يرى المستشار الاقتصادي لشركة أليانز، محمد العريان، أن أسواق الأسهم والسندات مشوهة، ما يعني أن الوقت قد حان للمستثمرين لتعديل محافظهم الاستثمارية.
وأكد العريان -كما رود بموقع العربية- على خلفية انخفاض أسعار الأسهم والسندات في الأسابيع الأخيرة، أن المستثمرين يجب أن يحتفظوا بالنقد والأصول قصيرة الأجل وذات الدخل الثابت.
وأضاف العريان خلال حديثه في منتدى أمبروسيتي في إيطاليا: “نحتاج إلى الخروج من هذه الأسواق المشوهة التي أحدثت الكثير من الضرر”، موضحا أن “ما يحدث الآن هو إعادة تسعير، ولا أعتقد أننا وصلنا إلى هذا الحد بعد، لكننا بالتأكيد سنصل إلى هناك”.
يأتي ذلك، فيما انخفض مؤشر “S&P 500” القياسي بنسبة 6.5% منذ خطاب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، في جاكسون هول يوم 25 أغسطس الماضي، بينما انزلقت السندات العالمية إلى أول سوق هابطة لها منذ ثلاثة عقود يوم الجمعة.
وأشار العريان إلى أن التصحيح المتزامن – الذي يحدث عادة مرة واحدة فقط كل 50 عاماً، وفقاً لبنك ميرابود السويسري – يعني أن المستثمرين بحاجة إلى التركيز على الأصول قليلة المخاطرة.
وبيّن أن “هناك وقتا ارتفعت فيه جميع أسعار الأصول – الأسهم والسندات – ونسينا العلاقات العكسية بين بعض فئات الأصول”، في إشارة إلى الارتفاع عبر جميع فئات الأصول الذي حدث أثناء جائحة فيروس كورونا مباشرة وبعدها.
وتساءل العريان: “لماذا تهتم بالعلاقات المتبادلة عندما يتم الدفع لك مقابل الاحتفاظ بكل من أصول المخاطرة والأصول التي تخفف المخاطر؟”.
وقال ساخرا: “إنه عالم جميل”، وفقا لما نقله موقع Insider.
وأضاف العريان: “لكن النصف الأول علمنا، وما تعلمناه مرة أخرى منذ منتصف أغسطس، هو أن الأسهم والسندات يمكن أن تنخفض في نفس الوقت”، لافتا إلى أنه “في عالم كهذا، عليك أن تنظر إلى الدخل الثابت قصير الأمد، وعليك أن تنظر إلى النقد كبديل”.
وقد يكون تبني العريان للنقد متناقض إلى حد ما، حيث يؤدي التضخم المرتفع تاريخياً إلى تآكل قيمة العملات.
كما يخالف بعض وجهات النظر لأشهر المستثمرين الناجحين، إذ يرى المستثمر الملياردير، راي داليو، أن “النقود ليست بشيء مقارنة بما يمكن أن تشتريه من أصول”، بينما قال وارن بافيت في وقت سابق من هذا العام إن “التضخم يخدع الشخص الذي يحتفظ بأمواله تحت فراشه”.
في الوقت نفسه، تقدم سندات الخزانة الأميركية لأجل 3 أشهر حالياً عوائد تبلغ 2.84% فقط، متخلفة بشكل كبير عن تضخم مؤشر أسعار المستهلك، الذي بلغ 8.5% في يوليو.
كما توقع العريان أن تقضي الأسواق الأشهر القليلة المقبلة في مناقشة مقياس التضخم الذي يعكس بشكل أفضل صحة الاقتصاد الأميركي.
وقال إن الاختلاف المحتمل بين نسخ التضخم السنوية والشهرية من المرجح أن يتسبب في مزيد من “التشتت” للأسهم والسندات، مما يجعل الأصول المخففة للمخاطر أكثر جاذبية.
ووفقاً للعريان، فإن القضية الحقيقية هي: ما هو معدل التضخم؟
وتابع: “لا أقصد فقط هل هو الرقم الأساسي، أو مؤشر أسعار المستهلكين، أو مؤشر نفقات المستهلك، لكن أيضاً: هل هو عاماً بعد عام، هل هو شهراً بعد شهر”.
وأضاف العريان: “الحياة تزداد تعقيداً لأن هذه الإجراءات ستبدأ في التباعد، وإذا جلسنا هنا بعد 6 أشهر، فسنتحدث ليس عن الصدمات الشائعة، لكن عن التشتت، بين الأداء الاقتصادي.. بين قطاعات مختلفة من السوق”.