340 مليار جنيه، مقابل 166 مليار جنيه بنهاية يونيو الماضى…
وإلى نص الحوار
● حازم شريف: ضيفنا اليوم ينتمى إلى القطاع المصرفى المصرى هو محمد عباس فايد، الرئيس التنفيذى لبنك أبو ظبى الأول.
وعادةً ما نبدأ الحلقة بتعريف الضيف، وبالطبع هو معروف على مستوى القطاع المصرفى، لكن لدينا جمهورًا أوسع نريده أن يعلم أكثر عن حياة الرؤساء التنفيذيين وقصص النجاح فى هذا المجال، وكيف تتكون وتتشكل، وجميعها قصص مختلفة وتمر بمسارات متنوعة، لذا دعْنا نتعرف على مسيرة محمد عباس فايد المهنية، ومتى تخرج ومن أى الكليات.
– محمد عباس فايد: أشغل حاليًّا الرئيس التنفيذى والعضو المنتدب لبنك أبوظبى الأول مصر، تخرجت عام 1989 فى كلية التجارة جامعة الإسكندرية، ومنذ ذلك الحين بدأت مشوار عملى فى القطاع المصرفى الذى يمتد إلى قرابة 32 عامًا. بعد التخرج عُيّنت فى بنك مصر الدولى بالإسكندرية، واستمررت لنحو 11 عامًا عملتُ خلالها فى قطاعات عديدة، وقد بدأت كأى شاب يلتحق بالقطاع المصرفى فى قسم الخزنة كصرّاف «تيلر» لمدة 3 سنوات، ثم انتقلت إلى قسم الحسابات العامة، ثم قسم الودائع وقطاع التجزئة المصرفية، ثم انتقلت لقطاع الائتمان فى عام 1994 حتى 2001، وفى 2002 انتقلت إلى القاهرة لتأسيس القطاع المركزى للائتمان وتوليت رئيس قطاع الائتمان بقسم متخصص فى الأغذية والمشروبات.
وفى 2005 حصل استحواذ من بنك الأهلى سوستيه جنرال على بنك مصر الدولى، وقد اشتركت فى صفقة الاستحواذ والدمج بين البنكين، والتى انتهت فى 2006، بعدها انتقلت إلى بنك مصر للعمل فى قطاع الائتمان ضمن مجموعة عمل برنامج تنفيذ الإصلاح المصرفى، الذى بدأ فى 2003.
استمررت فى قطاع الائتمان ببنك مصر حتى توليت رئيس قطاع الائتمان المركزى فى 2009، وفى 2010 تم تصعيدى إلى نائب رئيس مجلس الإدارة، وأصبحت مسئولًا عن كل قطاع الأعمال من 2010 حتى 2014، وكانت فترة جيدة للإصلاح المصرفى الذى تم خلالها، وقد تحسنت مؤشرات وأداء بنك مصر، وانتهينا من المهمة فى عام 2014.
بعد ذلك انتقلت للعمل فى بنك عوده، وكان بنكًا متوسط الحجم، وكان هناك طموح لزيادة حجم أعماله فى مصر، وتوليت المسئولية فى بداية عام 2015 حتى 2019، واستطعت خلال تلك الفترة تحقيق إنجازات جيدة ببنك عوده، ثم تركت البنك فى أبريل 2019 لبدء مرحلة جديدة فى نوفمبر 2019 مع بنك أبوظبى الأول، وكان فى ذلك الوقت فرعًا لبنك أبوظبى الأول الإمارات.
فى بداية عام 2020 بدأ استحواذ من بنك أبوظبى الأول فى الإمارات على بنك عوده فى مصر، وتم فى عام 2021، ثم شرعنا فى عملية الدمج بين البنكين، وتمخّض عن ذلك الاندماج كيان جديد هو بنك أبوظبى الأول مصر، وقد انتهينا من الاندماج القانونى فى شهر يونيو الماضى، وحاليًّا فى مرحلة دمج الأنظمة.
● حازم شريف: لقد أشرتَ فى كلامك إلى مشاركتك فى 2 صفقة استحواذ، فهل لك أن تُطلعنا على أوجه الاختلاف بينهما والتحديات التى واجهتك؟
– عباس فايد: لقد شاركت فى 3 عمليات استحواذ، إذا أضفنا إليهما دمج بنك مصر إكستريور مع بنك مصر وبنك الاعتماد والتجارة، ومن ثم اندماج أبوظبى الأول مع عوده هو ثالث اندماج شاركتُ فيه.
