قال محمد العريان، الخبير الاقتصادي العالمي، إن الانهيار الاقتصادي ينتظر العالم جراء تراجع أسعار الفائدة ، بينما تقف البنوك المركزية عاجزة عن مواجهته.
نصائح للمستثمرين
وتوجه العريان في حوار حصري مع وكالة ABC الاسترالية بالنصح إلى المستثمرين، قائلا إن استثمارات الأصول غير السائلة هي الجزء الأكثر مخاطرة من السوق، وفي هذا الجزء تحتفظ الشركات بأعلى مديونية وتسعى إلى طلب الاقتراض وإعادة التمويل من السوق.
وتابع:” إذا كانت استثماراتكم مركزة في الجزء غير السائل من السوق فيجب أن تلتزموا بأكبر قدر من الحرص لأنكم ربما تتعرضون لخطر التعثر في سداد ديونكم وهذا خطأ لا يمكن إصلاحه”.
ضرره أكثر من نفعه
وأشار العريان إلى أن التراجع الكبير في حول العالم يضر أكثر ما ينفع، متابعا: “عندما يتم تجاوز نقطة معينة تصبح جميع أنواع ردود الأفعال غير مجدية ويتم الدخول في حالة لا تتسق مع الاقتصاد والأسواق القوية”، “أشعر لذلك بالقلق الشديد، وقد بلغنا تلك النقطة في حالة أوربا على سبيل المثال”.
ضرب استقرار السوق
وأضاف أن البنوك المركزية تصبح في موقف لا تحسد عليه، وتابع :” تصبح البنوك المركزية عاجزة عن التصرف لأن أي إجراء ستتخذه سيجلب تأثير عكسي، فهي لا تستطيع إلغاء قراراتها الخاطئة؛ لأنها ستخاطر بضرب استقرار السوق لكنها ستظل في موقف غير مريح. اشعر لذلك بالإشفاق عليها.”
وكشف العريان عن معارضته الشديدة مواصلة البنوك المركزية تخفيض الفائدة، ومقابل هذا يقر العريان بأن سيصعب عليها البقاء على الهامش والامتناع عن اتخاذ أية إجراء وفعل ما يلزم لرفع معدلات النمو الاقتصادي التي تنحسر في جميع الاقتصاديات الكبرى.
الأثرياء أول المستفيدين
وقال العريان إن البنوك المركزية تعجز عن اتخاذ أية تدابير اقتصادية مثل تعزيز الإنتاجية وتدشين مشروعات البنية التحتية وتحسين مهارات العمالة، وبوسعها بديلا عن هذا رفع أسعار الأصول أملا في أن يشعر الناس الذين يملكون أصول مثل الأسهم والعقارات أنهم أكثر ثراء أملا في تحفيزهم على زيادة الإنفاق.
وطالب العريان بوقف اعتماد الحكومات المفرط والمستمر على البنوك المركزية.
قضية خطيرة
وتابع:” من المثير للسخرية أن تزايد انعدام المساواة في الثروة سيكون ضمن الآثار السلبية المترتبة على هذا، ويعد انعدام المساواة في الثروة والدخل واحد من القضايا الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الخطيرة”.
دق ناقوس الخطر
واعتادت البنوك المركزية دق ناقوس الخطر بشأن بلوغ فاعلية السياسة النقدية حدودها القصوى.
وأشار محافظ بنك الاحتياط الاسترالي فيليب ليو مرات عديدة إلى الاخطار والآثار السلبية الناشئة عن خفض أسعار الفائدة. ووردت تحذيرات مشابهة الأسبوع الجاري على لسان محافظ بنك الاحتياط الفيدرالي الأمريكي جيرم باول.
مفترق طرق حاسم
وقال العريان أن الوقت يمر سريعا بينما ينجرف الاقتصاد العالمي صوب مفترق طرق حاسم. الطريق الأول يشهد انشغال بعض الحكومات بضخ المحفزات بينما يؤدى الطريق الآخر إلى الركود.
وتابع:” اعتقد بنسبة 60% أنه سينتهى بنا المطاف نحو خاتمة سلبية وبنسبة 40% نحو خاتمة ايجابية.”
الحرب التجارية
وحذر العريان من التأثيرات السلبية للحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة على استراليا التي لم تعاني من الركود طيلة الـ 28 عاما الماضية.
عندما يحتد الخلاف بين الصين والولايات المتحدة ستجد استراليا نفسها مضطرة لإقامة علاقات تجارية مع دولة واحدة فقط على حساب الدولة الأخرى.
وتابع:” تعتمد استراليا على بعض الصادرات لكنها تعتمد أيضا على الصين التي تعد سوقها الرئيسية، وتتجه الصين مقابل هذا إلى تقليص الاعتماد على الاقتصاد العالمي بغرض تحفيز اصلاحاتها الداخلية”.
أسواق الأسهم
وعبر العريان كذلك عن قلقه بشأن أداء أسواق الأسهم لكونها مقدرة حاليا بأعلى من قيمتها.
وأردف:” فرصة تراجع الأسهم بشكل كبير أصبحت تصل إلى أكثر من 50%”.
وامتنع العريان عن تحديد عمق الانهيار المتوقع في أسعار الأسهم مشيرا إلى صعوبة فعل هذا، ويكمن السبب في أن المستثمرين يتجهون إلى الشراء في كل مرة شهدت سقوط السوق في هاوية الانهيار خلال الفترة القليلة الماضية. وذلك لأنهم يعتقدون أن البنوك المركزية ستدعمهم في نهاية المطاف.
وأضاف:” سيتغير هذا الوضع عندما تصبح البنوك المركزية في نظر الجميع عديمة الجدوى أو عندما تصبح تدخلاتها ذات مردود عكسي”.