أثار الفنان محمد رمضان جدلا كبيرا مؤخرا بعد إعلانه حصوله على شهادة دكتوراه فخرية في التمثيل والأداء الغنائي من بيروت ، كما منحه المركز الثقافي الألماني في لبنان لقب سفير الشباب العربي.
وبعد إعلان رمضان ذلك بساعات قام المركز الثقافي الألماني الدولي في لبنان، بسحب الدكتوراه الفخرية، التي كان قد منحها لمحمد رمضان.
وقال المركز في بيان أصدره، “لم نكن نعلم أبدا، شيئا عن حادثة الطيار المصري المؤسفة الراحل أشرف أبو اليسر والتي ندينها ونشجبها، ولذلك تم سحب الدكتوراه من محمد رمضان”. وتحدث المركز عما قال إنها “أفعال محمد رمضان واللقاء والتصوير الذي جمعه مع مطرب وممثل صهيوني”.
ولم يكن محمد رمضان هو الفنان الأول الذي تعرض لهذا الجدل بسبب تكريم مزيف حصل عليه وحاول أن يوهم الجمهور أنه تكريم حقيقي ، بل قام بنفس التصرف عام 2017 الفنان تامر حسني حنيما طرح فيلمه السينمائي تصبح على خير وقتها.
وقام بالإعلان عن تكريم المسرح الصيني له وعرض فيلمه ضمن قائمة الأفلام التي يعرضها المسرح وسيضع يده على البصمة الأسمنتية بالمسرح الصيني على غرار نجوم العالم وهوليود ، وبالفعل قام تامر بوضع البصمة الأسمنتية ولكنها غير موجودة حتى الآن، حيث اكتشف أنه تم دفع مبلغ مالي مقابل الحصول عليه يصل إلى 25 ألف دولار من اجل عمل دعاية لفيلمه تصبح على خير، وليست تكريمًا لإنجاز عظيم قام به بل هي دعاية لا أكثر.
نرصد في هذا التقرير أراء بعض النقاد في حالة الجدل التي أثارها الفنان محمد رمضان بتكريمه الأخير في لبنان وحصوله على الدكتوارة الفخرية المزيفة ، وأسباب قيام هؤلاء الفنانين مثل رمضان وتامر حسني بهذه التصرفات في مسيرتهم الفنية.
محمود قاسم : تكريم مهزلة وما قيمة رمضان ليحصل على دكتوراه فخرية
قال الناقد الفني محمود قاسم، إن هذه التكريمات عبارة عن مهزلة وتقوم بها مؤسسات لمصلحتها وليست لمصلحة الشخص سواء محمد رمضان أو غيره ، حيث لو قامت مؤسسة معينة غير مشهورة بتكريم محمد رمضان في لبنان أو غيرها من الدول لا يمكن أن نتذكر اسم هذه المؤسسة إلا لو كان مقترنا باسم محمد رمضان لأنه فنان مشهور.
وتابع قائلا: إنه لماذا يحصل رمضان على دكتوراه فخرية من لبنان ، هل يملك قدرة بحثية مثلا لكي يحصل علي دكتوراه فخرية أو أستاذ جامعة أو كاتبا لم يأخذ فرصته الحقيقية ، بل هو مجرد مغن يقدم أغنيات ويرقص على المسرح للجمهور فقط ما هي القيمة التي يقدمها محمد رمضان في المجتمع.
وأكد قاسم أن رمضان يثير جدلا بهذه الأمور ليظل موجودا على الساحة الفنية ويتحدث عنه الجميع ، ويعلم جيدا أن الجمهور يهتم بهذه الأمور ويلتف حولها حتى لو كان مهاجما لها.
حلمي بكر : تكريمات مزيفة والجمهور سبب هذه الجريمة
أوضح الموسيقار حلمي بكر، أن هذه التكريمات سواء لتامر حسني أو محمد رمضان كلها كذب وليست حقيقة والجمهور لا يمكن الضحك عليه أبدا لأنه واع ورواد السوشيال ميديا يفكرون جيدا في كل حدث.
وأشار إلى أنه حتى التريند يتم شراؤه حاليا بمبالغ مالية معينة ، حتى يتصدر فنان معين للتريند لأيام من أجل تصدر المشاهدة وتسليط الضوء عليه في هذا التريند.
وأكد أن الجمهور سبب تحقيق التريند لأمور وأشخاص لا يستحقون ، فهو المدان الأول فيها لأنه أعطى مساحة لهؤلاء الفنانين للانتشار وزيادة نسب المشاهدة لرمضان وتامر وغيرهما ، فهو من فعل هذه الجريمة التي نعيش فيها حاليا في السوق الغنائية والسينمائية والدرامية لأن الذوق أصبح متدينا للأسف.
مها متبولي : الجمهور لم يصدقه لأنه حاصل على دبلوم صنايع ودائما يثير جدلا حوله
وقالت الناقدة مها متبولي، إن محمد رمضان لأنه لا يملك سوى دبلوم صنايع فيعتقد أنه يمكن أن يضحك على الناس ويوهمهم أنه حصل على دكتوراه بهذه الطريقة ، لافتة إلى أن الجمهور كشف كذبه وثار عليه لأنهم لم يصدقوه ، لاسيما أن رمضان ليس لديه الثقافة أو المعلومات التي تقنع الجمهور أن هذه الدكتوراه حقيقية.
وأوضحت أن الناس لم تهاجم محمد حسنين هيكل أو نجيب محفوظ أو غيرهم من الأشخاص ، لأنهم يملكون ثقافة وتعليم يؤهلهم للحصول على هذه المكانة الرفيعة ، وكذلك لو حصل على هذه الدكتوراه الفخرية فنان مثل يحيى الفخراني سيصدق الناس لأن لديه تاريخ وثقافة، أما محمد رمضان لم يحصل سوى على دبلوم صنايع والمخرج جلال الشرقاوي قام برفده من مسرحه ، لذلك لم توجد مصداقية في الأمر.