● حازم شريف: نريد أن نركز أكثر عن استحواذ سوستيه جنرال – قبل أن يتحول إلى بنك QNB – على بنك مصر الدولى، واستحواذ بنك أبوظبى الأول على بنك عوده؛ لوجود تشابه كبير بينهما.
– عباس فايد: كل عملية شاركتُ فيها كانت تتسم باختلافات، ففى حالة استحواذ بنك سوستيه جنرال على بنك مصر الدولى، كانت تُعدّ أول عملية اندماج أو استحواذ تتم فى مصر فى ذلك الوقت، وكانت ضمن برنامج الإصلاح المصرفى، وكانت الدولة قد اتخذت قرارًا فى ذلك الوقت ببيع حصص البنوك العامة فى البنوك المشتركة، وكان بنك مصر يمتلك حينها أكثر من %40 فى بنك مصر الدولى، مثلما كان يملك البنك الأهلى فى بنك التجارة والتنمية.
وفى ذلك الوقت كان عدد البنوك الموجودة يصل إلى 57 بنكًا، واتخذ البنك المركزى قرارًا بتخفيض عددها والتخلص من حصص المصارف العامة فى البنوك المشتركة لخلق رءوس أموال جديدة لتعظيم العائد منها واستخدامها ضمن تكلفة برنامج الإصلاح المصرفى، وهذه المسألة كانت جديدة على السوق المصرفية، وخاصة أن تشهد عمليات استحواذ واندماج غير معتاد عليها، ومن ثم كانت، بالنسبة لى، تجربة جديدة وفريدة.
كما لا بد من الإشارة هنا إلى أن عملية الاستحواذ والدمج تجد صعوبة كبيرة جدًّا؛ لأننا عندما تقوم بدمج مؤسستين، فالأغلب تكونان مختلفتين فى الثقافة والأنظمة التشغيلية وطبيعة العملاء وتكوين المحفظة وحجم الأصول ونوعية الفروع والانتشار، ومن ثم فهى عملية خاصة؛ لأن كل نقطة فى الـ work stream يجب الوقوف عندها، وكانت هذه أول تجربة، وكنتُ فى فريق العمل الذى شارك فى عملية الدمج، صحيح لم أكن مسئولًا مسئولية كاملة، بل كنت مسئولًا عن جزء من إجراءات معينة تتعلق بالائتمان، واكتسبت من هذه التجربة خبرات جيدة.
أما الاندماج الثانى فكان بين بنك مصر إكستريور وبنك الاعتماد والتجارة، وكان الاندماج بغرض تحسين أداء وأحوال بنك مصر إكستريور من خلال انضمامه إلى بنك مصر والقضاء على مشكلات كثيرة كانت موجودة، إلى جانب التخلص من حصة البنك المشتركة فى ذلك الوقت، وكان بنك إسبانى هو من يملك الحصة.
وبما أن بنك مصر كان الأكبر حجمًا فى مقابل «مصر إكستريور»، أصبح الاستيعاب أسرع إلى حد كبير، لكن كان التحدى الحقيقى يتمثل فى الأنظمة التكنولوجية؛ لأن كل بنك كان له نظام مختلف.
وعن الاندماج الثالث الذى نحن بصدده؛ وهو دمج «أبوظبى الأول» وبنك عوده، كان، بالنسبة لى، أهم مرحلة اندماج خُضتها لأننى كنت مسئولًا عن العملية بالكامل، على خلاف الاندماجات السابقة، ويقع على عاتقى الاهتمام بأدق التفاصيل ومتابعة جميع الإجراءات.
● حازم شريف: هل يمكن القول إن عملية الاندماج مع بنك عوده تبدو أسهل، مقارنة بالصفقات السابقة؛ لمعرفتك الجيدة بالطرفين؟
– عباس فايد: يمكن وصفها بأنها أسهل وأصعب فى الوقت نفسه، فمعرفتى ببنك عوده بحكم تولى رئاسة البنك سابقًا لمدة 4 سنوات سهّلت كثيرًا عملية الدمج من حيث النظام ومعرفتى بالموظفين والعاملين؛ لأنه فى رأيى أن أصعب الخطوات فى عمليات الدمج هو الجزء الخاص بدمج الموارد البشرية إذ يمثلون جزءًا هامًّا فى أية مؤسسة مصرفية، ولا سيما أن البنوك مؤسسات خِدمية تعتمد فى الأساس على الأفراد، وقد كنت على دراية كاملة بهم فى بنك عوده، وهذا بالطبع سهّل كثيرًا من المهمة، وبالمثل فى بنك أبوظبى الأول.
أما على مستوى النظام التشغيلى بين البنكين فكان مختلفًا إلى حد ما، ولكن بالطبع الاندماجات السابقة أعطتنى خبرات فى كيفية تنفيذ هذه الإجراءات بشكل فيه سهولة ويسر، وكيفية الوصول إلى عمل اندماج حقيقى على الأرض من خلال توحيد كل النظم وكل العناصر فى المؤسستين لكى تصل إلى الكفاءة التشغيلية السليمة والحجم المطلوب والشكل المناسب للخروج بكيان كبير.
وبالفعل نتج عن الدمج كيان كبير؛ حيث قفز بنك أبوظبى الأول مصر ليصبح حاليًّا رابع أكبر بنك قطاع خاص فى مصر، المسألة تحتاج إلى صبر وجَلَد ونوع من أنواع الاهتمام بأدق التفاصيل، ومن هنا كانت الصعوبة فى المسئولية الكاملة، ولكن السهولة كانت فى الدراية والمعرفة بالسوق والأفراد؛ سواء هنا أو هناك.
● حازم شريف: بنك أبوظبى الأول مصر إلى أين يتجه بشكله الجديد؟ وإلى أى مدى لعب عباس فايد دورًا فى اقتراح فكرة الاستحواذ على بنك عوده؟
– عباس فايد: لم يكن لى أى دور فى اقتراح قرار استحواذ بنك أبوظبى الأول على بنك عوده، فمجموعة بنك أبوظبى فى الإمارات محترفون بدقة شديدة للدرجة التى إذا أرادوا أو اتخذوا قرارًا بالتوسع فلا بد أنهم درسوا السوق المصرىة بشكل جيد، ودائمًا كانت أعينهم عليها.
وعندما التحقت ببنك أبوظبى الأول وكان فرعًا لبنك أجنبى، كانت الإستراتيجية تهدف إلى النمو فى السوق المصرية، ودائمًا كان لديّ تحدٍّ؛ وهو العمل فى مؤسسات تكون أقل حجمًا وأعمل على نموِّها، وهذا يُشعرنى بعائد معنوى كبير، وكان الاتفاق عندما التحقت بالبنك هو تحقيق معدلات نمو داخل السوق المصرية، سواء كان النمو نمطيًّا أو غير نمطى.
قرار مجموعة أبوظبى الأول هو البحث عن الفرص المتاحة بالسوق المصرية، وقد اتخذ قرارًا بالاستحواذ على بنك عوده، وكان بعد 4 شهور فقط من انضمامى للبنك، ولم تكن لديّ أية معرفة مسبقة بعملية الاستحواذ، وكانت المجموعة اللبنانية قد قررت التخارج من مصر؛ لظروف خاصة بهم، فى الوقت الذى كان فيه بنك أبوظبى يريد أن يعظّم حجم أعماله بمصر، ومن ثم اتفق الطرفان، وتم تنفيذ الصفقة.
● حازم شريف: وما خطة بنك أبوظبى الأول مصر خلال الـ5 سنوات المقبلة؟
– عباس فايد: فى الحقيقة نحن فى بنك أبوظبى الأول لم نركز على ترتيبنا فى السوق، ولكن بالقطع نتمنى أن نكون الأول؛ لطموحات كبيرة لدينا، ما يهمّنى حاليًّا هو النمو الصحى من خلال تحقيق قيمة مضافة بالسوق المصرية، وأن يصبح أبوظبى الأول هو الاختيار الأفضل بالنسبة للعملاء والموظفين والمساهمين.