وأضافت متبولى، أن الجمهور أصبح واعيا أن رمضان بطل السوشيال ميديا ، ويقوم بتصرفات وصناع موقف ليثير الجدل حوله لدرجة أنه يجن حينما تهدأ الدنيا حوله ، لأن صناع نجوميته من السوشيال ميديا ولا يكون منزعجا من أي هجوم يتعرض له ، سواء قيام عمرو أديب بشتمه في برنامجه أو حادثة الطيار والأزمة التي وقعت بينهما وأثارت جدلا كبيرا أو حفله الأخير بالساحل الشمالي قام فيه بكل التصرفات التي تثير جدلا ، بداية من إنشاء المسرح على شكل هرمي كأنه هرم من أهرامات مصر وثانيا قام بدخول الحفل بعربية مطلية بالذهب وثالثا ارتدى أنواعا من الملابس غريبة تثير جدلا ، فهو طيلة الوقت يكون سعيدا بإثارته لأي جدل كبير حوله ، وإلا يقوم بصنع أزمات أو مواقف يهاجم فيها ليتحدث عنه الجمهور.
خيرية البشلاوي : تكريمه نوع من الاستثمار الجماهيري الرخيص
وترى الناقدة خيرية البشلاوي، أن فكرة عدم الأصالة والصدق والرغبة المهووسة باستثمار جماهيرية أي نجم حتى لو كانت هذه الجماهيرية مبنية ومؤسسة على قيم لا ينبغي أن نحتفي بها ، فمحمد رمضان إشكالية وناجح جدا وسبب هذا النجاح أن الجمهور المصري ليس واعيا بدرجة كبيرة ويبحث عن التسلية والانتقام لما يريد أن ينتقم له وهي فكرة العدالة ، ومسألة أن هذا الشخص يقدم للجمهور جزءا من أحلامهم وهي زائفة وشكله وملامحه ومظهره يؤكد أنه واحد منهم سببت له قدر كبير من الجماهيرية ، وذلك تحقق له في فيلمه عبده موتة وهناك منتجون على نفس العقلية لمحمد رمضان يبحثون عن التسلية أيا كان المحتوى الذي سيقدمونه للمشاهدين مثل السبكي ، فتبنوا محمد رمضان لأنه سلعة يمكن أن تباع لجماهير عريضة تفتقد للوعي والذائقة الفنية العالية.
وأشارت إلى أنه من هنا أصبح محمد رمضان سلعة مبيعة جيدا ، وأصبح الكثيرون يبحثون عنها، لاسيما من يريد الإمساك بأي فرقعة مثل رمضان حتى يحقق ضجة أيضا من خلالها ، لذلك تأتي من هنا فكرة تكريم محمد رمضان لجماهيريته التي حققها على حساب المبادئ والقيم ، ولو كان التكريم لفنان يضيف للشعب المصري وذائقة المتفرج ويجعل قيمه الإنسانية التي تجعله أكثر تطورا وتحضرا فذلك يكون تكريما مستحقا وعلى رأسنا ، لكن حينما يكون التكريم لفنان موهوب مثل محمد رمضان لكن هذا الموهبة تم توظيفها بصورة خاطئة بما لا يؤدي لاستمرار رمضان على مر التاريخ.
وذلك بسبب أفعاله المستفزة للناس طيلة الوقت برغم موهبته لكنه استثمر ذلك بطريقة سلبية جدا ، وذلك تحقق في أزمته مع الطيار الذي توفي بسبب مشكلته معه لمجرد أن محمد رمضان كان يريد فقط عمل تصرف نشاز يعلن به أنه الأول فيه وخاص وفريد به ، وفكرة أنه يظل يرمي دولارات ليعلن للناس أنه غني جدا ولا يوجد أغنى منه.
لذلك أصبح هذا النجم الجماهيري مثل محمد رمضان موهوبا لكن يبيع أشياء للجمهور ليست هي المطلوبة لإحداث تطور وطفرة أخلاقية في زمن الأخلاق لا تهتم بها الناس ، وبرغم أننا نحاول تحريك منظومة القيم الإنسانية والأخلاقية التي كانت تحكم الأسرة المتوسطة المصرية ، لكن رمضان لم يفعل ذلك ولا يهتم بهذه الأمور ، وهذه المنظومة ساهمت فيها أعمال الراحل نجيب محفوظ مثل فيلم بداية ونهاية والقاهرة 30 فكلها أفلام تنظوي على مضمون وصل للناس لذلك ستظل أعماله مصدرا ملهما للسينما لأنه أدب غارق في المحلية وفي نفس الوقت يصل للعالمية أيضا بسبب تقديم الفن المحلي بصدق وعمق.
وتابعت البشلاوي قائلة: إن محمد رمضان يعتبر نموذجا بالفعل في المجتمع، لكنه يمثل نموذجا للبلطجة والفهلوة والوصول بأي ثمن ودهس القانون فهو أكثر فنان دهس القانون هو ومنتجه ولم يعبأ بأحد ، وذلك ظهر في حكاية قميص النوم الذي قدمه في مسلسله الأسطورة ، لذلك تكريمه في لبنان والذي اكتشف أنه مزيف نوع من الاستثمار الجماهيري الرخيص لنجم وصل لقمة الجماهيرية عن التيار الشعبي الكاسح الذي افتقد للتعليم والوعي والذائقة الفنية والأخلاق السليمة أيضا.