ما يقع على عاتقى هو الاهتمام بالأطراف الثلاثة؛ فالمساهم يريد تحقيق أفضل عائد على الاستثمار، والموظف يحتاج إلى بيئة عمل وتقدير مادى ومعنوى، والعميل يحتاج إلى أفضل خدمة وأحسن منتجات، ومن ثم نهدف إلى أن نصبح أفضل بنك فى إرضاء العملاء والزملاء والمساهمين، فضلًا عن أن يصبح له دور فعال داخل مصر، وليس وجوده لمجرد تحقيق مكاسب وتحويل أرباح، ولكن تحقيق تنمية داخل البلد وقيمة مضافة وجلب منتجات من الخارج تسهم فى تحسين القطاع المصرفى ودخول مستثمرين من الخارج، أن يصبح بنكًا متكاملًا ومتشابكًا يحقق أحسن خدمة وأفضل عائد للمساهمين وللعملاء والأفراد.
● حازم شريف: إذًا ما الأرباح المستهدفة لبنك أبوظبى الأول؟ وما المكانة التى يستهدف الوصول إليها مستقبلًا؟
– عباس فايد: نحن نضع أيدينا على نقاط القوة والضعف بالبنك، ونعمل دائمًا على تقوية نقاط الضعف وتنمية نقاط القوة، وهناك مؤشرات للسوق تتمثل فى العائد على حقوق الملكية والأصول، وعدد العملاء الذين يتم جذبهم سنويًّا، لكن، كما ذكرت سلفًا، من الممكن أن أصبح أكبر بنك فى مصر، ولكن فى المقابل يمكن أن أتكبد خسائر، فإذا قررنا، على سبيل المثال، رفع أسعار الفائدة على الودائع لجذب أموال المُودعين دون دراسة، وأصبحنا أكبر حجمًا من حيث الودائع، فقد يقودنا ذلك إلى خسارة، وهكذا، فالسؤال الأهم هو: هل المستهدف أن تكون أكبر حجمًا أم الأفضل من حيث كفاءة التشغيل، والكفاءة التشغيلية تعنى أنك من خلال رأس المال وودائع محددة تستطيع أن تحقق أرباحًا.
الحصة السوقية هى الأهم بالنسبة لبنك أبوظبى، وتتمثل فى جذب أكبر قدر من العملاء؛ لأنه ببساطة زيادة قاعدة العملاء تؤدى إلى الزيادة فى الربحية وتحسين المؤشرات، وقد تم إصدار ميزانية موحدة، فى 30 يونيو الماضى، تجمع نتائج أعمال البنكين يوجد بها كل المؤشرات بالنسبة لحجم الأصول والودائع والقروض.
المصرف يحتل المرتبة الرابعة على مستوى البنوك الخاصة
● حازم شريف: ما المرتبة التى يحتلها بنك أبوظبى الأول مصر فيما يتعلق بمؤشر الربحية؟
– عباس فايد: بنك أبوظبى الأول مصر يحتل المرتبة الرابعة بالنسبة لحجم الأرباح، وكذلك بالنسبة للأصول والودائع، الفكرة فى النهاية أن البنك بأقل استثمار يحقق أعلى ربحية، والمؤشرات مدروسة وسنصل إليها بنسب نمو صحية.
340 مليار جنيه حجم الأصول المستهدفة خلال 4 سنوات
● حازم شريف: ما مستهدفات بنك أبوظبى الأول على مستوى جميع نتائج الأعمال؟
– عباس فايد: نستهدف مضاعفة حجم أعمال البنك، فعلى مستوى الأصول نستهدف الوصول بها إلى 340 مليار جنيه، مقابل 166 مليار جنيه خلال فترة تتراوح بين 3 و4 سنوات، وكذا مضاعفة باقى المؤشرات، سواء على مستوى الربحية أو الودائع والحصة السوقية، وغيرها، علمًا بأنه فى الوقت نفسه تنمو نتائج أعمال المنافسين، ومن ثم نستهدف النمو بمعدل أسرع وفعال، بغض النظر عن الترتيب.
عند وضع إستراتيجية لا بد من النظر إلى العائد على المساهمين وحجم الاستثمارات والتدفقات إلى داخل السوق المصرية والقدرة على جذب جزء كبير من هذه الاستثمارات، لكن إذا كان هناك ركود تضخمى سيكون من الصعب على أية مؤسسة تحقيق النمو المطلوب.
لا بد أن تمتلك إستراتيجية مرنة، ويكون لديك أكثر من سيناريو للتعامل مع الظروف والمتغيرات التى تتعرض لها السوق؛ مثل التغير فى التكوين السكانى وزيادة الاستثمارات العربية والأوروبية، ارتفاع معدلات الشمول المالى، عادةً ما يكون لدى بنك أبوظبى الأول أكثر من سيناريو يجعلنا جاهزين دائمًا للتعامل مع كل المتغيرات.
● حازم شريف: هل يعتزم بنك أبوظبى الأول مصر الاستحواذ على أحد بنوك الاستثمار كجزء من خطته كبنك شامل؟
– عباس فايد: نسعى باستمرار إلى تحقيق نمو على جميع الأصعدة، فلو أن هناك فرصة للدخول فى نشاط بنوك الاستثمار بقوة، والسوق تستوعب ذلك، فسوف نقوم بدراستها وأخذ القرار المناسب، ولكن ليس شرطًا لكى تصبح بنكًا شاملًا أن يكون لديك كل الأنشطة فى وقت واحد.
● حازم شريف: دعْنى أُعِد صياغة السؤال بشكل مختلف… هل بنك أبوظبى الأول مصر يدرس الدخول فى مجال الخدمات المالية غير المصرفية؟
– عباس فايد: فى الحقيقة لم ندرس الدخول فى مجال الخدمات المالية غير المصرفية حاليًّا، ولدينا أولويات، فقد انتهينا من الدمج القانونى ونستهدف الانتهاء من اندماج الأنظمة، والذى سيعمل على تحسين الكفاءة التشغيلية للبنك، وخلال الشهر الحالى سنبدأ استخدام النظام الجديد، على أن تكون المرحلة المقبلة هى تطوير الأنظمة لنصبح الأسرع فى الوصول للعميل ومعدل الانتشار والاستجابة أكبر.
وأعتقد أن جزءًا كبيرًا من القرار يتعلق بوضع السوق والنمو والتطور الذى يحدث على الأرض فى البلد أو المكان الذى تستثمر فيه، وعلى ضوء ذلك يتم اتخاذ القرار والتنفيذ، كما نضع فى الاعتبار حالة عدم اليقين التى يمر بها العالم، ومن ثم مراقبة الوضع عن كثب مهم جدًّا والتحرك بخطة أكثر مرونة.
● حازم شريف: ما الدور الذى يلعبه بنك أبوظبى الأول فى جذب الاستثمارات الخليجية للسوق المصرية؟
– عباس فايد: دولة الإمارات تُعدّ من أكبر الدول التى لديها استثمارات فى مصر على مدار سنوات، سواء على مستوى القطاع المصرفى أو الصناعى أو الخِدمى أو التجزئة، بل هى من أكبر الدول التى قدمت المساندة والدعم للدولة المصرية خلال الأزمات، لدينا 5 بنوك إماراتية فى القطاع المصرفى المصرى، وهناك أذرع استثمارية إماراتية مثل مبادلة وهادية وADQ القابضة الإماراتية، فالمؤسسات الإماراتية لديها نهم كبير للاستثمار فى مصر؛ بدليل أن وقت الاستحواذ على بنك عوده كان أثناء جائحة كورونا.
«أبوظبى الأول» البوابة الرئيسية لدخول المستثمرين الإماراتيين مصر
معظم الشركات الإماراتية عملاء ببنك أبوظبى الأول فى مصر، فقد قمنا بتمويل شركة الفطيم عند إنشاء الملحق التجارى «كايرو فيستفال سيتى»، بالإضافة إلى جميع عمليات الاستحواذ التى قامت بها أبوظبى القابضةADQ الإماراتية بشراء حصص فى عدد من الشركات المصرية، وكذلك صفقة استحواذ شركة شيميرا الإماراتية على شركة بلتون، كان لبنك أبوظبى الأول دوراً فيها ومن هنا يمكن القول إن أبوظبى الأول يُعدّ البوابة الرئيسية لدخول مصر من خلال المستثمرين الإماراتيين.
● حازم شريف: هل لدى بنك أبوظبى الأول مصر النية لتأسيس بنك رقمي؟
– عباس فايد: عملية التحول الرقمى بصفة عامة لا يمكن لأية مؤسسة أن تُغفل أهميتها، ولا سيما أن العالم يسير بوتيرة سريعة فى مجال الرقمنة وشركات التكنولوجيا المالية؛ فهى تسهم فى الوصول إلى العملاء بأسهل طريقة ممكنة وأرخص تكلفة، نطمح أن يكون لدينا تواجد كبير من حيث الخدمات والمنتجات الرقمية بعد دمج الأنظمة وتحديث عدد من الخدمات الموجودة.
ننتظر تعليمات «المركزى» بشأن رخص «الرقمية»
فيما يتعلق بالبنك الرقمى، نحن حاليًّا فى انتظار التعليمات الخاصة بالبنك المركزى حتى الآن، فالضوابط والتعليمات التى على أساسها سنتقدم للحصول على رخصة بنك رقمى، لم تَصدر، ومن ثم لا يمكن أن نتخذ قرارًا إلا بعد رؤية هذه التعليمات، ولكن فى النهاية الفكرة موجودة ومهمة وتحتاج إلى تغيير أنظمة واستثمارات ضخمة فى البنية التحتية.
لا بد من تعظيم الموارد من العملة الأجنبية لحل أزمة سعر الصرف على الأجلين المتوسط والطويل
● حازم شريف: فى رأيك، متى يستقر سعر صرف الدولار فى مصر؟
– عباس فايد: الأزمات المتعلقة بالعملة الأجنبية موجودة فى مصر منذ سنوات، أحيانًا تمر بحالة استقرار، وفى فترات أخرى تتفاقم متأثرة بالظروف المحلية والعالمية، فقد شهدنا فى بداية التسعينيات أزمة فى الدولار مع بداية الإصلاح الاقتصادى الأول، وفى عام 1998 تأثرنا بالأزمات الاقتصادية التى ضربت آسيا، وفى 2002 حدث تعويم وارتفع الدولار من 3.40 جنيه إلى 7.5 جنيه، ثم بدأ بعدها الإصلاح المصرفى واستقر الدولار لفترة نتيجة تدفق الاستثمارات الخارجية وانتعاشه فى حركة السياحة، ثم جاءت ثورتان فحدث تدهور فى العملة مرة أخرى.
حلُّ هذه المشكلة يكمن فى زيادة الموارد بالعملة الأجنبية، فكلما زادت الموارد، انخفض سعر الدولار أمام الجنيه وتحققت الوفرة، خاصة أن مصر دولة مستوردة بحجم كبير، سواء كانت خامات أو منتجًا نهائيًّا، ودائمًا ما نلجأ للاقتراض لتغطية العجز، ونتيجة الاضطرابات التى يمر بها العالم أصبحت سوق الاقتراض ضيقة جدًّا.
هناك طلب كبير على العملة مقابل ندرة فى العرض، ومن ثم ستظل هناك مشكلة. الحل هو علاج المرض من خلال العمل على زيادة موارد الدولة من العملة الأجنبية عبر خلق المصادر، فلا بد من وجود حلول على الأمَدَين المتوسط والطويل.
الإجراء السريع حاليًّا لحل الأزمة هو الاقتراض لتلبية طلبات المستوردين وسدّ العجز، وتعمل الحكومة حاليًّا على إنهاء المفاوضات مع صندوق النقد الدولى، وهى أول جهة تلجأ إليها على اعتبار أنه يؤثر على القرار العالمى.
● حازم شريف: ما النصيحة التى يمكن أن تقدمها للعملاء عند اختيار بنك تتعامل معه لأول مرة؟
– عباس فايد: لا بد أن يكون الاختيار على أساس كون البنك شريكًا؛ بمعنى أنه يتفهم طبيعة نشاط واحتياجات العميل، سواء كان هذا العميل فردًا أو شركة صغيرة ومتوسطة، أو شركة كبيرة، والبنوك، وعلى رأسها أبوظبى الأول، دائمًا ما تبحث عن احتياجات العميل وتعمل على تلبيتها.
كما أودُّ أن أنصح العميل بأن يكون صريحًا مع البنك ويعرض مشكلته ويطلب المساعدة، وفى النهاية الخدمة والنصيحة أهم بكثير من العائد، ولو أن العائد مهم أيضًا، البنك يكون شريكًا للعميل فى اتخاذ القرار وفى إسداء النصح أيضًا.